الأحد، 22 فبراير 2009

السبت، 14 فبراير 2009

الأربعاء، 11 فبراير 2009

الوسائط المتعددة

استخدام الوسائط المتعددة في تصميم المساقات المنهجية لطلبة المدارس والجامعات
(بحث تطبيقي في جامعة بوليتكنيك فلسطين)
م.رضوان طهبوب (radwant@ppu.edu)
جهان العواوده، ديالا الشريف، روان حنيحن

جامعة بوليتكنيك فلسطين
دائرة هندسة الكهرباء والحاسوب
الملخص:
زادت بشكل كبير إمكانية الحصول على المعلومات في أيامنا هذه. ويرجع ذلك إلى كمية المعلومات والخدمات التي يمكن الحصول عليها بواسطة الإنترنت. و أصبحت عملية الوصول إلى المعلومات واستخدامها في العملية التعليمية اسهل من ذي قبل. لكن و في كثير من الأحيان أصبحت عملية التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات والقدرة على فهمها اصعب بكثير من أي وقت مضى، الأمر الذي جعل ضرورة وجود طرائق جديدة لإيصال المعلومات بشكل سريع ومفهوم أمرا في غاية الأهمية. ولحسن الحظ رافق تطور الإنترنت تطورا في الأدوات والأساليب والتقنيات التي يمكن استخدامها في التعامل مع المعلومات ومن ثم إيصالها للمستخدمين، وتعتبر تقنيات وأدوات تعدد الوسائط المستخدمة في العملية التعليمية من أهم هذه التقنيات. وبالرغم من أن الأبحاث لم تثبت وبشكل مطلق جدوى استخدام هذه التقنيات (الفرد Alfred، 1997)، إلا أن الفائدة العظيمة في تسخير هذه التقنيات في إنتاج مناهج تعليمية جعلها موضع اهتمام لدى العديد من الباحثين والمدرسين. ولكن يجب الحذر من الإفراط في استخدام هذه التقنيات الجديدة دون الموازنة بين الأساليب التعليمية التقليدية والحديثة وبين ضرورة إيصال الكم الهائل من المعلومات للمستخدمين.

و يمكن القول أن العملية التعليمية في ظل العصر التقني الحديث أصبحت تعتمد وبشكل قوي على أدوات حديثة، منها السهل ومنها المتطور، تستخدم في نشر وتأليف مناهج تعليمية بأساليب تربوية تقليدية وحديثة (سيلفيا Sylvia، 96 ). واصبح هناك فريقان أحدهما يتقن استخدام الأدوات دون وجود الخبرة الكافية في أساليب التعليم، و فريق آخر لديه المعرفة والخبرة الحقيقية في العملية التعليمية دون تلبية حاجات المستخدمين من تشويق وإبداع في عملية العرض بالطرق الفنية الحديثة. ويزداد الأمر تعقيدا في ظل وجود خبرات تعليمية أو تقنية لدى أحد الفريقين في مجال ما، لكن دون القدرة على تعميمها في مجال آخر. فمثلا المدرسيين الجامعيين توجد لديهم خبرات تعليمية ليس من السهل تطبيقها في المراحل المختلفة للمدارس أو العكس. كذلك معرفة شخص في أدوات تقنية معينة قد لا تفي بضرورة إنتاج وسيلة تعليمية معينة.

عملية إنتاج مناهج تعليمية باستخدام التقنيات الحديثة تحتاج إلى تعاون طويل الأمد بين كل من الفريقين. واصبح من المحتم علينا تشكيل فرقة متخصصة لكل مساق من المساقات. و تحتوي كل فرقة على متخصصين تربويين ومدرسيين ذوي خبرات تعليمية بالإضافة إلى أشخاص لديهم المعرفة التقنية الكافية في استخدام أدوات الوسائط المتعددة. ويمكن مقارنة هذه الطريقة بعملية تدريب المدرسين أصحاب الخبرات التعليمية على استخدام أدوات تقنية لإنتاج المناهج الأمر الذي له إيجابياته وسلبياته المختلفة على المدرسين والمناهج التي يتم إنتاجها.

في هذه الورقة سوف نناقش كيف تم استخدام فريق من الطلبة في جامعة بوليتكنيك فلسطين لديه القدرة على التعامل مع أدوات وبرامج تقنية مختلفة من الوسائط المتعددة بالإضافة إلي قواعد هندسة البرمجيات في إنتاج وسائل تعليمية لمستويات مختلفة. حيث تم ذلك بالتعاون مع مدرسيين وتربويين متخصصين في محتوى المساق الذي يتم إنتاجه.

تم تطبيق هذه الطريقة على عدة حالات دراسية في قسم هندسة الحاسب في جامعة بوليتكنيك فلسطين ومنها على سبيل المثال: دروس الحاسب لمنهاج "التكنولوجيا" للصفين الخامس و السادس الابتدائي. ونظرا لنجاح هذه التجربة يتم تطبيقها الآن على منهاج "اللغة الإنجليزية" للصف الأول الابتدائي. وفي تجربة جديدة يتم تطبيقها على مساق "مقدمة في الحاسب" لطلبة السنة الأولى في جامعة بوليتكنيك فلسطين. وكل تجربة تمت من خلال طالبين أو ثلاث طلاب يتم تدريبهم على تقنيات تعدد الوسائط ومن ثم تطبيق قواعد هندسة البرمجيات لإنتاج مادة تعليمية بالتعاون مع الخبرات التربوية والتعليمية المطلوبة. تكون مدة إنتاج المادة المطلوبة فصل دراسي، أو سنة دراسية كاملة. ومن الأدوات المستخدمة في عملية الإنتاج:
Authoring tools like, Macromedia Flash 5.0®, Macromedia Director 8.0®, Sound editing tools, Image Editing Tools, Video Editing tools, etc.

Abstract:

The information availability has dramatically increased due to the ease of Internet access. However, understanding and managing this huge amount of information has become more difficult than before. New techniques and methods should be used to make it easier to understand and deliver this information to users. Multimedia is one of the most important technologies that can be used in today’s instructional processes. However, this technology should be used carefully so as not to confuse students. Balance should be made between using traditional instructional techniques and multimedia instructional techniques.

Fortunately, today’s new technologies have a great impact on the way instructional process is delivered. On the other hand, using these technologies and techniques has become more difficult to be used by experienced educators. Also people who have good knowledge in using these technologies do not have enough experiences in education. Moreover, different educational stages and courses require different experiences.

Accordingly, there should be great cooperation between experienced educators in different stages and experienced multimedia designers. Unfortunately, this cooperation should extend for long periods since multimedia content publishing is a very time consuming process. However, this way may be much better than training educators with new and changing multimedia techniques.

In this paper we will discuses how technical students with good multimedia knowledge and experienced teachers cooperates to produce a new instructional process.

This method has been applied in Palestine Polytechnic University to publish different courses for schools and university levels. This includes: “Computer Lessons” from technology book used in Palestine schools (grades 5 and 6). This method is also used to design “English Course” for primary school students (grade 1). Also another group is working on another course, “Introduction To Computers”, for first year university students.

Used Tools:
Authoring tools like, Macromedia Flash 5.0®, Macromedia Director 8.0®, Sound editing tools, Image Editing Tools, Video Editing tools, etc.
المقدمة:
ساهم اختراع الإنترنت عالميا في بروز وتطوير تقنيات المعلومات، حيث قامت الكثير من المؤسسات في الدول المتقدمة بتطبيق هذه التقنيات في جوانب متعددة مثل التعليم عن بعد والتجارة الإلكترونية والوسائط المتعددة وغيرها. مما ساعد في زيادة فعالية وسهولة القيام بكثير من الأعمال الحياتيه في المجالات المختلفة.

كما تلعب الجامعات والمؤسسات التعليمية دورا هاما في نشر هذه التقنيات عبر مناهجها ونشاطاتها المختلفة. وقطعت كثير من بلدان العالم المتطورة شوطا لا يستهان به في هذا المجال. فهناك جامعات وكليات استعملت تقنية الإنترنت في مجال التعليم عن بعد وصممت المساقات لتلائم ظروف الكثير من الدارسين لديها دون تقييدهم بزمن أو مكان محدد. وتعتبر الجامعات الأفتراضية من أفضل الأمثلة على استخدام مثل هذه التقنيات.

و لمواكبه بلدان العالم المتطورة في هذا المجال و لتغطية حاجات المجتمع الفلسطيني فانه لابد من إطلاق البحث العلمي التطبيقي في هذا المجال.

تقع مسؤولية إطلاق عملية البحث التطبيقي في استخدام ونشر تقنيات المعلومات في المجتمع الفلسطيني على عاتق المؤسسات التعليمية بجميع مرافقها ومستوياتها وعناصرها المختلفة. فمثلا قامت وزارة التربية والتعليم عبر مركز المناهج بتطوير المناهج من حيث محتوياتها ومضمونها مراعية في ذلك التطور التكنولوجي و العلمي. لكن لم يتم بعد تطوير الوسائل المستخدمة في العملية التعليمية نفسها. وبالرغم من اشتراك أفضل التربويين والمؤلفين من معظم قطاعات المجتمع إلا أن عملية تطوير المناهج تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد والتعاون مع قطاعات مختلفة في المجتمع من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب.

كذلك قامت العديد من المؤسسات والجامعات الفلسطينية بإدخال خدمات الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات في مرافقها ومناهجها المختلفة. وبدأت بعض الجامعات باستخدام تقنيات حديثة في بعض المناهج والمساقات التي تدرسها، لكن كل ذلك تم دون وجود سياسة أو منهجية معينة من أجل زيادة فعالية استخدام هذه التقنيات.

وعلى المستوى الفردي، قامت بعض الشركات وكذلك الأفراد باستخدام تقنيات المعلومات بإنتاج بعض المناهج المتفاوتة في قيمتها العلمية والتربوية. ولكن تحتاج هذه التجارب إلى المزيد من الدراسة والمتابعة. حيث أن بعضها مترجم أو مأخوذ من برامج ومناهج أجنبية من الممكن أن تكون غير ملائمة أو غير مناسبة للمجتمع الفلسطيني.

ونقدم في هذه الورقة نموذجا متواضعا لبحث تطبيقي تم استخدامة في جامعة بوليتكنك فلسطين لإنتاج بعض المناهج التعليمية لمراحل مختلفة لطلبة المدارس والجامعات. وتعتمد هذه التجربة على دمج خبرات مختلفة في عملية إنتاج هذه المناهج. ويمكن تعميم هذه التجربة لاستخدامها في الجامعات والمؤسسات الفلسطينية التي يمكن أن تتبنى الطريقة التي تم استخدامها من أجل المساهمة في نشر تقنيات المعلومات والطرق المختلفة في استخدامها.

وسوف نفصل هذه الطريقة بعد التعرض لبعض الخلفيات والدراسات المختلفة و المتعلقة بالموضوع.

النظريات التعليمية:

تعتمد النظرية التعليمية على عدة نماذج نتطرق إلى نموذجين أساسيين هما: نموذج الموضوعية ونموذج الاستدلالية (البنائيه) (بنت Bent ، 1999)،(واتسون Watson، 2001، الموضوع 2). ففي النموذج التعليمي الموضوعي تكون المعرفة الموجودة بشكل منفصل عن خبرات المتعلم. وعليه فإن هذه الحقائق المعرفية تعتمد على تركيبة معينة يمكن دائما تقديمها للمتعلم. والعملية التعليمية تعتمد اعتمادا مباشرا على استدعاء هذه الحقائق وعرضها. ويمكن قياس الفائدة التعليمية لهذه الحقائق عن طريق الاختيار المباشر.

أما نموذج الاستدلالية ( البنائيه ) في النظرية التعليمية، فإن الأفراد يقومون ببناء المعرفة من خلال إدراكهم الحسي ونفاذ بصيرتهم. فالحقائق موجودة في الكيان البشري. ويتم الإستدلال على الحقائق المعرفية من خلال معالجة عملية الأدراكات و الإنفعالات للإهتمامات الفردية للمتعلم. ويمكن قياس الفائدة المعرفية من خلال الملاحظات والحوار لما تم الإستدلال عليه خلال العملية التعليمية.

الوسائط المتعددة:

بينت الدراسات المختلفة أن الإنسان يستطيع أن يتذكر 20% مما يسمعه، ويتذكر 40 % مما يسمعه ويراه، أما إن سمع ورأى وعمل فان هذه النسبة ترتفع إلى حوالي 70%. بينما تزداد هذه النسبة في حالة تفاعل الإنسان مع ما يتعلمه من خلال هذه الطرق (تراسي Traci ،2001).
ومن أجل تحسين فعالية العملية التعليمية طور الإنسان العديد من الأدوات المختلفة المستخدمة في إيصال المعلومات للمتعلمين. هذه الأدوات تنوعت وتطورت على مر العصور، وأهم هذه الأدوات هي تلك الأدوات المستخدمة في تقنيات عرض الصوت والصورة والنص والأفلام والتي تعرف بالوسائط المتعددة. كما وأحدث وجود الحاسب في أيامنا هذه ثورة نوعية في القدرة على التعامل مع هذه التقنيات. وتم إنتاج برامج عديدة لتسهيل القدرة على استخدام هذه الوسائل. وتزداد أهمية الحاسب في قدرة عتاده (من معالجات وذاكرة وأقراص صلبة وأقراص مدمجة ورقمية) على تخزين ومعالجة واسترجاع تقنيات عرض الصوت والصورة والنص والأفلام بشكل سريع وممتع الأمر الذي يزيد من متعة التعامل مع هذه التقنيات. بالأضافة إلى الميزات التي تحتويها هذه التقنيات كالسرعة و الأمان و الخصوصية و قلة التكلفة النسبية للمستخدمين بالإضافة إلى المتعة في الاستخدام.

وتستخدم أدوات وتقنيات تعدد الوسائط في العملية التعليمية بطرق ومحاور مختلفة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

· السرد باستخدام وتيرة خطية لعرض وسرد المعلومات مثل عرض القصص والروايات التاريخية.
· السرد باستخدام الوصلات التشعبية وبشكل غير خطي وتستعمل هذه الطريقة في الإنترنت وفي برامج المساعدة. و يمكن إدخال وصلات تشعبية للألعاب والصور والأفلام خلال عملية عرض المادة التعليمية.
· الاستكشاف الموجه بحيث يتم عرض المعلومات بناءا على استجابة وردود فعل ورغبة المستخدم. هذه الطريقة ممتعة ولكن تحتاج إلى جهد كبير في إنتاجها وتطبيقها. وطبعا يمكن إدخال الألعاب والصور والأفلام خلال عملية عرض المادة التعليمية.
· الاتصال مع الآخرين من خلال البريد الإلكتروني واللوحات الإلكترونية.

ويمكن استخدام أدوات وتقنيات تعدد الوسائط في العملية التعليمية وذلك بتطبيق هذه الأدوات على نماذج النظرية التعليمية. وباستخدام هذه الأدوات في النموذج الموضوعي تظهر هناك بعض المشاكل وخاصة أن هذا النموذج يعتمد على طريقة عرض المعرفة والتي عادة ما تتم من قبل مدرسيين لديهم خبره في موضوع ما. وعليه فإن ذلك يقلل من قدرة المتعلم على التحكم بطريقة عرض المعلومات. وبالرغم من أن هذه الطريقة يمكن استخدامها في تطوير المهارات الأساسية لدى المتعلمين إلا انها تفتقر إلى التمييز بين القدرات الفردية للمتعلمين وهذا يؤدي إلى إنعدام القدرة على التفكير وتطوير إمكاناتهم المستقبلية للتعليم. أما في حالة استخدام هذه الطرائق الحديثة في النموذج الإستدلالي، فإن فعالية هذه الأدوات تظهر بشكل جلي، ويمكن بناء القدرات الشخصية والفردية للمتعلمين حسب قدراتهم واهتماماتهم المعرفية. ويمكن إستكشاف المعلومات من خلال الوصلات التشعبية للمواضيع المختلفة المترابطة مع بعضها بناءا على رغبة المتعلم. ولكن يجب وضع نقاط مرجعية لجعل المتعلم قادرا على معرفة أين يذهب وأين يكون في كل مرحلة ينتقل إليها خلال عملية الاستكشاف.

وتزداد أهمية تكنولوجيا الاتصالات والوسائط المتعددة في تعزيز أهمية التواصل بين المدرسين والطلبة وكذلك الطلبة مع بعضهم البعض الأمر الذي يزيد من قدرة المتعلمين على العمل الجماعي الموجه من قبل مشرفين متخصصين.

ولا ننسى أهمية وجود الإنترنت كمصدر مهم للمعلومات حيث يمكن دائما الرجوع إلى المراجع و المصادر المختلفة للمعلومات الحديثة من خلال القدرة على ربطها في المنتج التعليمي الجديد. الأمر الذي يجعل حداثة و توفر المعلومة لدى المستخدمين أمرا في غاية السهولة.

ويمكن تلخيص أهمية استخدام الوسائط المتعددة في العملية التعليمية بالنقاط التالية:

· تسهيل العملية التعليمية وعملية عرض المادة المطلوبة بالإضافة إلى زيادة معدل المادة المعروضة.
· يمكن استخدامها لإنتاج المواد التعليمية بنماذج مختلفة مما يثري الطرق المستخدمة في عرض المادة التعليمية المطلوبة.
· تحفيز الطلبة على التفاعل بشكل أكبر مع المادة التعليمية وعلى إمكانية العمل الجماعي.
· تسهل عمل المشاريع التي يصعب عملها يدويا وذلك باستخدام طرق المحاكاة في الحاسب.
· يمكن عرض القصص والأفلام الأمر الذي يزيد من استيعاب الطلبة للمواضيع المطروحة.
· إمكانية استخدام الإنترنت بشكل فعال من خلال الوصلات التشعبية.

لكن يجب التذكر أن استخدام تعدد الوسائط بشكل عشوائي قد يجعل منها وسيلة لإضاعة الوقت و الجهد دون الخروج بالفائدة التعليمية المرجوة. كذلك يجب الحذر من وجود الوصلات التشعبية غير المتوافقة و التي قد تؤدي إلى ضياع الطالب في ثنايا المواضيع المطروحة وغير المهمة وخاصة في حالة وجود وصلات تشعبية إلى الشبكة العنكبوتية (كينيار Kinnear،1995 ).

ومن الواضح أن معظم المدارس في الدول النامية لا تستخدم بشكل أساسي نموذج الاستدلالية في مناهجها أو عملياتها التعليمية. أما بالنسبة لفلسطين، فانه وبالرغم من أن المناهج طورت بشكل حديث إلا أن المدارس والجامعات الفلسطينية لا تزال بعيدة عن استخدام التقنيات الحديثة في العملية التعليمية. وعليه فانه يجب الحذر الشديد من الانتقال المفاجئ بين ما هو متبع الآن وبين ما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية الحديثة. والسبب في ذلك يعود إلى العقلية والمنهجية التي يستخدمها المحاضرون منذ فترة طويلة بالإضافة إلى عدم توفر جميع الإمكانات اللازمة لجميع المدارس والجامعات في الوقت الحاضر. لكن كل ذلك يجب أن لا يمنع من بدء العمل في استخدام أفضل النماذج والتقنيات في العملية التعليمية. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة وجود فترة زمنية انتقالية يتم فيها استخدام الطرق التقليدية والحديثة وعمل تقييم دائم لكل مرحلة من المراحل. كل ذلك يجب أن يرافقه عملية تأهيل مستمرة للمدرسين والمحاضرين في الطرق والتقنيات الحديثة التي يمكن استخدامها في العملية التعليمية.

العناصر الأساسية للوسائط المتعددة:

يمكن تعريف الوسائط المتعددة بالأدوات المستخدمة في تقنيات عرض الصوت والصورة والنص والأفلام وغيرها من الأساليب المستخدمة في العملية التعليمية. وأحدث وجود الحاسب في أيامنا هذه ثورة نوعية في القدرة على التعامل مع هذه التقنيات. ومن هنا يمكن القول أن على الأشخاص الذين يريدون استخدام هذه الوسائل في إنتاج المناهج التعليمية إتقان العديد من العناصر المكونة لهذه التقنية. ولا يمكن القول بان إتقان جزء من هذه العناصر يكفي لإنتاج مناهج على مستوى عالي من الإتقان النوعي للمنتج. وتتلخص هذه العناصر بما يلي (ترينر Traynor ،1996 ، ص 54-58):

عناصر برمجية مثل:

· برامج التأليف الإبداعية مثل برامج Toolbook, Director.
· برامج الرسم وتحرير الصور.
· برامج الرسوم المتحركة و إنتاج و تحرير الأفلام.
· برامج تسجيل وتحرير الأصوات.
· برامج المحاكاة وبرامج إنتاج البيانات.
· بعض لغات البرمجة إن أمكن.

عناصر مادية مثل:

· جهاز حاسب متطور يستخدم في عملية الإنتاج للبرامج التعليمية يستخدم نظام تشغيل حديث.
· أجهزة حاسب بمواصفات حديثة تستخدم في عملية عرض المنتج للطلبة و المستخدمين.
· كاميرات تصوير عادية ورقمية.
· ماسحات ضوئية.
· مشغلات أقراص مدمجة ومضغوطة قابلة للقراءة والكتابة.
· معدات وميكرفونات صوتية وغرف صوت معزولة.
· طابعات ومعدات أخرى.

ويمكن لشخص لديه معرفة جيدة بمعدات وبرمجيات الحاسب إتقان هذه العناصر بشكل جيد وخلال فترة زمنية معقولة. بينما يحتاج شخص عادي إلى فترات زمنية طويلة لإتقان هذه العناصر مع العلم أنه يمكن للعديد من الأشخاص فهم آلية عمل وكيفية استخدام هذه العناصر من خلال الممارسة لفترات زمنية معقولة. وتكمن المشكلة في سرعة تطور هذه العناصر بالإضافة إلى ظهور عناصر جديدة يوميا مما يتوجب على مستخدميها متابعة هذه التطورات التكنولوجية بشكل مستمر.

ويجب أن لا ننسى أن الأشخاص الذين يقومون بعملية الإنتاج والبرمجة لمنهاج معين باستخدام هذه التقنيات يجب أن يكون لديهم شيء من اللمسات الفنية و درجة كافية من الذوق لجعل المنتج أكثر متعة في الاستخدام. أي أن المعرفة الفنية للعناصر المختلفة جيدة ولكن قد لا تكون كافية للإبداع في ما يتم إخراجه من مناهج تعليمية.

إنتاج وتأليف المناهج التعليمية بدون استخدام تعدد الوسائط:

تمر عملية إنتاج وتأليف المناهج التعليمية بعدة مراحل مختلفة. وتحتاج كل مرحلة من هذه المراحل إلى وقت وجهد كبيرين. وقد تستغرق هذه العملية عدة سنوات في بعض الأحيان. و يشترك عدد من المؤلفين والتربويين في عملية التأليف لمنهج معين. و في النهاية يظهر بين أيدي الطلبة والمدرسين مناهج تعليمية يمكن استخدامها في العملية التعليمية. وبالطبع فان لكل مستوى من المستويات التعليمية مراحل ومتطلبات قد تختلف عن بعضها البعض. أي أن مستوى المناهج لصفوف المرحلة الأساسية قد تختلف عنها للمرحلة الإعدادية أو الثانوية أو الجامعية. كما وتلعب الخبرات التربوية و التعليمية المشاركة في إنتاج المناهج التعليمية دورا هاما وكبيرا في الطريقة والأسلوب الذي سوف يتم استخدامه في سرد وعرض المحتوى على الطلبة. إلا أنه ينقص هذه الخبرات التربوية المعرفة الضرورية لكيفية استخدام الوسائل التقنية الحديثة في سرد و عرض ما يؤلفونه للمستخدمين الأمر الذي قد يجعل من المنهاج المنتج مادة بحتة يصعب هضمها من قبل الطلبة.

ويمكن القول بأنه يجب على المؤلفين والتربويين معرفة الحد الأدنى عن التقنيات الحديثة المستخدمة في العملية التعليمية. الأمر الذي قد يجعل المنهاج المنتج مادة سهلة يمكن تحويلها إلى أشكال مختلفة من قبل متخصصين تقنيين دون الحاجة إلى إعادة تأليفها أو المساس بالأهداف الرئيسية للمنهاج المنتج.

إنتاج المناهج التعليمية باستخدام تعدد الوسائط:

يمكن للمسؤولين والتربويين عن إنتاج المناهج التعليمية استخدام الوسائط المتعددة في عملية إنتاج المناهج التعليمية وذلك إما في مرحلة التأليف أو في مرحلة ما بعد الانتهاء من التأليف. ففي حالة اختيار استخدام الطريقة الأولى فان ذلك يلقي عبئا كبيرا على عاتق المشرفين والمؤلفين لمنهاج ما. وذلك لما تحتاجه هذه الطريقة من تعاون طويل الأمد بين الأفراد المسؤولين عن استخدام وتصميم وبرمجة الوسائط وبين المؤلفين والمشرفين التربويين. وذلك يتطلب درجة عالية من التنسيق والإدارة بين الفريقين. لكن مما لا شك فيه أنه عند تأليف مادة تعليمية باستخدام تعدد الوسائط و بالرغم من الوقت والجهد الكبيرين المستهلكين في هذه الطريقة إلا أن كفاءة المنتج النوعية من الممكن أن تكون مميزة. وهذه الطريقة بالتأكيد ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى وجود خبرات تربوية هندسية و إدارية على مستوى واسع. وتقع مسؤولية إنتاج المناهج بهذه الطريقة على المؤسسات والوزارات ذات العلاقة.

أما في حالة وجود المادة التعليمية مؤلفة وجاهزة ولا ينقصها سوى إعادة هيكلة وتشكيل و إنتاج باستخدام تعدد الوسائط فإنها تحتاج إلى جهد أقل. وتزداد كفاءة هذه الطريقة في حالة معرفة المؤلفين والتربويين الحد الأدنى عن التقنيات الحديثة المستخدمة في العملية التعليمية. وتكمن أهمية هذه الطريقة في تقليل مسؤولية الأشخاص المشاركين في إنتاج المناهج التعليمية مع ضرورة وجود مشرفين تربويين على الأشخاص المسؤولين عن استخدام وتصميم وبرمجة الوسائط المتعددة. ومن الواضح أن دور ومسؤولية المؤسسات والوزارات ذات العلاقة تكون اقل منها في الطريقة الأولى. ويمكن أن يقتصر دور هذه المؤسسات على الدعم والأشراف العام ووضع الأهداف والسياسات والتقييم لأولئك الذين يقومون بعملية إعادة تشكيل المناهج التعليمية. و يكون دور المشاركين في هذه الطريقة مركزا على عملية الإنتاج باستخدام تعدد الوسائط فقط.

وبشكل عام فان عملية إنتاج المادة التعليمية باستخدام تعدد الوسائط تمر بعدة خطوات يمكن تلخيصها على النحو التالي:
1. التخطيط لعملية التطوير، وتشمل هذه المرحلة:
· التفكير والتحليل قبل عملية الإنتاج.
· العناصر الأساسية التي يجب تطويرها.
· الفئة المستهدفة التي سوف تستخدم المنتج المطور.
· المعدات المستخدمة من عتاد مادي وبرمجي.
· المحتوى من صور ونصوص وأفلام وصوت ورسومات متحركة وغير متحركة.
· واجهة المنتج وكيفية تعامل الفئة المستهدفة مع المنتج.
· المصادر المتوفرة لعملية التطوير.
2. تجميع العناصر للمنتج النهائي، وتكون هذه العملية سهلة نوعا ما إذا كانت عملية التخطيط المسبقة قد تمت بشكل ناجح. وقد تحتاج هذه العملية لإعادة التخطيط والتفكير لعدة مرات.
3. مرحلة التصميم والإنتاج للعناصر ( التنفيذ الحقيقي للمنتج) وتشمل:
· تصميم واجهة العرض بما تحتويه من تصميم وعناصر مرئية وتوازن في عملية التركيب ووضع هيكلية كاملة للمنتج.
· الثبات على قوام واحد في عرض وتصميم القوائم والمعلومات.
· وضع المحتوى داخل الهيكلية المصممة. وتحتاج هذه الخطوة إلى الجل الأعظم من الوقت علما بان وجود المعلومات والصور والنصوص المؤلفة مسبقا يساعد وبشكل كبير على تنفيذ هذه الخطوة. ويمكن الاستفادة هنا من منتجات وعناصر تم تصميمها مسبقا في منتجات متشابه ويمكن تكوين قاعدة بيانات للعناصر المستخدمة لتساعد في استخدامها في منتجات أخرى لاحقا.
· استخدام البرامج والأدوات لإنشاء الصور والحركات والأفلام والرسومات التوضيحية والنصوص الصوتية وربطها بشكل فني مع باقي العناصر لتحقيق الهدف المرجو من المنتج. ويلعب المشرفون التربويون والمؤلفون دورا هاما في مراقبة ما يتم تصميمه وطريقة عرضه من قبل فنيي ومبرمجي الوسائط المتعددة للتأكد من خدمة الأهداف التعليمية للمنتج.
4. فحص المنتج وضبطه. وتتم عملية الفحص لكل من المحتوى التعليمي والوظيفي للبرنامج للتأكد من خلوه من الأخطاء الفنية أو آية أخطاء في المحتوى أو طريقة العرض و تتم مراحل الفحص والتصحيح على المستوى الداخلي للمنتجين والمشرفين المشاركين في عملية التصميم والتنفيذ. والمستوى الخارجي لبعض الفئات المستهدفة لاستخدام المنتج أو مشرفين وفنين آخرين. ويمكن عمل عروض تجريبية على مراحل مختلفة و مستخدمين مختلفين للتأكد من تحقيق الهداف المطلوبة.
5. بعد ذلك يمكن عمل المنتج النهائي و إخراجه بالشكل المطلوب مثل وضعه على قرص مدمج أو على الإنترنت أو على الشبكة الداخلية للمدرسة أو الجامعة.

ومن خلال الخطوات السابقة يمكن تحديد المسؤوليات والمتطلبات لكل من المشاركين في عملية الإنتاج. حيث يلعب الأشخاص المسؤولين عن تصميم وبرمجة تعدد الوسائط دورا مهما في متابعة التطورات الفنية للبرامج والمعدات المستخدمة وكيفية تشغيلها واستخدامها لتخدم عملية إخراج المنتج ليحقق المتطلبات التي تم وضعها في عملية التخطيط لتطوير المنتج. أما المشرفون التربويون فعليهم التأكد من عدم فقدان المحتوى للأهداف التعليمية الأساسية المطلوبة خلال عملية إعادة هيكلة المنتج بشكله الجديد. أما مسؤولية فحص المنتج فتقع على عاتق الطرفين.

ومن الواضح هنا أنه يمكن للمشرفين التربويين والمؤلفين أن يتعلموا تقنيات تعدد الوسائط والقيام بعملية الإنتاج بأنفسهم. لكن وبالرغم من الفوائد التي يمكن أن نجنيها من هذه الطريقة إلا أنها تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين من المشرفين الأمر الذي قد يفقدهم التركيز في مهامهم الرئيسية لفترة من الزمن قد تطول لعدة سنوات. بينما تستغرق عملية تدريب أشخاص فنيين على تقنيات تعدد الوسائط فترات أقل نسبيا وبكفاءة نوعية أفضل. وتكون قدرة هؤلاء الفنيين على متابعة الجديد في تقنيات تعدد الوسائط أسهل و أسرع من قدرة المشرفين التربويين والمؤلفين على ذلك. ويمكن الاستفادة من خبرات فنيي تعدد الوسائط في إنتاج مواد ومناهج تعليمية لمستويات مختلفة بالتعاون مع المشرفين التربويين والمؤلفين لتلك المستويات. وغالبا لا يمكن الاستفادة من خبرات المشرفين التربويين والمؤلفين في تعد الوسائط في إنتاج مواد ومناهج تعليمية لمستويات غير التي يعرفونها.

دراسة حالة:

في هذا الجزء من الورقة نطرح كيف تم تطبيق الأفكار السابقة في إنتاج مادة تعليمية لبعض وحدات الحاسب في مادة التكنولوجيا للصفين الخامس والسادس الأساسي. وتم عمل ذلك ضمن مساق مشروع البرمجيات لطلبة هندسة أنظمة الحاسب في جامعة بوليتكنيك فلسطين. وتم تطبيق أسس وقواعد هندسة البرمجيات في تنفيذ المشروع المقترح.

وقبل البدء في برمجة هذا المشروع كان لابد من إجراء عدة خطوات ودراسات من أجل إنتاج المشروع بالشكل المطلوب لكي يحقق الأهداف التي صمم من أجلها. ومن تلك الخطوات ما يلي:



1. الإعداد للمشروع.
· تم اختيار مجموعة من ثلاث طالبات للقيام بعمل المشروع المطلوب.
· دراسة وتعلم العناصر الرئيسة لبرمجيات تعدد الوسائط من Director® و Flash® و برامج تحرير الصور والصوت و الأفلام بالإضافة إلى تعلم التقنيات والمفردات المطلوبة في هذا المجال. استغرق تعلم هذه التقنيات حوالي أربع أسابيع و بمعدل 4 ساعات عمل يوميا.
· إنشاء بيئة عمل مناسبة من أجهزة تطوير و عناصر مادية أخري. وكذلك تم إعداد غرفة معزولة لأغراض تسجيل الصوت بدون مشاكل الصدى و التشويش الخارجي.
· دراسة وتطبيق مشاريع صغيرة بسيطة على استخدام تقنيات تعدد الوسائط في مواضيع مختلفة بهدف زيادة خبرات المبرمجين.
· جمع المعلومات عن كيفية إنتاج مادة تعليمية بشكل عام.
· قراءة وفهم المادة المطلوب إنتاجها (وحدات الحاسب من مادة التكنولوجيا للصفين الخامس والسادس الأساسي) وتشمل الدروس التالية : أجيال الحاسب من منهاج الصف الخامس و أدوات الإدخال و الذاكرة وأدوات الإخراج و وحدات التخزين و الملفات و نظام التشغيل و التعامل مع المجلدات و البحث و الرسام .

2. وضع خطة عمل شاملة تشمل تحليل النظام وتصميمه وتنفيذه وفحصه وتم توزيع الخطة على ما تبقى من الفصل ( حوالي اثنتا عشر أسبوع). وتم وضع خطة لتوثيق المشروع على طول فترة خطة العمل المقترحة.

3. تحليل النظام و تحديد متطلباته بما فيها المتطلبات الوظيفية وغير والوظيفية ( عناصر تعدد الوسائط المادية والبرمجية) لتنفيذ المشروع:
· تم تحديد المتطلبات الوظيفية للمشروع بضرورة إعادة طرح وحدات الحاسب في مادة التكنولوجيا للصفين الخامس والسادس الأساسي بطريقة غير الموجودة في الكتاب تساعد على فهم المحتوى بشكل سلس وسهل. ويكون الشكل النهائي للمنتج قرص مدمج يحتوي على المادة التي يتم تصميمها.
· نظرا لأن مثل هذه البرامج تتعامل مع الأطفال في سن معين وتحتاج لأشياء تشد انتباه الأطفال و تشعرهم بالحيوية والنشاط وتبعدهم عن الكسل والخمول أثناء استخدام المنتج تمت استشارة عدد من التربويين المتخصصين في هذا المجال. وتبين أن هؤلاء الأطفال يحبون الألوان الفاقعة مثل الأحمر الفاقع و الأخضر الفاقع وغيرها وكذلك اهتمام الأطفال بالصوت العالي و بالموسيقى الصاخبة.

· بعد الإطلاع على منهاج الحاسب للصف السادس ومن أجل تحديد الأساليب المتبعة في عرض المعلومات تم استشارة العديد من المعلمين والمعلمات الذين قاموا بتدريس مثل هذه المادة وتم التعرف على الأساليب الحديثة المتبعة في كيفية عرض الدروس وسرد المعلومات.
· تم تحديد المتطلبات غير الوظيفية من عتاد مادي وبرمجي لعملية الانتاج وعملية الاستخدام من قبل الطلبة وتم حساب تكلفة الإنتاج والاستخدام للمنهاج المنتج.
· استخدام برامج تعدد الوسائط و منها: Macromedia Flash5.0® و Macromedia Director8.0®. حيث تم استخدام برنامج Flash5.0لعمل حركات على كيفية ظهور الكتابة مثلا وفي التحكم بحركة الصور واستخدام هذا البرنامج في عمل أزرار مختلفة ذات استخدامات متنوعة. أما بالنسبة لاستخدامات برنامج Director8.0 فتكمن أهميته في الربط بين هذه الخطوط والصور و الفيديو وتنسيق تزامن ظهورها خلال فترات العرض. وعمل وصلات للتنقل بين المواضيع والوحدات المختلفة. وتتم عملية الدمج بين كل هذه الأمور مجتمعة لإنتاج برنامج متكامل مترابط يشتمل على صوت و نص وصور وفيديو لكل درس من الدروس. ولا بد من التنويه هنا إلى أنه لا بد من استخدام برامج مساعدة بالإضافة إلى برامج Flash و Director وذلك لأسباب مختلفة منها عمل مونتاج للصوت ولتصوير الفيديو بشكل واضح وغيرها. ومن هذه البرامج برامج تسجيل الأصوات وإنتاجها وكذلك برامج خاصة من أجل تصوير الفيديو بشكل واضح باستخدام كاميرات ذات نوعية وكفاءة ممتازة.
· استغرقت عملية التصميم حوالي ثلاثة أسابيع (تداخلت مع عملية جمع البيانات وتعلم النظام)

4. تصميم النظام:
· على ضوء المتطلبات التي تم تحديدها في تحليل النظام، تمت عملية التصميم للقوائم الرئيسية والفرعية لكل جزء من النظام بحيث تشتمل على مخططات سير العمليات والوصلات التشعبية وغيرها من العناصر الأساسية للبرنامج.
· تصميم هيكلية المنتج وما سيتم وضعه من ملفات وصور و أفلام و أصوات وكذلك ضبط كيفية و توقيت ظهور كل جزء من هذه العناصر.
· تصميم الوحدات وطريقة عرض المعلومات بما يخدم الأهداف والمتطلبات لكل وحدة من الوحدات المعروضة بناءا على ما تم وضعه في مرحلة التحليل.
· استغرقت عملية التصميم حوالي ثلاثة أسابيع (تداخلت مع عملية تحليل النظام)

5. تنفيذ النظام:
· وضع المادة المطلوبة بالطريقة الجديدة تبعا للهيكلية التي تم وضعها في مرحلة التصميم.
· يتم ذلك بأشراف غير مباشر للمشرفين التربويين والمعلمين للمساق.
· تجميع وترتيب وتركيب عناصر كل وحدة لتخرج في شكلها الشبه نهائي.
· استغرقت عملية التنفيذ حوالي خمسة أسابيع (تداخلت جزئيا مع عملية تصميم النظام).

6. فحص المنتج:
· تمت عملية الفحص الجزئية خلال عملية تنفيذ كل جزء أو وحدة من الوحدات، وتم التأكد من عملها بالشكل المطلوب. كذلك تم التأكد من أن كل وحدة تؤدي الأهداف المطلوبة وتحتوي على المحتوى الذي تم تحديده أثناء عملية التحليل. تمت عملية إضافة وحذف وتعديل للمنتج بناءا على عمليات الفحص الجزئية.
· بعد تجميع الوحدات مع بعضها البعض تمت عملية الفحص التكاملي الداخلي للمنتج وتم التأكد من أن كل الوظائف المطلوبة تعمل بشكل سليم وتصحيح الأجزاء التي لا تعمل. تم التأكد من أن أهداف المنتج ككل تحققت بناءا على ما تم تحديده في عملية التحليل.
· تم عرض المنتج على العديد من طلبة الصف السادس الأساسي وكذلك على بعض مدرسين المساق وتم اخذ ملاحظاتهم والتعديلات المقترحة وتمت دراستها وتنفيذ بعضها.
· استغرقت عملية الفحص حوالي ثلاثة أسابيع (تداخلت مع عملية تنفيذ النظام).

7. عملية التوثيق:
· تمت عملية توثيق جميع المراحل سواء توثيق داخلي (للبرنامج) أو خارجي ( إعداد تقرير ودليل المستخدمين ) لكل مرحلة. وتزامنت عملية التوثيق طيلة عملية الإنتاج بما في ذلك مراحل الدراسة والتحليل والتصميم والتنفيذ.

حالات أخرى:

لاقى مشروع إنتاج مادة تعليمية لبعض وحدات الحاسب في مادة التكنولوجيا للصفين الخامس والسادس الأساسي نجاحا نسبيا. تبين ذلك من خلال مناقشة الطلاب أو مناقشة المشرفين والمدرسين المتخصصين في هذا المساق. ونتيجة لذلك فقد تم تبني عدة مشاريع من هذا النوع من قبل دائرة هندسة الحاسب في الجامعة. حيث يتم حاليا تنفيذ مشروع " تعلم اللغة الإنجليزية " للصف الأول الأساسي. و سوف يساعد هذا المشروع طلبة الصف الأول الأساسي على استيعاب اللغة الإنجليزية من خلال إعادة عرض المادة التعليمية بشكل يثير لديهم حب تعلم لغة غريبة عنهم بشكل سريع و مفهوم.

كذلك تبنت الدائرة مشروع لمساق " مقدمة في الحاسب " للسنة الجامعية الأولى في تجربة فريدة للتركيز على أن مثل هذه البرامج لا تعد حصرا فقط على الأطفال ولكنها أيضا تساعد الكبار على الفهم و الاستيعاب بشكل أسرع وأوضح. ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن مثل هذا المشروع المطروح للكبار يختلف من حيث الأسلوب المتبع في عرض المعلومة ومن حيث انسياب المعلومات بحيث يتناسب مع عقلية وطريقة تفكير الطلاب الجامعين.

ويجدر الذكر هنا إلى أن بعض المجموعات قامت بعمل مشاريع تعليمية أخري غير منهجية باستخدام تقنيات تعدد الوسائط. ومن الأمثلة على هذه المشاريع مشروع لتعليم السياقة النظرية ومشروع لعرض معلومات عن الجامعة ومرافقها المختلفة.


الخاتمة والتوصيات:

بالرغم من أن تجربة مشاريع التخرج في جامعة بوليتكنيك فلسطين توصي باستخدام فريقين متخصصين لإنتاج مناهج تعليمية لطلبة المدارس والجامعات قد لاقت نجاحا أوليا معقولا. إلا انه يجب تكرار التجارب و إعطاء المتخصصين مزيدا من الوقت للتأكد من نجاح هذه الطريقة على نطاق أوسع. وخرجت مجموعات العمل لهذا المشروع بالتوصيات التالية:

· يمكن استخدام المنهجية السابقة وتطبيقها على مشاريع مشابهة.
· ضرورة تبني المشاريع من قبل المؤسسات التعليمية ووضع سياسة عامة لإنتاج مناهج مساعدة باستخدام تعدد الوسائط.
· إنشاء قاعدة بيانات لجميع العناصر التي يتم إنشائها لأي منهاج مثل الصور و النصوص و الأفلام و الرسومات بحيث يتم استخدامها من قبل مجموعات أخرى لإنشاء مناهج جديدة تستعمل بعض هذه العناصر.
· تدريب المشرفين التربويين والمؤلفين على أساسيات تعدد الوسائط وأهميتها في العملية التعليمية، الأمر الذي يزيد من تفاعلهم مع متخصصي تعدد الوسائط.
· تثقيف متخصصي تعدد الوسائط وتعريفهم بكيفية إنتاج المناهج ومراحلها.
· إعطاء المزيد من الوقت لعملية الفحص الخارجية للتأكد من أن المناهج المنتجة تساعد بالفعل على تعلم المحتوى وتحقيق الأهداف المطلوبة.
· تجهيز المدارس والجامعات بالحد الأدنى من تقنيات الوسائط المتعددة لكي يتسنى للطلبة استخدام ما يتم إنتاجه بالهيكلية الجديدة.
المراجع:

Alfred B., (1997) from UC-Irvine, Assessment and Evaluation, Editorial, T.H.E. Journal, September 1996, http://
www.thejounal.com/magazine.

Baron, L. J. and Abrami, P. (1992). Cooperative Training in a Microcomputer Setting. Paper presented at the annual Conference for the American Educational Research Association, San Francisco, CA.

Barron, A. (1994). Applications of multimedia in education. In Ward, Ann (Ed.) Multimedia and Learning: A school leader's guide. National School Boards Association.

Bent B. A. (1999). The Art of Seeing the Wood and the Trees: Teachers New Competence in Terms of Multimedia Literacy and ICT, General Didactical Competence. Royal Danish School of Educational School. Research Center for Education ICT.

Bonk, C. J., Medury, P. V and Reynolds, T. H. (1994). Cooperaive Hypermedia: The Marriage of Coolaborative writing and Mediated Environments. Computers in Schools 10 (1 / 2 ), pp. 79-124.

Bryantm B. R., Riviera, D. P. (1995) Using Assistive Technology to Facilitate Cooperative Learning. Paper Presented at the Conference of Florida Assistive Technology Impact and the Technology and Media Division of the Council for Exceptional Children, Orlando, FL.

Clous W. (2000). Multimedia for Learning, About Using Multimedia in Compulsory School.

Kinnear, A.(1995). Introduction of Microcomputers: A Case Study of Patterns of Use and Childrens Perceptions. Journal of Educational Computing Research, 13 (1), 27-40.

Liu, M. (1996). An Exploratory Study of How Pre-kindergarten Children Use the Interactive Multimedia Technology. Implications for Multimedia Software Design.

Sylvia C., (1996) Courseware, Assessment and Evaluation, Editorial, T.H.E. Journal, September 1996, http://
www.thejounal.com/magazine.


Traci H. (2001), Why Corporations Are Using Interactive Multimedia for Sales, Marketing and Training,
http://www.etimes.com/.
Traynor, P).1996). Authoring programs: helping teachers build successful lesson plans. Learning and Leading with Technology, 24(3), pp. 54-58.

Watson G.A (2001), Multimedia for education Faculty of Education – Griffith University Graduate Certificate in Computer Education,
http://www.edn.gu.edu.au/.

مواقع إنترنت مفيدة:

http://eelink.umich.edu/Computers
http://fpg.uwaterloo.ca/projects
http://www.brandon-hall.com/
http://www.ctnba.org/ctn/pubs/multimedia.html
http://www.december.com/
http://www.edb.utexas.edu/mmresearch.

انواع البدائل


أنواع البدائل و تأثيرها التربوي

تعريف البدائل:

لقد أصبح هناك تعريف دقيق لمفهوم البدائل بدلا من التعريف التقليدي. فالتطور في التكنولوجيا و الاعتقادات الأخلاقية، و الأمثلة المبدعة لتغييرالاستخدام السيئ للحيوان و التي تم تحقيقها في كل مجالات الحياة العلمية، تشير إلي هذه التعريف الدقيق. وبشكل محدد، فتعريف البدائل في التعليم يمكن أن يصبح أكثر صرامة لكي يشمل فقط البدائل التي تقوم باستبدال شئ سابق؛ ويمكن أن يتسع ليشمل الطرق التي تضمن عمل حيادي أو ذو نفع للحيوان. و يمتد هذا التعريف فيما وراء ذلك ليشمل تقليل و إستبدال و إجادة التجارب علي الحيوانات كما وصف روسيل و بيرش 1.
انه من الأكثر ملائمة لطبيعة المعرفة وإكتساب المهارات في تعليم علوم الحياة ، و أيضاً يعكس إمكانيات و فرص الاستبدال المعاصرة.
ومن ثم فالبدائل تعتبر وسائل مساعدة للتعليم الإنساني وطرق التدريس والتي تستطيع أن تستبدل الإستخدام المؤذي للحيوان أو لإستكمال تعليم إنساني موجود. والإستخدام الأمثل بالتكامل لتحقيق أهداف تعليمية موجودة, و إعطاء نتائج تعليمية لا يمكن أن تتم من خلال التجارب علي الحيوانات، و تشمل:

· الأفلام و الفيديو
· النماذج و المانيكانات (العارضات) و المحاكيات
· محاكيات الكمبيوتر ذات الوسائط المتعددة
· جثث و أنسجة الحيوانات ذات المصادر الأخلاقية.
· العمل الطبي مع مرضي الحيوانات و المتطوعين
· التجارب الذاتية للطلاب
· في المعامل خارج الحيوانات in vitro
· الدراسات الميدانية.



و يصف هذا الفصل بالتفصيل أنواع البدائل السابقة، ويكشف تأثيرها التربوي. إن سياسات إنترينش التي تتعلق ببدائل معينة, و تتعلق بإنتاج إنساني لبدائل جديدة سيتم توضيحها في الملحق.

الأفلام و الفيديو:

تاريخياً استخدمت الأفلام بدرجة كبيرة في تعليم علوم الحياة و ذلك لتوضيح هذه الأجزاء من المنهج و التي تكون هناك فائدة من رؤيتها وذلك لكونها تحتاج شرح أكثر أو لصعوبة رؤيتها في المعمل. فمعظم الأفلام استبدلت عبر الوقت بالفيديو. وبعض أنواع الفيديو أصبحت بدورها تستخدم كمقاطع صغيرة في برامج الوسائط المتعددة علي أقراص ليزر CD أو دي في دي DVD.



ويستخدم الفيديو الحديث ذو النوعية المتقدمة عمليا في كل المعاهد ويمكن أن يلعب دور كبير كبديل عملي للاستخدام السيئ للحيوان. و في المعاهد التي تمتلك مصادر مالية محدودة، يمكن أن يصبح الفيديو بديل واقعي لتشريح الحيوان إجراء التجارب عليه، خاصة عندما يستخدم كمساعد لطرق قليلة التكلفة لتحقيق الأهداف التعليمية. و يمكن أن يعطي الفيديو خلفية جيدة للموضوع و يستخدم غالبا كمادة إعداد و دعم للعمل مع البدائل الاخري مثل ممارسة الجراحة علي المحاكيات أو العمل الطبي مع الإنسان و الحيوان المريض.

إن الفيديو الذي يحتوي علي تشريح بشكل محترف يمكن أن يعطي معلومات أوفر للطلاب أكثر من التشريح عن طريق الطلاب أنفسهم. ويمكن أن يعطي بديل كافي للطلاب الذين لا يستخدمون الحيوانات في مهنهم. و للأقلية من الطلاب الذين يحتاجون المهارات التشريحية في عملهم, يمكن أن يستخدم الفيديو لتدريبهم قبل أن يمارسوا تشريح حقيقي علي الجثث المأخوذة بشكل أخلاقي. إن الفيديو المستخدم في تجارب علم الصيدلة و علم وظائف الأعضاء – كباقي برامج الكمبيوترالمناظرة – يمكن أن يظهر أيضا الإجراءات الغير مقبولة أخلاقيا للعمل علي الحيوانات الحية، أو ما يصعب توضيحه بطريقة جيدة. الكثير من أنواع الفيديو يتضمن الرسومات بالإضافة إلي الفلم و الصوت.

الفيديو الرقمي:

إن التكنولوجيا الرقمية الحديثة تقدم فرص جديدة للتطوير الأخلاقي و تعظيم إمكانية المصادر التعليمية المبنية علي الفيديو و المرتبطة ببرامج الكمبيوتر. إن تحويل الفيديو إلي فيديو رقمي لهو أمر بسيط و قليل التكلفة. و تحرير الفيديو الرقمي الذي يشمل إضافة التعليقات الصوتية، و المهارات و الرسومات ، و نسخه و توزيعه، يمكن أن يتم التحكم فيه عن طريق أجهزة الكمبيوتر المتوسطة، و البرامج المناسبة، و مهارات الكمبيوتر الأساسية. إن تحويل الفيديو إلي فيديو رقمي يجعل لقطات الفيديو أكثر سرعة في الوصول إليها و يسهل استخدامها أثناء محاضرة أو في المعمل ويمكن تحميل الفيديو بسرعة من علي شبكة الإنترنيت. فالاستخدام المبدع لهذه التكنولوجيا يمكن أن يعطي تأثير قويا للمساعدة في التعلم.

النماذج و المانيكان (العارضات) و المحاكيات:

هذه البدائل اللاحيوانية تشمل الأجسام التدريبية الصناعية المصممة لتحاكي الأعضاء، و الأطراف أو كل الحيوانات، و تشمل أيضاً أجهزة تدريب ومحاكاة الوظائف الفسيولوجية أو المهارات الطبية و السيناريوهات.
إن المصطلحات الوصفية تستخدم بمرونة و أحيانا بشكل متبادل. وعموما فالنماذج تشير إلي أشياء تم تصميمها لتوضيح التركيب التشريحي، و "العارضات" أو غالبا "الخيالات" فهي تمثيلات تشبه الحياة الحقيقية للحيوانات و الإنسان و قد صممت من أجل مهارات طبية تدريبية؛ و "المحاكيات" ، عبارة عن أدوات لإكتساب المهارات الطبية، و الجراحية و ممارسة العناية الحرجة. و تشمل العارضات الالكترونية، و الأجهزة التدريبية الجراحية، و المدرب علي الخياطة الجراحية. إن النماذج البلاستيكية للحيوانات التي توضح تركيبها الداخلي ، تستخدم بشكل عام لتدريس الشكل الخارجي في العالم كله، و جثث الحيوانات الحقيقية يمكن أن يتم تشريحها و حفظها ، فعلي سبيل المثال باستخدام البلاستيناشن. في جراحة العظام في الإنسان وفي الطب البيطري، تستخدم العظام البلاستيكية بشكل كبير لتوضيح الكسور.


ويمكن استخدام المحاكيات البسيطة و الغير مكلفة لممارسة فعالة لإكتساب المهارات النفسحركية, و المهارات الإكلينيكية مثل التوازن بين العين و اليد، و كيفية تناول الأدوات الجراحية و كيفية آداء الخياطة الجراحية. إن محاكيات الجلد و الأعضاء المجوفة ،و محاكيات توصيل الأمعاء، مدربو الجراحة الدقيقة, و أشياء أخري كلها قد تم صنعها من البلاستيك المجهز بشكل خاص أو المطاط ليحاكي بواقعية الأنسجة أو العضو المطلوب.
إن الحالات المرضية (الباثولوجية) مثل الحويصلات يمكن إدراجها في محاكيات محددة لممارسة إستئصالها. حتي الاطار الداخلي للدراجة لسهولة الحصول عليه فإنه يستخدم أحيانا كجهاز مناسب للتدريب العملي لإكتساب المهارات الأساسية.

المحاكيات الديناميكية:

إن استخدام محاكي جراحي واحد للتدريب الجراحي بأقل إمكانية للتدخل الإجتياحي يمكنه أن يلائم أعضاء الحيوان المأخوذة بشكل أخلاقي، التي تدرس ويتم التدريب عليها. و هناك شيء آخر, تحت الإنشاء، يوظف الأجزاء المأخوذة من جثث الإنسان بشكل أخلاقي، أو جزء من ذلك لتقديم بديل حقيقي للجراحة الحية.



إن الأوردة و الشرايين تملأ ديناميكيا بسائل ملون عن طريق مضخات تم تصميمها لذلك . وهذا أيضا يعطي ضغط النبض الذي يمكن أن يصل إلي الأوعية، و بذلك تحاكي التفرع الوعائي, بشكل أقرب للحقيقة، من خلال نظام مغلق. التشريح ومجموعة من الجراحات و الجراحات الدقيقة مثل التخييط الوعائي، و التوصيل و التجديد ، و تطبيقات تمدد دبوس الأوعية الدموية، و الاستئصال الطبي داخل النسيج الحشوي، و كيفية التعامل مع النزيف ، و إجراءات االمناظير يمكن أن يتم تنفيذها كلها. لذا فالجراحة يمكن أن تمارس، و تطبق تلك التقنية علي جثث كلا من الإنسان و الحيوان.

هناك محاكيات أخري تشمل الجهاز المصنوع من قبل المعلمين ليوضح عمليات ديناميكية مثل فسيويوجيا الدورة الدموية. إن هذه المحكيات يمكن أن تتم بسهولة باستخدام مصادر معملية أساسية مثل المضخات، و الأنابيب، و الصمامات و السوائل الملونة؛ و يمكن أن يكون هناك محاكي ذا دائرة كهربية لتوضيح العمليات الفسيولوجية العصبية.

التدريب العملي:

تستخدم المانيكان المماثلة للمرضي الآدميين في بعض الدول لتدريب الطلاب و المحترفين علي المهارات الطبية و الإجراءات، بالإضافة إلي عناية الحالات الحرجة. إن المانيكانات الأكثر تقدماً يكون لها جلد صناعي، و عظام و أعضاء، و تشمل أحيانا قلوب نابضة، و سوائل صناعية تحاكي الدم و الصفراء. و الطبيعة التشريحية الصحيحة للأعضاء يمكن أن تكون مشتقة من تقنيات مسحية متقدمة ومصاغة بدقة عن طريق مهندسين. بعض المانيكانات تكون الكترونية، لتمثل حالات الطواريء الفورية و السماح بالمراقبة الفورية لمعرفة مدي نجاح المتعلم في أدائه أو أدائها في الحالات الحرجة أو الجراحة. لذا فيمكن للجراحين أن يتعلموا في بيئة عديمة الخطورة علي المرضي، وأيضا فالمراقبة يمكن أن تستخدم لتضمن التوازن و الانتظام في التدريب. و مثل كل البدائل المماثلة فهي تستخدم إمكانياتها الكاملةلإجادة مهارة محددة، و ليس فقط التعرض لها، و سوف يكتسب الطلاب المهارات العملية و العقلية و العاطفية المطلوبة خلال الحالات الطبية للمواقف الواقعية في الحياة. تلك المهارات يمكن أن تتحسن إلي أقصي درجة.


المانيكانات الحيوانية يمكن أن تسهل التدريب علي كيفية التعامل مع الحيوان، و أخذ عينات الدم، و تركيب أنابيب، و عملية البذل في الصدر و تقنيات CPR ، و أشياء أخري. فالعارضات المختلفة لديها درجات متفاوته في الواقعية التشريحية و الفسيولوجية. هناك بعض الإجراءات التي تمثل تحديا مثل عمل قسطرة للجهاز البولي في أنثي الكلاب. هنا فإن وجود مانيكان صحيح سوف يسمح للطالب بأن يتبع الأفكار المرئية و الملموسة لإتقان هذه التقنية. فالإجراءات التي تتطلب تقنيات و الإجراءات التي تشكل خطر أو ضغوط علي الحيوان يمكن أن يتفوق فيها الطلاب بدون حيوانات حية، و حالات العناية المركزة التي يتم فحصها قبل الكشف السريري تعطي ثقة و جدارة. ان الخبرة في التعامل مع التغير الفردي في الحيوانات يمكن أن يتم تحقيقها عن طريق استخدام مجموعة من العارضات، و الممارسة علي الجثث المأخوذة من مصادر أخلاقية ثم العمل الطبي مع المرضي من الحيوانات.

العارضات و المحاكيات تقدم تدريب مثمر و عملي و أخلاقي. إنها تعطي حرية أكثر للطلاب للممارسة تبعا لمعدلاتهم الخاصة، و أن يتعلموا عن طريق التجربة و الخطأ، و أن يكرروا الإجراءات، بدون التكلفة العالية للحيوانات. فبعض المحاكيات يمكن أن تستخدم عن طريق الطلاب في بيئة منزلية بالإضافة إلي المعامل، مما يزيد عمليا من مصادر الكلية. إن الوقت و الإمكانيات التي أستخدمت من قبل في إعداد معامل الحيوانات لممارسة المهارات الأساسية يمكن أن يعاد تخصيصها لتطوير و استخدام المحاكيات وفرص التعلم المتعلقة بالمرضي في الأماكن الطبية. و الأخير يشمل مهارات جراحية أكثر تعقيدا و تدريبات أخري و التي تطلب مرضي من الانسان و الحيوان.



محاكيات الكمبيوتر ذات الوسائط المتعددة
فأرة الكومبيوتر:

لقد أحدث ظهور و تطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر تغييرا كاملا في العلوم و المجتمع ككل. فالمعالجات ذات السرعة القصوي و البرامج القوية غيرت الطريقة التي يتم بها تجميع و معالجة البيانات، وكيفية تصميم و شرح العمليات البيولوجية و كذلك كيفية نقل المعرفة. ان الفرص المتعلقة بتطوير التكنولوجيا المعتمدة علي الكمبيوتر للمساهمة في حياة معرفية تعليمية نمت تصاعديا في العقد الأخير. فالانترنت، و الوسائط المتعددة، و البرامج المتاحة علي أقراص CD و أقراص DVD تلعب أدوارا قوية في جامعات عديدة، سواء التطبيقات في المعامل أو المحاضرات، و البحوث و المشاريع. فمن التشريح الافتراضي و التجارب في المعامل المجهزة بشكل جيد و التي يمكن أن يؤديها الطلاب علي الشاشة و وصولا إلي محاكاة حقيقة افتراضية كاملة لتقنية طبية بتسهيلات ملموسة، يمكننا القول بأن إمكانية التعلم باستخدام الكمبيوتر يحدها فقط الحدود التقنية و التخيلية.

بينما كانت محاكيات أجهزة الكمبيوتر الأولي لا تزيد عن كتب المدرسية علي قرص، فبرامج الوسائط المتعددة اليوم يمكن أن تشكل معمل افتراضي كامل، فالصور الفوتوغرافية ثلاثية الأبعاد، و مقاطع الفيديو، و المعلومات النصية حسنت بشكل ملحوظ جودة و عمق التعليم الذي تم إنتاجه عن طريق المعلمين حتي يصل الي الاهداف التعليمية المطلوبة لمنهج محدد. إن هذه الحزم البرمجية المصممة باحتراف يمكن أن تزيد من قدرة الطلاب علي تصور و فهم التركيب و الخطوات العملية للتجربة و تعلم استراتيجية حل المشاكل، و اكتساب مجموعة من المهارات الاخري.

تحسين دراسة التشريح:

في برنامج التشريح الإفتراضي و برامج التشريح الأخري يستطيع الطلاب الأداء خطوة بخطوة,
وبتكرار إذا لزم الأمر، ويمكنهم تعلم التشريح الوظيفي وهم يعملون خلال البرنامج. وتتنوع التسهيلات في البرامج المختلفة. فقد تشمل مكتبات لصور فوتوغرافية ملونة، بدأ من التشريح العياني إلي التشريح الدقيق، مع الفرصة لتكبير وتصغير الصور؛ مما يسمح بدراسة الشكل الخارجي بين الأنواع حتى يمكن مقارنتها بضغطة زر من الفأرة، مع التعليقات الصوتية أو الصناديق النصية التي تعطي معلومات توضيحية و أسئلة؛ تقدم أيضا هذه البرامج إمكانية تحديد عضو محدد أو جهاز ما أو إخفاؤه تدريجيا بالتحكم في درجة شفافيته في صورة مركبة. ان العمليات الفسيولوجية الحالية مثل الهضم أو تنشيط العضلات خلال تقنيات تغييرشكل الصور؛ و تدوير الأعضاء و الأجهزة الهيكلية ، و الرسوم المتحركة الحالية و الانتقال إلي أي جزء من أجزاء الجسم. هذه الفرص، الغير موجودة في المعامل الحقيقية و الموجودة عند الطلب و بسرعة عالية في المحاكاة، يمكن أن تعطي خبرة وفيرة و حسية و التي تسمح بتقدير أكثر و أشمل للتركيب و العلاقات التركيبية.

انه من الجدير ملاحظة أن مثل هذه المجالات الحديثة مثل علم الوراثة، و البيولوجيا الجزيئية و بيولوجيا الخلية، و علم الأعصاب تحوز علي وقت التعلم أكثر من المجالات التقليدية، و البرامج التعليمية ذات الوسائط المتعددة يمكن أيضاً أن تنعش و تجدد دراسة التشريح و تساعد علي المحافظة علي توازن مناسب فيما بين المجالات المختلفة أثناء تطورعلوم الحياة. وقد بدأ هذا بالفعل مع الرسوم ثنائية الأبعاد ذات درجة الوضوح العالية، مثل الأطلس الرقمي الإنساني المرئي، و المحاكيات التشريحية الحديثة. و بتوافرتقنيات التصوير الحديثة و إمكانية تطبيقها علي نطاق أوسع ، مثل الموجات فوق صوتية ثلاثية الأبعاد، و الرسم التشخيصي بأشعة اكس بواسطة الكمبيوتر ((CAT و تصوير الرنين المغناطيسي (MRI), سوف يصبح تصور التشريح و الفسيولوجيا، والتشخيص، و المحاكاة في الجراحة و الأداء الجراحي الفعلي، أكثر تحسناً. و يستخدم الخيال الواقعي (VR) بالفعل بعض من هذه التقنيات المتقدمة.



المعمل الإفتراضي:

ان البرامج التي تتضمن معمل تخيلي تقدم مجموعة من الأجهزة المرئية علي الشاشة و يمكن أن تقدم درجة عالية جدا من التفاعلية. و تقدم تلك البرامج محاكاة للتجهيزات الحيوانية التقليدية و التجارب في الفسيولوجيا، و علم الصيدلة و العناية الحرجة. وهذه المجالات تعير أنفسها للوسائط المتعددة بسبب الحاجة إلي ربط الأحداث المتعددة و المتزامنة، ولفهم التفاعل بين الظاهرات المعقدة و المرتبطة ببعضها.

تمنح المحاكيات مهام تدريبية موجهة مبنية علي المعرفة النظرية للطلاب. وقبل أن يستخدم الطلاب مثل هذه المحاكيات، يمكن أن يقدم الأساتذة عرضا لصفات البرنامج مستخدمين عارض للبيانات أمام كل الطلاب، للمساعدة علي تقديم أهداف تعليمية معينة. إن التمهيد في نظام المحاضرة لمساعدة الطلاب في تجاربهم الفردية أو الجماعية يمكن أن يكون مرغوباً من الطلاب. كما يجب أن يوجد توازن خلال التنافس الموجود في أداة تعليمية جديدة و بين معرفة الطلاب و مهاراتهم في تلك الفترة الزمنية و بذلك يتحسن التعليم.

إن المعامل الافتراضية تستفيض في شرح الاعدادات، و الأجهزة و الطرق الضرورية المتعلقة بالممارسة العملية. ثم يقوم الطلاب بتأدية التجارب بأنفسهم مع محاكاة لإستجابة الأنسجة لمؤثرات أو لعوامل دوائية كما كان سيحدث عند الممارسة علي الحيوان أو عند تطبيق سيناريو طبي ، مع مراقبة و تسجيل البيانات خلال راسمات الذبذبات علي الشاشة، و مسجلات الرسوم البيانية و أجهزة أخري. وهذا يمكن أن يكون في الوقت نفسه، أو يتم تنظيمه تبعا للحاجة. فالتجارب التي يؤديها الطلاب لإيجاد حلول لمشاكل معينة يمكن أن تستفيد من الفرصة للعمل بسرعة و بتكلفة أقل من مختبر حيواني تقليدي.

إن العوامل المختلفة في التجارب العملية، مثل الضغط و الحجم في فسيولجيا الجهاز الدوري الإفتراضي ، يمكن أن يتم تعديلها عن طريق المستخدمين لإيجاد مجموعة من البيانات للتحليل، و يمكن أن يوجد هناك خيارات لمستويات مختلفة من التعقيد خلال البرنامج الواحد. و يمنح المعلمون الطلاب درجة للتحكم تناسب الأهداف التعليمية.

و الحلول أنفسها يمكن أن تكون مشتقة من تجارب حيوانية سابقة لم تعد تؤدي حالياً، أو من خلال تصميم البرنامج، و يمكن أن تشمل متغيرات عشوائية لتحاكي المتغيرات البيولوجية و بالتالي تنتج نتائج متغيرة بين الطلاب. بعض المحاكيات تسمح بتوضيح مصطلحات معينة أو أداء مهام تكون غير أخلاقية ،و صعبة ، أو مستحيلة في الحقيقية، مثل تأثير تنفس تركيزات منخفضة من الأكسجين. ، و قياس السائل الشوكي، أو اعاداة استخدام التجهيزات.
.


تطبيقات الويب:

إن برامج الويب التي يصل إليها الطالب بسهولة يتم إيجاد فائدتها بشكل متزايد في تطور التعلم بواسطة الكمبيوتر (CAL)، و يمكن أن تعطي سهولة زائدة للتوصيل و الاستخدام خلال المعمل أو التعليم عن بعد. إن بعض البدائل و الدورات التدريبية متاحة بالفعل علي الانترنت. لكن الانترنت كوسط يمكن أن يستغل أكثر من ذلك لتعظيم الاستخدام المبدع و التأثير الايجابي لمثل هذه التكنولوجيا علي العملية التعليمية. فعلي سبيل المثال، مثل هذه البرامج يمكن أن تقدم تجارب علي الانترنت؛ حيث يستطيع الطلاب أن يعملوا في أي وقت و في أي مكان يختاروه، و يقوموا بإعادة الزيارة لمختبرهم علي الانترنت لمراجعة أو استكمال تجاربهم المخصصة. يمكن أيضا للمعلمين أن يراقبوا و يحللوا النتائج الفردية بسهولة أكثر. بالإضافة إلي خلق المادة التعليمية نفسها، فهذه الرؤية تتطلب من المعلمين و معاونيهم معرفة تطبيقات الويب و مهاراته التقنية لتصميم مواقع الويب و البرمجة من أجل أن تكون مفهومة. كما يتطلب ذلك أيضا أجهزة كمبيوتر كافية و برامج.

وعند تصميم المقررات ، يحلل المعلمون المصادر التعليمية الموجودة، و يخلقوا مصادر أخري بأنفسهم، و بعد ذلك يدمجوا المكونات المختلفة لتحقيق أهدافهم التعليمية المختارة.
مفهوم واحد يتم ملاحظته في مقدمة التصميم لتطبيقات الويب للأغراض التعليمية وهو اشتراك هذه المكونات التصميمية، أو النماذج التعليمية. إن وجود برنامج إفتراضي لجهاز معملي تم صياغته بطريقة جيدة من خلال بدائل يعتبر مثال لنموذج تعليمي يمكن إستفادة معلمون أخرون منه في تصميم بدائل جديدة. و معظم تصميمات البرامج الحالية لا تسمح للمكونات الفردية للبرامج أن تكون موضوعة في خارج سياق البرنامج. إن فهم النماذج التعليمية التي كانت سابقا مسموح استخدامها فقط خلال برامج معينة و اثبات إن البرامج الجديدة تم تصميمها بالمحتوي كنماذج تعليمية قابلة للاستخدام مرة ثانية، يمكن أن يعطي المعلمين مصادر أخري لمقررات إليكترونية لكي يختاروا منها. إن وجود مثل هذا المفهوم كوسيلة سهلة مساعدة يمكن تبادلها يمكن أن يتم تحقيقه عن طريق قاعدة بيانات متوفرة علي الانترنت، حيث يقوم المستخدمون بالمساهمة وأخذ عناصر فردية من البرامج. و يمكن أيضا أن يتم تقديم البرامج المجانية. فاشتراك هذه المصادر هو مهمة ديمقراطية ستدعم عملية التدريب الجيد و تصميم البرامج: و مطورو البرامج أصبحوا قادرين علي اعادة استخدام النماذج التعليمية و يمكنهم أن يتجنبوا تكرار العمل التصميمي الذي تم تأديته بالفعل، وهذا يعطيعهم حرية أكبر للتركيز علي قوة تصميمهم الخاص و متطلبات المكان، و بذلك يزيد من امكانية الممارسة الجيدة في تصميم و توصيل المقرر الدراسي.

التصميم و الدعم:

يمكن للطلاب عن طريق استخدام البرامج أن يديروا أنفسهم و أن يعملوا كل حسب سرعته. كما يمكنهم أن يكرروا جزء ما من البرنامج ، و تستخدم مادة الدعم الموضوعة عن طريق المعلمين أو المتاحة في البرامج نفسها حتي يقتنع الطلاب بأنهم قد فهموا إإجراءات التجارب و المبادئ التي تدرس لهم. إن المعرفة النظرية الكافية تعبتر القاعدة التي تبني عليها مهارات و معارف جديدة باستخدام البرامج. فالاسئلة و تعليقات التقييم الذاتية في البرامج، و فرص تقديم النتائج و الاستنتاجات ، و المعلم الذي يدعم و يراجع، يمكن أن يؤكد هذا.

إن مواد الدعم مثل كتب االتدريب للطلاب و كراسات المعلمين يمكن توفيرها عن طريق منتج البرامج, مما يشكل أداة مثالية لتطبيق فعال. و يستطيع المعلمون إنتاج المادة العلمية الأدبية المرافقة و الخاصة بهم.

إن التصميم الجيد للبرامج التعليمية يمكن إن يرفع الطلاب إلي مستويات فهم أعلي بالإضافة إلي تعميق هذا الفهم بشكل أفضل لموضوعات معينة تم طرحها. علاوة علي ذلك، يستطيع الطلاب ممارسة النواحي الأساسية و الهامة جدا من علوم الحياة بشكل فردي أو في مجموعات. و بشكل خاص فهذا يمكن أن يشجع الاكتشافات الذاتية، و خطط حل المشكلات و التي تدعم الإبداع و التفكير العلمي. و برسوخ الخبرة الذاتية لدي الطالب يعتبر هذا التعليم النشط مؤثر جدا. و بمحاكاة ظروف التجارب, يمكن أن تطبق تصميمات تلك التجارب.


إن تكامل الوسائط المختلقة و التصميمات ذات المستويات المتنوعة للخبرة التعليمية في برنامج واحد قد يعطي مساعدة تعليمية معقدة ذات حساسية عالية لمتطلبات المنهج العلمي و الطالب. و يتطلب التصور الفعال و تصميم البرامج تداخل و تعاون أكثر من عنصر فمثلا تعاون بين الفسيولوجيين ، و أخصائيي التربية، و مصمموا الرسوم و المبرمجين.
إن دخول الطالب في عملية انتاج برنامج جديد ، مثل اختبار اصدارات حديثة و عمل اقتراحات للتطوير يمكن أن يحسن من الإمكانية التعليمية و نوعية البرامج و يشرك الطلاب بصفة أساسية في المجال الدراسي.



إن الطبيعة الإبداعية للتطور التقني الجديد، مثل البرامج ذات الوسائط المتعددة قد تكون مثيرة للطلاب و المعلمون علي حد سواء. مما يضيف إلي الخبرة التعليمية و يعتبر جزء مهم من التدريب العام للمحترفين حيث تلعب مهارات الكمبيوتر دور كبير في ذلك. وعلي الرغم من هذا فالمحاكاة عن طريق الكمبيوتر يجب أن تكون دائماً منتهية بالتجربة العملية غير الضارة مع البشر الأحياء أو الحيوانات، و بذلك تحتفظ التكنولوجيا بكونها أداة قوية و ليس بديل للحقيقة.

الخيال الواقعي:

كل المحاكيات ، سواء كانت برامج الكمبيوتر أو النماذج البلاستيكية، هي نماذج افتراضية للحقيقة، لكن المصطلح "الخيال الواقعي" ( (VRيفهم بشكل عام علي أنه يشير إلي برامج تفاعلية متقدمة مع رسومات استثنائية ثلاثية الأبعاد أو الإنغماس في الطبيعة و هي التي تسمح بإكتساب المهارات النفسحركية و إجراء الخطوات بدرجة عالية من الخبرة الحسية. و يزيد الخيال الواقعي بشكل مثير من فرص التفاعل المباشر مع نموذج ديناميكي من الحقيقة، خلال السطح البيئي للكمبيوتر.

لقد مر وقت طويل حتي أواخر التسعينات إلي أن أصبحت المتطلبات المعالجية لمحاكيات الخيال الواقعي الفورية متاحة علي الحاسبات الشخصية، لذا فهذا المجال حديث جداً و يشمل تقنيات متقدمة. لقد استخدمت محاكيات الخيال الواقعي في مجالات أخري مثل محاكاة الطيران و التدريب علي إدارة الكوارث نتيجة لأهمية التدريب الإعدادي الفعال جدا لمثل هذه السيناريوهات الخطيرة جداً و نتيجة للقيود العملية و الأخلاقية الواضحة علي التجربة الواقعية. إن تبني محاكيات الخيال الواقعي في المهن الطبية يقاد بنفس المخاوف حول أهمية التدريب بواسطة خبير, و تطور تقنيات تشخيصية و علاجية قليلة التدخل الإجتياحي. مثل هذه التقنيات لها طبيعة تخيلية متطورة و تستخدم المناظير الجيدة النوع، كما تستخدم تصوير الفيديو المحسن الكترونياً، و أدوات جديدة؛ و يمكن أن تشمل تقنيات موجهة المهارات, و ستكون كلها مدروسة بعناية لمحاكاة الخيال الواقعي.

حاليا، تستخدم محاكيات الخيال الواقعي في الكليات الطبية، فالتطبيقات تكون مخصصة بشكل رئيسي لتخيل الجسم و تحليل البيانات في الممارسة الطبية و البحث، و لتعلم المهارات الجديدة للمستوي التدريبي و الاحترافي، و للمحافظة علي المهارات من قبل الاختصاصيين الجراحين.
إن الاهتمامات بمحاكيات الخيال الواقعي في التعليم الطبي البيطري حاليا يعتبر أقل درجة. و هناك أموال قليلة نسبيا تستثمر في تحسين التعليم البيطري. و بالرغم من التمويل غير الكافي، و طبيعة المصادر المكثفة لمحاكيات الخيال الواقعي، فقد تمكن علماء الكمبيوتر بالتعاون من عدد صغير من الكليات البيطرية من تطوير محاكيات الخيال الواقعي مثل فحص مبيض الفرس و استكشاف علم التشريح في الكلاب5.

إن محاكيات الخيال الواقعي سيتم تطبيقها علي نحو متزايد في مجال الطب البشري و في الطب البيطري وهذا لضرورة توافر مهارات بعينها في الخريجيين. إن التطور الحديث في التكنولوجيا إنعكس بدوره في البيئة التعليمية و أصبحت متكيفة لتحقق للطلاب أهداف تعليمية معينة. هذه المطالب سوف تشمل تخيلات محسنة للتركيب التشريحي و العمليات الفسيولوجية و العقاقيرية ، بالإضافة إلي المهارات الطبية. و كلما تطور الخيال الواقعي أصبح من الممكن استخدامه أيضا في التجارب الأكثر تعقيداً في البيئة الإفتراضية لتحسين المحاكيات المتاحة بالفعل للطلاب و مضيفةً إلي القوة الدافعة للاستبدال في شتي المجالات.


مهارات التدريب باستخدام الخيال الواقعي:

تعد محاكيات الخيال الواقعي مفيدة للتدريب علي مناظير الأوعية و مناظير الجهاز الهضمي ، و ذلك من خلال استخدام مريض إفتراضي. فصور المريض يمكن أن يتم خلقها باستخدام التكنولوجيا مثل استخدام مسح الأشعة المقطعية (CAT) و رسوم الكمبيوتر المتطورة. و يتم تقديم سيناريوهات و مشاكل طبية مختلفة بطريقة الخيال لإفتراضي. و يمارس المتعلم عن طريق الإمساك بعصا، والتي تمثل أداة مثل ابرة أو مشرط، و يؤدي العمل المطلوب أمام الشاشة التي تصور التشريح و تتبع حركة الآلة في فورية. كما يمكن أن تعطي السماعات وجهة نظر تجسيمية ولكن هناك العديد من الطرق الأخري للدخول في البيئة التخيلية، تشمل وضع المتدرب في حجرة مكعبة، و تسليط صور علي كل حائط تماثل بفاعلية حركات المتدرب.
من الممكن اختيار مجموعة مختلفة من المشاهد الحية. فمثلا انسجة معينة يمكن أن تتلاشي تدريجياً حتى أنه يمكن خلق إدراك متزايد و حساسية تجاه معالم تشريحية بذاتها، مما يدعم إتمام الإجراء بنجاح. بالإضافة إلي التغذية المرتجعة البصرية، فإن حاسة اللمس باستخدام الكمبيوتر و التي تعرف باسم haptics –يمكن محاكاتها في محاكيات الخيال الواقعي و التي تلعب دور كبير و متزايد. فالقفازات المصممة بطريقة خاصة و محملة بالبيانات يمكن استخدامها لتبين مقاومة عند إستخدام منظار أو إبرة تتفاعل مع جسد المريض الإفتراضي. هذه الردود القوية تعني أن اللفة و الدرجة و الانحراف يمكن ان يتم شعورهم بشكل واضح، و أن تلك التقنيات الصعبة مثل إدخال إبرة في وريد، و مناورة إدخال قسطرة في الشرايين التاجية، أو التنقل في منحنيات القولون، يمكن أن تتم ممارسته و تحسينه. و ردود فعل أخري يمكن ان تشمل "تعليقات" من المريض الإفتراضي مثل تعبير المضايقة أو الألم – أو دليل بصري علي الشاشة مثل الكدم أو النزف. و هناك عوامل مختلفة يمكن أن يتم قياسها أو تحليلها بعد ذلك لتعليقات مفصلة علي الأداء.

إن محاكيات الواقع الإفتراضي تلائم و تحسن مقررات التعليم المبني علي المشكلة (PBL) وذلك من خلال التسهيلات الكبيرة التي يمكن أن تقدمها لفحص الحالات الطبية. إن البحث في تطبيق ما سبق في الممارسات الأكلينيكية مازال مستمرا. و المحاكيات المبنية علي الويب تستخدم ( لغة الخيال الواقعي النمذجية) (VRML) للتدريب علي مهارات طبية مختارة، مثل ممارسة القسطرة، و لكن طبيعتها ليست عميقة كمحاكيات الواقع الإفتراضي الكاملة.

الجراحة الإفتراضية و الإنسان الالي:

لما كان تطور تقنيات المسح الضوئي و التصوير، يتحسن في الجودة و السرعة و درجة التطبيق، فإن بيانات المريض الحقيقيي يمكن أن تدخل أكثر إلي بيئة الخيال الواقعي. وسوف تتحسن الرؤية بالنيسبة للجراحين. عن طريق الجراحون يمكن أن يتحسن ،و الإجراءات الطبية المختصة بمريض معين حقيقي يمكن تأديتها افتراضياً في البداية مسبقا. و في الحالة الحقيقة يمكن إستخدام المناظير، و بمرور الوقت ربما استخدم رجال آليون كأدوات جراحية. إن خبرة الطلاب في الخيال الواقعي في الجامعة و خبرة الجراحين في تدريبهم للأحتراف سوف يساعد علي إعدادهم لإجراء المناظير وكذلك إجراء بعض أساليب الخيال الواقعي لإجراء مناظير. فالتقنية نفسها "تخيلية" في طبيعتها ، و تمتلك تفاعل عن بعد و الرؤية خلال الشاشات.

نفس الشيء صحيح بالنسبة للجراحة الآلية.فهذا يمكن أن يوسع و يحسن الأداء الانساني و يصل إلي أجزاء من الجسم يصعب الوصول اليها تقليدياً. و قد حدثت بالفعل جراحة قلبية قليلة التدخل باستخدام الإنسان الآلي. فالأذرع الآلية و الأجهزة يمكنها أن تقطع و تلحم الشرايين، مما يجعل الخياطات و العقد مربوطة في مستوي دقيق(مجهري)، حيث يقلد الإنسان الآلي حركات الجراح التي يمكن أن يقوم بها في المستوي العيني. – و لكن بدون أن يهتز. وهذه الحساسية الميكانيكية الكبيرة ، والمهارة و الدقة التجميلية، و تفريغ الطبيب الجراح للمهام العقلية، يمكن أن يصبح أكثر إيجابية للمريض.


إن الخيال الواقعي أيضاً سيتم تطبيقه في المستقبل علي المدي البعيد مثل الاختبارات الطبية لمريض، حيث يكون الوجود الطبيعي لفريق طبي محدود أو مستحيل. و سوف تسمح البيئات الافتراضية للشبكات بالإشتراك و تبادل الخبرات، و المصادر البشرية يمكن أن يتم دمجها و عرضها باستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة و الاتصالات و بما فيها القمر الصناعي، وذلك من أجل الحصول علي إستجابات فعالة لحالات الطوارئ الطبية. إن التطبيق المباشر و المرجح هو الإستشارة ، و لكن الجراحة عن بعد هي امكانية حقيقية.

أنسجة و جثث الحيوانات المأخوذة بشكل أخلاقي

إن دراسة التشريح لم تكن لتكتمل لكثير من طلاب علم الحيوان و الأطباء البيطريين المستقبليين بدون درجة معينة من الخبرة العملية مع الحيوانات و أنسجة تلك الحيوانات. و كذلك الجراحة، فالتدريب وحده لم يكن ليكفي لو لم توجد الخبرة مع الأنسجة الحقيقية و المهارات التدريبية المتعلقة. فالبدائل الأخلاقية لقتل و إيذاء الحيوانات موجودة بالطبع لتحقيق تلك المتطلبات. وبالتحديد استخدام جثث و أنسجة الحيوانات المأخوذة بشكل أخلاقي.

إن التعبير "من مصدر أخلاقي" في خلال هذا السياق يشير إلي جثث أنسجة الحيوانات التي نحصل عليها عن طريق الحيوانات التي ماتت طبيعياً أو في حوادث، أو التي تم قتلها بطريقة رحيمة نتيجة لمرض نهائي طبيعي أو جرح خطير غير قابل للشفاء.
إن الحيوانات التي يتم قتلها أو إيذائها للإمداد بجثث و أنسجة لا تعتبر مأخوذة بشكل أخلاقي، و لا الجثث المأخوذة من الأماكن التي يعتبر فيها الإيذاء و القتل شيء عادي، علاوة علي ذلك، فإن خلق أو دعم سوق لأستخدام الحيوان لهذه الأغراض لا يعتبر أخلاقياً.

إن استعمال الجثث المأخوذة بشكل أخلافي ليس طريقاً جديداً، فهو ممارسة تقليدية خلال الطب البشري. إن امتلاك الجثث البشرية التي يتم التبرع بها بعد الموافقة لا تكون كافية دائماً في المستويات المختلفة من التبرع، و لكن بالرغم من ذلك فبرامج التبرع الإرادي بالجثة و الآليات الأخري توفي بعض الاحتياجات الطبية للطلاب لدراسة التشريح. إن المصادر الأخلاقية للحصول علي جثث الحيوانات لابد ألا تكن مختلفة عن ذلك, و أكثر سهولة فعلياً من الجثث البشرية.

الاستبدال

إن تشريح الجثث المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن إن يحل محل تشريح الحيوانات المقتولة في التشريح العملي للطلاب الذين يحتاجون أصلا ً إلي المهارات التشريحية في عملهم. مثل هذا التشريح يمكن أن يتمم الوسائط المتعددة و غيرها من البدائل كما يمكن للطلاب أن يحققوا تقدم عن طريق اكتساب مهارات أساسية من استخدام النماذج، و العارضات ,و المحاكيات. (علي سبيل المثال، عندما يحتاج الجراحين أن يتمرنوا علي أساليب جديدة) و تعتبر الجثث أيضاً من الأدوات الجراحية الممتازة لإكتساب المهارات الطبية. و لأنها مصدر ثمين فلا يجب استخدامها في التدريب علي المهارات التقليدية، و لكن للمرحلة المتقدمة من التدريب فإنها تكون أداة جيدة لكسب تقدير " للإحساس" بنسيج حقيقي، و لتعلم تقنيات مثل هتك الأنسجة ، و الجراحة التشريحية و إغلاق الجرح. و الأعضاء المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن أيضاً أن تستخدم للتدريب علي التقنيات الجراحية مثل الوصلة المعوية ، والأعضاء أو كل الجثث يمكن أن يتم حقنها في المحاكيات حتى تعطي فرص لممارسة إجراءات مختلفة و استخدام أدوات جراحية خاصة.

إذاً فيمكن استخدام الجثث و الأنسجة المأخوذة بشكل أخلاقي لتطوير و تحفيز مهارات الطلاب لمستوي كافي من الاعداد لعمل تدريبي علي مرضي أحياء. فالدراسات المنشورة أثبتت أن الطلاب الذين يستخدمون الجثث في التدريب الجراحي هم علي الأقل في نفس مستوي الكفاءة مع من يستخدمون الحيوانات الحية، و الطلاب الذين يمتلكون جثث مأخوذة بشكل أخلاقي هي أيضاً ذات تأثير إيجابي جداً علي الخبرة التعليمية.


ويمكن أيضاً أن يتم استخدام انسجة الحيوانات الطازجة خلال بعض عمليات الكيمياء الحيوية، و علم العقاقير، و الفسيولوجي العملي، و في هذه المواقف عندما لا تعتبر الوسائط المتعددة أداة مناسبة , فإن الأنسجة المتبقية من العمليات النافعة علي مرضي الحيوانات، و التي لا تكون هناك حاجة إليها لمنفعة حيوانات أخري، يمكن إن تكون مناسبة للممارسة في هذه المجالات.
عندما تنص اتفاقية علي إن أعضاء معينة من فصائل محددة تستخدم في التجارب أو الإجراءات، إذاً فنفس الأنسجة يمكن أن يتم الحصول عليها بشكل أخلاقي لتحويل التجربة إلي بديل. فمثلا لو أن الحصول علي لفائفي من خنزير غينيا أو الصائم من الأرنب كان مستحيلا، إذا فالبديل الذي يستخدم أنسجة حقيقية يمكن أن يظل متاح: إذ أنه من الممكن إجراء التجربة بأقل تكيف باستخدام لفائفي أو صائم من حيوانات ذات منشأ أخلاقي.


برامج التبرع بالجسم:

تعد مستشفيات التعليم البيطرية و العيادات البيطرية الخاصة أكثر المصادر العملية للحصول علي جثث الحيوانات. فالجثث المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن أن يتم الحصول عليها عن طريق "برامج التبرع بالجسم"، حيث يجمع زبائن العيادات علي التبرع بجثث حيواناتهم الشخصية من أجل التعليم، وذلك بعد الموت الطبيعي للحيوان أو قتلها بسبب شكواها مرضاً بطريقة خالية من الألم. هناك أيضا بعض البرامج مثل الجسم التي تم التوصية عليه و برنامج تبرع العميل أو و برامج التعلم التذكاري. إن هذه البرامج أثبتت كفائتها و قدرتها علي الأستمرارية في إمداد الجثث في عدد من الجامعات و ذلك لمواجهة الأحتياج للتدريب الجراحي و التشريحي, و التي يجب أن يتم استكشافها عن طريق كل الادارات التي تحتاج فعلاً إلي الجثث للتعليم (ارجع إلي ما قاله كومار في هذا الكتاب)

إن برامج التبرع بالجسم تعطي مثال ممتاز للحلول متعددة المنفعة التي يمكن أن تقدمها البدائل. ومع الكثير من جثث الحيوانات التي يتم التخلص منها أو حرقها ، فهذه البرامج تستفيد من المصادر الموجودة و المهملة ، وذلك يوفر الطاقة ، والمال ،و الاكثر أهمية هو حياة الحيوان عن طريق الاستبدال المباشر لقتل الحيوانات. إن توافر التاريخ الطبي للحيوان يضمن جثث خالية من المرض، و إتاحة الفرص لمشاهدة الحالات المرضية بالاضافة إلي التشريح الطبيعي. و سيكون الطلاب سعداء لأن القتل لن يكون مطلوباً.
ولن تكون هناك حاجة إلي الاعتراض الضميري، و ستتحسن البيئة التعليمية كنتيجة لذلك. و يمكن أن تعرض المهنة شفقة و تعاطف، و تبني ثقة مع العامة، عن طريق إظهار الاحترام للروابط الانسانية الحيوانية و الالتزام بالتعليم الأخلاقي. وثمة فرص يتم تقديمها لأصحاب الحيوانات لكي يخففوا بعض من حزنهم وهي أن يصبحوا قادرين علي مساعدة الأطباء البيطريين المستقبليين و بالتالي مساعدة الحيوانات الأخري. و يمكن للعامة أن يعرفوا الحاجة للجثث و الأنسجة خلال التعليم و البحث- طالما أن المهنة تستطيع أن توضح أنها سوف تحترم الحيوان و تستخدم أجسام الحيوانات المرافقة السابقة التي اؤتمنوا عليها.

إنها منافسة إيجابية للجامعات لعمل ارتباطات صحيحة بين الأقسام أو مع العيادات المستقلة، و حتى يبنوا بنية تحتية مستمرة من أجل استعمال مصادر الجثث عملياً. و بالرغم من ذلك، فالهياكل التنظيمية المؤقتة، ربما بتدخل الطالب، تستحق الاعداد من أجل بدء عملية تحديد المصادر الأخلاقية، و نمو و تنقية البرامج التي يمكن أن تحدث علي مر الزمن. إن الزيادة في عدد برامج المتبرعين بالجسم – كمثال في الولايات المتحدة الأمريكية – هي وصية للحس العام لبيان الإستخدام الجيد للمصادر المهدرة.




بنوك الأنسجة الحيوانية:

إن بنوك الأنسجة الحيوانية المركزية للمواد ذات المصادر الأخلاقية يمكن أيضاً أن يتم إعدادها في أقاليم البلدان لتوفير تشكيلة أوسع من أنسجة الحيوانات (والجثث)، و حتى يتم دعم مصادر أخلاقية ثابتة و موثوق فيها أكثر للتعليم. إن التجميع و الاستخدام المباشر للأنسجة الطازجة سوف يكون أيضاً ممكناً لو أن عمليات الامتلاك و التوزيع كانت بمستوي عالي. فالدم الحيواني من الحيوانات المرافقة السليمة المتطوعة، و الذي يتم تخزينه للإستعمال الطبي في إنقاذ الحياة و في عدد متزايد من الأغراض العلاجية الأخري، كما يمكن أن يستخدم أيضاً في التعليم كبديل للدم الذي يتم أخذه من الحيوانات المعملية. فالاستثمار و الدعاية و الإعلان عن بنوك الدم الحيوانية الموجودة، بالاضافة إلي دعم المشروعات الجديدة، سوف يوفير دعم كافي للاستخدامات الطبية و التعليمية، فبنوك الدم الحيوانية يمكن أن يتم ربطها بشدة بشبكات جديدة من بنوك الأنسجة الحيوانية.

إن الدروس المستفادة من إنشاء بنوك الأنسجة البشرية، مثل الشبكة الأوروبية الحديثة، يمكن أن يتم تطبيقها علي بنوك الأنسجة الحيوانية عندما يتم إنشاءها. فالأولي تسمح بالإستخدام الأخلاقي و الآمن والمسيطر للنفايات الجراحية الانسانية و الأجزاء الناتجة بعد الوفاة و الأنسجة التي لا تستخدم في زرع الأعضاء بأن تستخدم في البحث والتجارب الطبية الحيوانية. بالرغم من أن التبرع بأنسجة البشر واستخدامها كبديل عن أنسجة الحيوانات التي تقتل لإجراء البحوث و التجارب ما يزال يتطلب تبني واسع إلا أنه يعتبر مناسب للتعليم البيطري و البشري.

إن الطلاب أنفسهم قد يوافقوا علي التبرع بدمهم الخاص للاستخدام العملي. إن استخدام الدم الإنساني أو الحيواني لا بد أن يتفق مع التعليمات الأخلاقية، و الطبية الآمنة بالطبع. في كثير من الدول يتم التحكم في نقل الجثث و الأنسجة عن طريق القانون الصحي و الآمن. فالوعي بالتعليمات ضروري، و التحديات للقيود العملية الغير ملائمة يمكن أن تكون مطلوبة.

مصادر الإمداد الأخري:

تستقبل أقسام علم الأمراض بالجامعة جثث الحيوانات باستمرار. الحيوانات الكبيرة و الصغيرة يتم تشريحها و استخدامها لتدريس علم الأمراض، ويعرف العامة بأنهم يجلبون الحيوانات البرية الميتة أحياناً. و بتعاون متزايد بين أقسام علم الأمراض، و علم التشريح، و الجراحة، يمكن أن تستخدم جثث الحيوانات المريضة بانتشار أكثر للأغراض التعليمية. فعلي سبيل المثال أجزاء من الحيوانات مثل الأطراف التي يمكن ألا تستخدم في التدريس في علم الأمراض يمكن أن تستخدم في علم التشريح، و الجراحة و بعض المهارات الطبية التدريبية.

وهناك بعض المصادر المحتملة للجثث و الأنسجة تشمل الحيوانات الميتة و الأسماك من حوادث التلوث (حيث لا توجد خطورة سامة)، و "قتل الحيوانات في الشوارع" التي تكون جثثها غير قابلة للاستخدام تماماً. إن المجموعات الطلابية ومجموعات حماية الطبيعية التي تساعد علي هجرة الضفدع السنوية في بعض البلاد سوف تكون قادرة علي أن تستخلص بعض المواد بهذه الطريقة.

الحدود و الحلول الوسيطة:

إن المثالين السابقين يثبتان الصعوبات الأخلاقية المحيطة ببعض مصادر الجثث، فهي حدود "أخلاقية" لأن موت الحيوانات لا يحدث إلا بسبب للتنمية الاقتصادية الغير ملائمة، و الإهمال الإجرامي في مجتمع يعتبر أن الإنسان هو غاية هذا الكون القصوي و يحترم بدرجة أقل حدود و حقوق الفصائل الأخري. و في مناسبات نادرة ، أو حيث تكون الفصائل النادرة مطلوبة للدراسة، فالحيوانات ذات المصادر الأخلاقية قد لا تكون سهلة المنال. بعض المصادر الغير مثالية مثل مربي الحيوانات، و تسهيلات البحث، و بعض الملاجئ الحيوانية، و المزارع، و المجازر و الأحداث الرياضية كمثال الأماكن التي يكون فيها الاستخدام السيئ ، و قتل و تسويق الحيوانات شيء نموذجي و قد يوفر ذلك لبعض الطلاب مساومة مقبولة، و لكن فقط عندما تكون الجثة أو النسيج مطلوب التخلص منها بشكل حقيقي و لا يساهم هذا المصدر بشيء لتستمر الممارسة الضارة . إن نفايات المجازر ربما تكون مقبولة، ولكن ليس كل الحيوان؛ فربما يتم قبول حيوانات مصابة بمرض عضال، أو كلب تم الحصول عليه من ملجأ تم قتله بطريقة رحيمة لشكواه مرضا ولكن ليس الكلب الذي تم قتله لصعوبة إعادته مكانه الأصلي . إن تحديد مصادر جثث و أنسجة الحيوانات لا بد أن يكون له الأولوية علي برامج التبرع بالجسد، حيث تتضح الأخلاق الإيجابية، و تطبق المصادر غير المثالية فقط في الحالات ذات الأهمية المطلقة. إن شركات الإمداد البيولوجي غالباً ما تحصل علي الحيوانات الصحيحة المقتولة و الغير مقبولة أخلاقياً دائماً.


الحفظ و التخزين:

القضية المهمة التالية التي من الضروري أن تناقش هي حفظ و تخزين الجثث. و بالتأكيد بعض الجثث ستكون جديدة و يمكن استخدامها مباشرة في خلال أيام قليلة. إن التخزين البارد في معامل التشريح أو الباثولوجي سوف يحفظ الجثة في حالة جيدة و يقلل من تحللها ذاتياً. و لكن إعادة استخدام الجثة، و تخزينها للاستعمال المستقبلي، سوف يتطلب ما هو أكثر من حجرة باردة. إن ضمان عدد كافي من الجثث لتكفي الاحتياجات التدريبية سيتطلب تخطيط دقيق و تخزين طويل المدى.

إن تجميد الجثث هو أحد الحلول. فالإعداد الجيد قبل التجميد، مثل تفريغ الدم، ثم التجميد المباشر عن طريق ازالة الفراء أو عن طريق السلخ، و الوصول سريعاً إلي المجمد، يمكن أن يساعد علي نجاح حفظ الأنسجة و يساعد علي ضمان الذوبان قبل الاستخدام. السوائل التحنيطية التي غالباً تحتوي علي الفورمالين السام و الملوث، كثيراً ما تستخدم أيضاً لتثبيت الجثث. و هناك مواد كيميائية عديدة مختلفة يمكن استخدامها لحفظ أنسجة مختلفة و للحصول علي نتائج نهائية مختلفة في التركيب و فترة طول العمر.

وهناك مجال لتنمية أكبر في تقنيات الحفظ، لكن التجفيف بالتجميد ، و إشباع السليكون " silyophilisation" و مجموعة من التقنيات كالبلاستيناشن يتم استخدامها بشكل متزايد لحفظ الجثث، و الأعضاء و الشرائح الرقيقة. في البلاستيناشن ، يتم استبدال المياه و الدهن في الجثث بالمركبات الكيميائية البلاستيكية القابلة للعلاج التي يتم تصليبها بعد ذلك، و الذي ينتج عنه نماذج حقيقية ذات قوام و تركيب ذو جودة عالية. مركبات البوليميرز الكيميائية المختلفة شاملة السليكون المطاط ، و بولستر الإيبوكسي تم اختيارها لانتاج نماذج متعددة المرونة و العتامة. و يمكن استخدام الصبغات لابراز تراكيب معينة. إن النماذج متينة و أكثر عملية في معالجتها أكثر من مثيلاتها المبللة في المعامل التقليدية. إن البلاستيناشن و عملية التجفيف بالتجميد تقدم أيضاً ميزة لبيئة أأمن و أقل سماً لمن هم مشتركون في حفظ العينات و اسستخدام النماذج في التدريس.

العمل الإكلينيكي مع الحيوانات المريضة و المتطوعة:

العمل الطبي مع الحيوانات المريضة و المتطوعين من المتوقع أن التدريب الطبي للطلاب سوف يضمن لهم الخبرة مع المرضي الحقيقيين، وكلما كانت الخبرة أكبر – في المستوي المناسب و الوقت المناسب – كلما كان التدريب أفضل. إن المستشفي و العيادة توفر بيئات تعليمية ممتازة لطلاب الطب من حيث المهارات الشخصية و الطبية، إلي فرص تعلم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء و الكثير. فالتعليم المبني علي المشكلة باستخدام الحالات الطبية، هو نهج تعليمي قوي و يتم تطبيقه بشكل متزايد علي مستوي العالم. فكلاهما يستبدل تجارب الحيوانات في تلك البلاد التي لا يزال يستخدم فيها الحيوان في التعليم الطبي الإنساني.


التدريب الواقعي:

الطلاب البيطريون يمكنهم اكتساب المهارات الطبية و الخبرة الجراحية عملياً خلال العمل المفيد أو الحيادي مع الحيوانات المريضة أو "المتطوعة". و هذا هو النموذج القياسي بالفعل لبعض الطلاب في أنحاء العالم، مع عادة العمل الطبي النفعي أكثر من التشريح لأغراض علمية. بالإضافة إلي استبدال استخدام الحيوانات المقتولة أو إستخدام الحيوانات المجهدة أو التي في مراحل نهائية قبل الوفاة. مثل هذا النظرة البديلة تشجع احترام و إعتبار الحيوان، و تشجع الطلاب لأن يكونوا علي دراية و مشاركة حقيقية في العملية الكاملة للعناية بالحيوان، من التشخيص إلي العناية و التحسن ما بعد الجراحة. المهارات الأخرى المهمة للمحترفين، مثل التجريب و التعامل مع البيئة الطبية و متطلباتها، و الإعجاب بالمرضي علي تنوعهم و الحالات الطبية، و مهارات الاتصال مع زملاء العمل و حراس الحيوانات، يمكن أيضاً أن يتم اكتسابه باستخدام تلك البدائل. العيادة في حد ذاتها يمكن أن توفر تدريب واقعي و مناسب جداً، و تسمح بتأهيل حقيقي.
إن استخدام الحيوانات المريضة, و التي يتم الإحتفاظ بها و المستخدمة بصورة متكررة للتدريب علي الإجراءات, ً و بالطبع استخدام الجراحات التجريبية و الجراحات التي تسبق الوفاة، لا تعلم شيء من هذا و تعمل ضد الأخلاق البيطرية و العناية بالحيوان و مداواته.

امتلاك المهارات:
الحيوانات المتطوعة كتلك التي تخص الطلاب و ترافقهم الذين تم تشجيعهم للمشاركة في تدريبات المهارات الطبية غير الانتهاكية و غير الضارة. إن المهارات العلاجية، و الفحوص البدنية، و أخذ عينات الدم و التضميد هي مثال للعمل الطبي الذي يتلاءم مع متطوعي الحيوانات.إن إستعمال الجوائز بدلاً من التخويف و العقاب ، و حق الحيوان في أن يمنع مشاركته في الحركة المخيفة أو غير المريحة ، يمكن أن يوفر بيئة أخلاقية و محترمة تماماً.

المهارات الطبية التدريبية الأخرى التي يمكن أن تضمن إجراءات انتهاكية يتم تبريرها عندما تؤدي كجزء من العمل الطبي النفعي علي الحيوانات المريضة. إن تعرض الحيوان المريض لأذي قليل يكون مقبولا أثناء إجراء طبي و / أو علاج فقط عندما يكون بأدني أذي ضروري لعمل ناجح مقصود في مداواة الحيوان. إن تدخل الطلاب في كل العمل الطبي يتطلب أن يمتلكوا المستوي المهاري المناسب لتلك الآداء. فالبدائل اللاحيوانية مثل النماذج ، و العارضات ، و المحاكيات يمكن أن تساعد الطلاب لتحقيق هذه الاجادة خلال ميدان المهارات الطبية ، و يمكن أن توفر محاكاة الكمبيوتر أيضاً الخبرة في إدارة الكوارث، و العناية الحرجة و الإجراءات المختلفة.
إن أمان و الحالة الجيدة للحيوان لا يجب أن تتعرض للخطر أبداً من قبل الطلاب، و لابد أن يكون هناك اشراف دائم عن طريق المدربين المؤهلين خلال أي عملية تعليمية تتضمن حيوانات حية.

إدارة الجروح، و إدخال الأنابيب في عضو أجوف، و الجراحة البسيطة أو المعقدة يمكن أيضاً أن يتم تعلمها بشكل أفضل و أخلاقي في العيادة مع مرضي حقيقيين. وهناك فرص عديدة لتعلم المهارات الجراحية بطرق لا تجنب فقط إيذاء الحيوان لكن أيضاً تساهم في تحسن حالته. مستشفيات التعليم البيطري و العيادات المستقلة البيطرية لديها تدفق مستمر من المرضي؛ مشاهدة الإجراءات، و الجراحة بمساعدة الطلاب، و أخيراً أداء الإجراءات الأساسية عن طريق الطلاب يمكن أن يساهم ليس فقط في تعليم فعال و مكافئ للطالب و استبدال الاستخدام السيئ للحيوان، ولكن ليدعم البيطريين أيضاً.

إن بعض من هذه البدائل بإمكانه تتبع العمل الإكلينيكي, و مع ذلك فهو يتضمن عمل إضافي للأطباء البيطريين ، من ناحية أخري، سوف أيضاً يضمن عمل إضافي للبيطريين، خصوصاً خلال إنشاء البرنامج. و لابد من حدوث تغيرات منهجية و تنظيمية في الجامعات من أجل زيادة التأكيد علي العمل الطبي مع الحيوانات المريضة. إن هذا يحدث بالفعل و مع ذلك فإن أكثر من نصف المستشفيات التعليمية الأمريكية عبارة عن عيادات للممارسة داخل المجتمع و تم إنشاءها لتمد الطلاب بالخبرة الطبية لعمل العناية الأساسية في المجتمع. عندما يكون هناك قصور في الوقت و الأشخاص، فإن تنمية الروابط بين الممارسات المستقلة يمكن أن توضع في الأولوية. فالكثير من الطلاب بالفعل يعملون كمساعدين في العيادات أثناء دراستهم و في العطلات من أجل أن يكتسبوا خبرة قيمة، و هذه الممارسة يجب أن تكون مسجلة في المدارس العامة حتى يستفيد جميع الطلاب.

تعقيم الملاجئ الحيوانية:

هناك فرص أخري مهمة للعمل مع الحيوانات يمكن أن تكتشف من أجل استبدال التجارب الحيوانية و لإمداد الطلاب بخبرة عملية أكبر. بشكل خاص الحيوانات في الملاجئ يمكن أن تستفيد من العناية البيطرية الأساسية المشرف عليها و من عمليات التعقيم التي يقوم بها الطلاب. إن التحدي هو بناء بنية تحتية و المحافظة علي إستمراريتها و التأكد من استفادة جميع الأطراف. و قد يختار الطلاب العمل مجانا و لكنهم سيحصلون علي خبرة قيمة في المقابل.

إن الاخصاء و إزالة المبيض للحيوان المرافق لصاحبه و للكلاب الضالة و القطط –اثنان من العمليات الأكثر شيوعاً التي سيواجهها خريج الطب البيطري – و هي إجراءات نموذجية يمكن أن يمارسها الطلاب في الملاجئ. كلاهما، بالطبع يتطلب كفاءة طلابية كافية و إشراف أولي. فالاخصاء هو عملية بسيطة جداً يمكن أن يتم تعلمها بسهولة، لكن إزالة المبيض تحتاج إلي ممارسة أكثر. كل الجامعات يجب أن توفر فرص للطلاب لإجراء إزالة المبيض، كمثال خلال برامج التعقيم. مثل هذه " الخدمة التعليمية" غالباً يتم تنظيمها من خلال التعاون بين الجامعات و مجموعات حماية الحيوان. إن تبني الحيوانات المعقمة أعلي من متوسط معدل التبني، و تخفيض في العدد المحتمل للحيوانات الضالة في المستقبل.


الإمكانيات المتزايدة :

إن قوة التعلم الكامنة في العيادات، خصوصاً في المستشفيات التعليمية، يمكن أن يتم تعظيمها بالسماح للطلاب من مختلف المجالات و المستويات أن يشاهدوا العمل الطبي علي المرضي، إما مباشرة أو مسجل، و يتم مشاهدته عن طريق مجموعات صغيرة أو يعرض علي شاشة لمجموعات كبيرة. و يستطيع المعلمون التحدث في الخطوات, المناسبة لمستوي معين من الطلاب, ليس فقط لعلم الجراحة، و لكن يمكن أن يتم توضيحها أيضاً لعلم التشريح، و علم وظائف الأعضاء، و علم الصيدلة و العناية الحرجة. و يمكن تعديل التسجيل لإنتاج فيديو أو بدائل ذات وسائط متعددة. و قد تستخدم علي سبيل المثال مواد من العيادة، شاملة البول ، والغائط ، و الدم ايضاً في تدريس علم الصيدلة، و علم الطفيليات و علم المناعة. إذاً فالإمكانية يمكن أن تمتد إلي ما هو أبعد من العيادة نفسها.

التجربة الذاتية للطالب:

إن كثير من الطلاب الدارسين لعلوم الحياة يعتبرون أن أهمية الجزء العملي مع الجسم الحي لا يمكن أن يكون مؤكداً أكثر من اللازم. فالفهم الفعال للعمليات الفسيولوجية، و ممارسة المهارات الطبية، يتطلب خبرة مع الجسم الحي. فالطالب الموافق هو خبير ممتاز في إجراء التجارب علي الحيوان ، و خبرة الطالب الذاتية من إجراء التجارب تمثل بديل إنساني غير عدواني. إن المشاركة القوية و الإشارة الذاتية لكل الممارسات التجريبية المعملية الشخصية قد تسهل عملية التذكر لتلك التجارب, بالإضافة إلي كونها ذات نوعية ممتعة و من ثم تكون ذات تأثير هام جداً من ناحية التعلم.


علم الأحياء و الطب البشري:

يستخدم التجريب الذاتي و المهارات الطبية مع الطلاب في معظم المعاهد كجزء من الممارسة العادية. فأخذ عينات الدم ، وقياسات ضغط الدم، و القسطرة الوريدية هي تعليم طبي تقليدي علي الطلاب. و يستخدم التدريب العملي الذاتي المشترك أجهزة معملية تقليدية ربما تشمل تحليل البول والدم قبل و بعد التدريب أو تناول مواد متنوعة. و هناك أجهزة لإجراء التجارب الذاتية و ملحق بها برامج تسمح بقياس أنشطة ال EEG و ال ECG و درجة حرارة الجلد أثناء الراحة و أثناء التمارين و في الحالات النشاط الذهني لقياس سرعة توصيل العصب و ال EMG لوظائف الرئة وللاختبارات الأخرى. ذلك يمكن أن يقدم خيار بين الدروس المبرمجة مسبقاً لإيضاح المبادئ الفسيولوجية الأساسية، و الفرص لخلق طبعات من الدروس المحلية. وتوجد أيضاً فرص لتجميع البيانات ( و ما يعقبها من تحليل) من القياسات الفسيولوجية أثناء الحالات الأكثر إفراطاً مثل جوالات ساحة الألعاب، باستخدام إستعمال تقنيةِ التلورمتري المرنة لقياس المسافات الطويلة.

لابد أن تتوافق التجارب الذاتية مع أعلي المستويات الأخلاقية بما في ذلك الرضا و حق التراجع, المراقبة بواسطة مدرس كفء و تجنب الخطر, الأذي, و الإحراج و عدم تحديد أسماء عند جمع البيانات إذا تطلب الأمر ذلك. إن لجان المراجعة الأخلاقية المحلية تحتاج عادة إلي تقييم التجارب مسبقا.

العلاقة بالنسبة للأطباء البيطريين:

الجسم الإنساني يُمْكِنُ أَنْ يُستَعملَ في كُلّ عُلومِ الحياةَ، بما في ذلك عِلْمِ الأحياء العامِّ والطبِّ البيطريِ. الطلاب البيطريون يَستفيدونَ من التجريبِ الذاتيِ، فالإنسان قد يمثل نموذج لحيوان غير إنساني. إن تدريب المهاراتِ السريريةِ المعيّنةِ مَع الطالب باعتباره أول مريض بدلا عن إستخدام الحيوان يُمْكِنُ أَنْ يُساعدَ على خَلْق بيئةَ التي أكثرُ باعثة على تَعَلّم المهاراتِ و بناء الثقة.
و لن يكون هناك إجهاد أو أذي للحيوان في تلك العمليةِ، و لَنْ يُواجه الطلاب هذه المشكلةِ الأخلاقيةِ؛ و سوف يتم التحكم في التدريب بصورة أفضل، و'المريض' يُمْكِنُ أَنْ يَرْدَّ على الإقتراحاتِ ويَعطي تعليقات. إنه يقدم الفرصةَ أيضاً لكي تَفْهمَ كيف تشْعرُ لو كنت مريضا.إن هذه التجربة يَفتقرإليها الطلاب البيطريون مقارنة بزملائِهم في الطبِّ البشري. بالطبع سوف يحتاج الطلاب أيضاً لتَعَلّم التقنياتِ على الحيواناتِ ذات العلاقةِ بالموضوع، لَكنَّهم سَيَكُونونَ مُسْتَعِدّون أفضل: فمثلا أَخْذ الدمِّ مِنْ أرنب و حصان إثنان مختلفان جداً, و لكن أَخْذ الدمِّ مِنْ طالب زميل تجربةُ في الوسطُ.

المختبرات خارج الجسم:

إن التقدم السريع و الأخذ بتقنية المعامل خارج الجسم في البحث العلمي أو في إجراء الإختبارات يستند إلي المميزات العلمية و الأخلاقية للأنسجة و زرع الخلية. إن الكلفة الأقل و معدل الفحص السريع لتقييم سمية عنصر ما و الثقة في النتائج و إمكانية تكرارها في المختبر الخارجي مرة أخري , يضاف علي ذلك الميزة الأخلاقية لعدم إستخدام الحيوان. إن التحول في الممارسة لابد أن يصاحبه تعود الطلاب علي هذه الطرق و علي الجزء العملي في خارج جسم الحيوان و يستطيع أن يقدم تلك الخبرة.

إن هناك تأكيد أعظم على عِلْمِ الصيدلة الخلويِ ودِراساتِ عِلْم وظائف الأعضاءِ، على سبيل المثال، يُمْكِنُ أَنْ يُساهمَ بشكل ملحوظ إلى إستبدال التجاربِ الحيوانيةِ. إن النسيج والخلايا الحيوانية التي تستخدم للعملِ خارج الجسمِ يُمْكِنُ الحصول عليها من مصدر أخلاقي، و هناك تطورات حديثة في بدائلِ الأمصال الغيرحيوانية و الأوساط المستخدمة لزرع الأنسجة serum free cell culture media الخالية من المصل مما يساعد في التَتغلّبُ على المشاكلِ الأخلاقيةِ الناتجة من إستعمال المصلِ الجنينيِ التقليديِ من الأبقار. علاوة على ذلك، ضمن فعاليات علم البيولوجي يتم استبدال الأنسجة الحيوانية مباشرة بمواد نباتية: لدِراسَة تنفسِ الخليةِ و نقل ألكتروناتِ، فعلى سبيل المثال , فإن الميتوكوندريا نستطيع أن نحصل عليها من نبات اللفتِ أو البطاطةِ أَو البنجرِ بدلاً مِنْ كبدِ الجرذِ 10. و علي هذا فإن باستخدام التحضيراتِ الحيوانيةِ المُنتجةِ بشكل أخلاقي، أَو باستخدام المواد النباتيةِ، يمكن إعتبار هذا التطبيق خارج الجسم أحد البدائل.




الدراسات الميدانية:

إن الطلاب ضمن حقولِ عِلْمِ الأحياء، عِلْم الحيوان , و علم الأخلاق وحتي عِلْم البيئة قَدْ يَجِدُوا أنفسهم في أغلب الأحيان في مواقف تطلب الدراسة علي الحيوان في بيئة معملية كنموذج للطبيعةِ، أَو عندما يحدث تفاعل مع الحيواناتِ في الحقلِ يضر بهم أَو بيئتِهم. لكن عِلْمَ الأحياء لَيسَ فقط تجريب، ولا دراستَه تَتطلّبُ أذى. فمُعظم المعرفةِ عن الحيواناتِ والطبيعةِ جاءتَ مِنْ الملاحظةِ والعمل الميداني الغير عدواني. هذا النمط لدِراسَة الحيوانات في بيئتهم الطبيعية يعتبر بديل مكافئ جداً للإستعمالِ الحيوانيِ الضارِّ الذي يُمْكِنُ أَنْ يُطوّرَ ويُستَكشفَ لكي يَستبدلَ بَعْض الإستعمالِ الحيوانيِ الضارِّ في المجالاتِ أعلاهِ.

تَعْرضُ مثل هذه الدروس الميدانية الفرصَ لدراسة الحيواناتَ التي تُظهرُ سلوكَ طبيعيَ بدلاً مِنْ السلوكِ المحدودِ أَو النمطيِ الذي يقدّمَ مِن قِبل الأفرادِ أَو المجموعاتِ المَعْزُولةِ في المختبرِ. و هذا يقدم تجربة غنية للطلاب للتعلم ، وتَدْعمُ تقديرَ الحيواناتِ كأفراد أحرار ، ضمن شبكة معقّدة وديناميكية مِنْ الحقائقِ البيئيّةِ والثقافيةِ والإجتماعيةِ.

المواقع والتأثير:

إن العمل الميداني المثالي يَجِبُ أَنْ يُساهمَ في حماية الإنسان و الحيوان، مباشرة أَو بشكل غير مباشر. و يَجِبُ أَلا يَتضمّنَ أذى، ويَجِبُ أَلا يُسبّبَ أي أَو أقل إضطرابَ علي قدر الإمكانَ. إن تَقييم إلى أية درجة قَدْ يَكُون أيّ نشاط عدواني ، وإختيارتُقليّلَ ذلك التأثيرِ، يَجِبُ أَنْ بالطبع أن يوضع في الإعتبار أثناء مراحلِ التصميمَ وتخطيط العمل الميداني. و يَعتمدُ التأثير على الموقعِ، النوع، الطريقة، والعديد مِنْ العواملِ الأخرى. فالمناطق البيئية الحساسة , والأنواع المعرَّضة للخطر يَجِبُ أَنْ يتم تفاديها مالم تكن هناك منافع هامّة لهما متوقّعة، و المعلمون يَجِبُ أَنْ يكونَ لديهم دراية بالتدريب الملائمُ لأي من الحيوانات أوالبيئة محل الدراسةِ. إن تقييم الطرق التي تم إختيارها يَجِبُ دائماً أَنْ يُؤَدَّى بعد ذلك لدَعْم التحليلِ الشاملِ للنَتائِجِ وللسَماح بتحسينِ التصميمِ في المستقبلِ.

إن الحقولُ والغابات تَعطي الفرصَ بشكل واضح للدروس الميدانية، والحشرات، الطيور والعديد مِنْ الحيواناتِ الأخرى يُمْكِنُ دراستها بسهولة بأدني إضطرابِ. إن حساسية المعلم و الطلاب تجاه الحيوانات و بيئتها يعود بفائدة علي كل من العمل الميدان و الحيوان. و بعض التقنيات مثل التحاليل السريعة والملاحظةَ أَو المراقبة مِنْ بعد يُمْكِنُ أَنْ يقلل من اٍلإضطرابَ.


البلدات والمُدن غنية أيضاً في الإمكانياتِ لدِراسَة الكائنات البرية أَو الشبه برية مِنْ الحيواناتِ المحليّةِ مثل الحمام ، الجرذان، الثعالب، وفي بَعْض البلدانِ الأبقارِ والقرودِ 11.إن الحشرات، و الكلاب والقطط المحلية، والحيوانات الضالّة يُمْكِنُ أَنْ تُشكّلَ جزءَ أيضاً من عمل الطالبِ الميداني، و أيضا الإنسان نفسه. إن عمل حمايةِ للحيوانات مثل مراكز تأهيل للحيوانات البريَّة، ملاجيء إنقاذَ لحيواناتِ المزارع، وملاجئَ للحيواناتِ الضالّةِ لحمايتها من القتل تمثل مواقعَ أخلاقيةَ بشكل أكبر؛ مما يعطي الفرصَ لدِراسَة نوعِ معيّنِ قَدْ لا يَكُون مقبول أخلاقيا أَو متوفر للدراسةِ عمليا في مكان آخر. إن حدائقُ الحيوانات ومواقعُ الأسرِ الدائمةِ الأخرى نادراً ما تعتبر بيئةِ طبيعيُة بما فيه الكفاية أَو تكون خالية مِنْ الأذى لتَبرير إستعمالِهم للعمل الميداني، و لكنهاْ قَدْ تستعمل لتَصوير المعاناة، وكيف أن الحيوانات يَجِبُ ألا أنْ تَبقي.


A



التفاعل الإنساني الحيواني:

يمك.ن دراسة التفاعل الإنساني الموجود حاليا مع الحيواناتَِ. إن دراسة الحيوانات قبل ، أثناء وبعد التفاعلِ قد ينتج عنه فائدة للحيوانات. - على سبيل المثال، دراسة سلوك الحمام في العشش في الأبراج ، أَو التفاعل الإجتماعي في مجتمعات القطط الضالة و التي يتم إزالة المبايض لها ويُقدّمَ لها طعاماً وإسكان - يُمْكِنُ إعتباره مادّةَ مثيرةَ للتحليلِ بالإضافة إلى المنافعِ المباشرةِ للحيواناتِ.

إن أحد التحديات التي تواجه العمل الميداني الذي يتضمن العلاقة بين الإنسان و الحيوان هو تصميم التجارب بحيث تتفاعل الحيوانات مع الإنسان على شروطِهم الخاصةِ. إن المعرفة الجيدة و الإحساس بسلوك الحيوان و التفاعل بين الفصائل المختلفة يمثل شرط لإجراء مثل هذه التجاربِ، والتحدي هو كيفية َخْلقَ حالة بحيث تختار الحيوانات بأنفسهم التَفَاعُل وبذلك تُشاركُ في الدراسةِ. إن الحيوان لَمْ يُجبَر علي ذلك، ويُمْكِنُ أَنْ يَمْشي، يَقْفزُ أَو يَطِيرُ بعيداً في أي وقت كان. ' هذا التجريبِ الإيجابيِ ' يَعطي الحيواناتِ الفرصةَ لإبْداء القوة، بدلاً مِنْ أخذ تلك القوة بعيداً؛ و هو أيضا يعود بالنفع علي الحيوان. و يعد هذا مماثل لبَعْض التجاربِ مَع البشرِ، و التي تستند على الموافقةِ المطّلعةِ للمشاركةِ. كَمَا هو الحَال مَعَ كُلّ مثل هذه التجاربِ، على أية حال، فإن مصممو الدراسةِ يَجِبُ أَنْ يَضْمنوا ذلك الإخْتياَر للمُشَارَكَة الحرة بصدق . و من ضمن الأمثلةُ لتجارب الإيجابيِة عمل دِراسَة علي التفاعلاتِ بين الكلابِ الحسّاسةِ و ذويهم، أَو عِلاقات إنسانية حيوانية قَريبة أخرى؛ والتفاعلات المسؤولة بشكل أخلاقي بين أنواع القرودِ التي تشبه الإنسان و غيرها12


المُلاحظات و المراجع:

1. The Principles of Humane Experimental Technique - W.M.S. Russell & R.L. Burch (UFAW, 1992)
2. Interactive video and laser videodiscs are other less common digital video media
3. See entry for P.O.P. Trainer in Part C - Alternatives File
4. See entry for Surgical Training System (Aboud’s Model) in Part C - Alternatives File
5. For example, Glasgow University (UK) is developing a virtual reality simulator for veterinary clinical skills training
6. For a summary of these papers, see Ethically-Sourced Cadaver Surgery: A Submission to Murdoch University’s Division of Veterinary and Biomedical Sciences (Knight, A., 2000). See also Balcombe, and Kumar, in this volume.
7. For example in the UK. British human medical education also involves little harmful animal use.
8. See entry for Biopac in Part C - Alternatives File
9. For example, see Axelsson. M., J. Altimiras & K. Pitsillides (2002). TeleHeart: Using Telemetry to Teach Function and Control of the Human Heart - from face-to-face to distance education.
Bioscience Explained Vol. 1.1. www.bioscience-explained.org. See also entry for TeleHeart in Part C - Alternatives File
10. The Excellence of Turnip Mitochondrial Fractions. Joaquim A.F. Vicente and Vitor M.C. Madeira (2000). Biochemical Education, volume 28, pp. 104-6.
11. Cohen, P.S. & M.L. Block (2001). Field-Based Animal Research Approach for Teaching Learning & Motivation. NUCASE. www.casdn.neu.edu/~nucase/library/cohenandblock.html
12. For example, see Smuts, B. (2001). Encounters with Animal Minds. Journal of Consciousness Studies. Vol. 8, nos. 5-7, pp: 293-309

انواع البدائل


أنواع البدائل و تأثيرها التربوي

تعريف البدائل:

لقد أصبح هناك تعريف دقيق لمفهوم البدائل بدلا من التعريف التقليدي. فالتطور في التكنولوجيا و الاعتقادات الأخلاقية، و الأمثلة المبدعة لتغييرالاستخدام السيئ للحيوان و التي تم تحقيقها في كل مجالات الحياة العلمية، تشير إلي هذه التعريف الدقيق. وبشكل محدد، فتعريف البدائل في التعليم يمكن أن يصبح أكثر صرامة لكي يشمل فقط البدائل التي تقوم باستبدال شئ سابق؛ ويمكن أن يتسع ليشمل الطرق التي تضمن عمل حيادي أو ذو نفع للحيوان. و يمتد هذا التعريف فيما وراء ذلك ليشمل تقليل و إستبدال و إجادة التجارب علي الحيوانات كما وصف روسيل و بيرش 1.
انه من الأكثر ملائمة لطبيعة المعرفة وإكتساب المهارات في تعليم علوم الحياة ، و أيضاً يعكس إمكانيات و فرص الاستبدال المعاصرة.
ومن ثم فالبدائل تعتبر وسائل مساعدة للتعليم الإنساني وطرق التدريس والتي تستطيع أن تستبدل الإستخدام المؤذي للحيوان أو لإستكمال تعليم إنساني موجود. والإستخدام الأمثل بالتكامل لتحقيق أهداف تعليمية موجودة, و إعطاء نتائج تعليمية لا يمكن أن تتم من خلال التجارب علي الحيوانات، و تشمل:

· الأفلام و الفيديو
· النماذج و المانيكانات (العارضات) و المحاكيات
· محاكيات الكمبيوتر ذات الوسائط المتعددة
· جثث و أنسجة الحيوانات ذات المصادر الأخلاقية.
· العمل الطبي مع مرضي الحيوانات و المتطوعين
· التجارب الذاتية للطلاب
· في المعامل خارج الحيوانات in vitro
· الدراسات الميدانية.



و يصف هذا الفصل بالتفصيل أنواع البدائل السابقة، ويكشف تأثيرها التربوي. إن سياسات إنترينش التي تتعلق ببدائل معينة, و تتعلق بإنتاج إنساني لبدائل جديدة سيتم توضيحها في الملحق.

الأفلام و الفيديو:

تاريخياً استخدمت الأفلام بدرجة كبيرة في تعليم علوم الحياة و ذلك لتوضيح هذه الأجزاء من المنهج و التي تكون هناك فائدة من رؤيتها وذلك لكونها تحتاج شرح أكثر أو لصعوبة رؤيتها في المعمل. فمعظم الأفلام استبدلت عبر الوقت بالفيديو. وبعض أنواع الفيديو أصبحت بدورها تستخدم كمقاطع صغيرة في برامج الوسائط المتعددة علي أقراص ليزر CD أو دي في دي DVD.



ويستخدم الفيديو الحديث ذو النوعية المتقدمة عمليا في كل المعاهد ويمكن أن يلعب دور كبير كبديل عملي للاستخدام السيئ للحيوان. و في المعاهد التي تمتلك مصادر مالية محدودة، يمكن أن يصبح الفيديو بديل واقعي لتشريح الحيوان إجراء التجارب عليه، خاصة عندما يستخدم كمساعد لطرق قليلة التكلفة لتحقيق الأهداف التعليمية. و يمكن أن يعطي الفيديو خلفية جيدة للموضوع و يستخدم غالبا كمادة إعداد و دعم للعمل مع البدائل الاخري مثل ممارسة الجراحة علي المحاكيات أو العمل الطبي مع الإنسان و الحيوان المريض.

إن الفيديو الذي يحتوي علي تشريح بشكل محترف يمكن أن يعطي معلومات أوفر للطلاب أكثر من التشريح عن طريق الطلاب أنفسهم. ويمكن أن يعطي بديل كافي للطلاب الذين لا يستخدمون الحيوانات في مهنهم. و للأقلية من الطلاب الذين يحتاجون المهارات التشريحية في عملهم, يمكن أن يستخدم الفيديو لتدريبهم قبل أن يمارسوا تشريح حقيقي علي الجثث المأخوذة بشكل أخلاقي. إن الفيديو المستخدم في تجارب علم الصيدلة و علم وظائف الأعضاء – كباقي برامج الكمبيوترالمناظرة – يمكن أن يظهر أيضا الإجراءات الغير مقبولة أخلاقيا للعمل علي الحيوانات الحية، أو ما يصعب توضيحه بطريقة جيدة. الكثير من أنواع الفيديو يتضمن الرسومات بالإضافة إلي الفلم و الصوت.

الفيديو الرقمي:

إن التكنولوجيا الرقمية الحديثة تقدم فرص جديدة للتطوير الأخلاقي و تعظيم إمكانية المصادر التعليمية المبنية علي الفيديو و المرتبطة ببرامج الكمبيوتر. إن تحويل الفيديو إلي فيديو رقمي لهو أمر بسيط و قليل التكلفة. و تحرير الفيديو الرقمي الذي يشمل إضافة التعليقات الصوتية، و المهارات و الرسومات ، و نسخه و توزيعه، يمكن أن يتم التحكم فيه عن طريق أجهزة الكمبيوتر المتوسطة، و البرامج المناسبة، و مهارات الكمبيوتر الأساسية. إن تحويل الفيديو إلي فيديو رقمي يجعل لقطات الفيديو أكثر سرعة في الوصول إليها و يسهل استخدامها أثناء محاضرة أو في المعمل ويمكن تحميل الفيديو بسرعة من علي شبكة الإنترنيت. فالاستخدام المبدع لهذه التكنولوجيا يمكن أن يعطي تأثير قويا للمساعدة في التعلم.

النماذج و المانيكان (العارضات) و المحاكيات:

هذه البدائل اللاحيوانية تشمل الأجسام التدريبية الصناعية المصممة لتحاكي الأعضاء، و الأطراف أو كل الحيوانات، و تشمل أيضاً أجهزة تدريب ومحاكاة الوظائف الفسيولوجية أو المهارات الطبية و السيناريوهات.
إن المصطلحات الوصفية تستخدم بمرونة و أحيانا بشكل متبادل. وعموما فالنماذج تشير إلي أشياء تم تصميمها لتوضيح التركيب التشريحي، و "العارضات" أو غالبا "الخيالات" فهي تمثيلات تشبه الحياة الحقيقية للحيوانات و الإنسان و قد صممت من أجل مهارات طبية تدريبية؛ و "المحاكيات" ، عبارة عن أدوات لإكتساب المهارات الطبية، و الجراحية و ممارسة العناية الحرجة. و تشمل العارضات الالكترونية، و الأجهزة التدريبية الجراحية، و المدرب علي الخياطة الجراحية. إن النماذج البلاستيكية للحيوانات التي توضح تركيبها الداخلي ، تستخدم بشكل عام لتدريس الشكل الخارجي في العالم كله، و جثث الحيوانات الحقيقية يمكن أن يتم تشريحها و حفظها ، فعلي سبيل المثال باستخدام البلاستيناشن. في جراحة العظام في الإنسان وفي الطب البيطري، تستخدم العظام البلاستيكية بشكل كبير لتوضيح الكسور.


ويمكن استخدام المحاكيات البسيطة و الغير مكلفة لممارسة فعالة لإكتساب المهارات النفسحركية, و المهارات الإكلينيكية مثل التوازن بين العين و اليد، و كيفية تناول الأدوات الجراحية و كيفية آداء الخياطة الجراحية. إن محاكيات الجلد و الأعضاء المجوفة ،و محاكيات توصيل الأمعاء، مدربو الجراحة الدقيقة, و أشياء أخري كلها قد تم صنعها من البلاستيك المجهز بشكل خاص أو المطاط ليحاكي بواقعية الأنسجة أو العضو المطلوب.
إن الحالات المرضية (الباثولوجية) مثل الحويصلات يمكن إدراجها في محاكيات محددة لممارسة إستئصالها. حتي الاطار الداخلي للدراجة لسهولة الحصول عليه فإنه يستخدم أحيانا كجهاز مناسب للتدريب العملي لإكتساب المهارات الأساسية.

المحاكيات الديناميكية:

إن استخدام محاكي جراحي واحد للتدريب الجراحي بأقل إمكانية للتدخل الإجتياحي يمكنه أن يلائم أعضاء الحيوان المأخوذة بشكل أخلاقي، التي تدرس ويتم التدريب عليها. و هناك شيء آخر, تحت الإنشاء، يوظف الأجزاء المأخوذة من جثث الإنسان بشكل أخلاقي، أو جزء من ذلك لتقديم بديل حقيقي للجراحة الحية.



إن الأوردة و الشرايين تملأ ديناميكيا بسائل ملون عن طريق مضخات تم تصميمها لذلك . وهذا أيضا يعطي ضغط النبض الذي يمكن أن يصل إلي الأوعية، و بذلك تحاكي التفرع الوعائي, بشكل أقرب للحقيقة، من خلال نظام مغلق. التشريح ومجموعة من الجراحات و الجراحات الدقيقة مثل التخييط الوعائي، و التوصيل و التجديد ، و تطبيقات تمدد دبوس الأوعية الدموية، و الاستئصال الطبي داخل النسيج الحشوي، و كيفية التعامل مع النزيف ، و إجراءات االمناظير يمكن أن يتم تنفيذها كلها. لذا فالجراحة يمكن أن تمارس، و تطبق تلك التقنية علي جثث كلا من الإنسان و الحيوان.

هناك محاكيات أخري تشمل الجهاز المصنوع من قبل المعلمين ليوضح عمليات ديناميكية مثل فسيويوجيا الدورة الدموية. إن هذه المحكيات يمكن أن تتم بسهولة باستخدام مصادر معملية أساسية مثل المضخات، و الأنابيب، و الصمامات و السوائل الملونة؛ و يمكن أن يكون هناك محاكي ذا دائرة كهربية لتوضيح العمليات الفسيولوجية العصبية.

التدريب العملي:

تستخدم المانيكان المماثلة للمرضي الآدميين في بعض الدول لتدريب الطلاب و المحترفين علي المهارات الطبية و الإجراءات، بالإضافة إلي عناية الحالات الحرجة. إن المانيكانات الأكثر تقدماً يكون لها جلد صناعي، و عظام و أعضاء، و تشمل أحيانا قلوب نابضة، و سوائل صناعية تحاكي الدم و الصفراء. و الطبيعة التشريحية الصحيحة للأعضاء يمكن أن تكون مشتقة من تقنيات مسحية متقدمة ومصاغة بدقة عن طريق مهندسين. بعض المانيكانات تكون الكترونية، لتمثل حالات الطواريء الفورية و السماح بالمراقبة الفورية لمعرفة مدي نجاح المتعلم في أدائه أو أدائها في الحالات الحرجة أو الجراحة. لذا فيمكن للجراحين أن يتعلموا في بيئة عديمة الخطورة علي المرضي، وأيضا فالمراقبة يمكن أن تستخدم لتضمن التوازن و الانتظام في التدريب. و مثل كل البدائل المماثلة فهي تستخدم إمكانياتها الكاملةلإجادة مهارة محددة، و ليس فقط التعرض لها، و سوف يكتسب الطلاب المهارات العملية و العقلية و العاطفية المطلوبة خلال الحالات الطبية للمواقف الواقعية في الحياة. تلك المهارات يمكن أن تتحسن إلي أقصي درجة.


المانيكانات الحيوانية يمكن أن تسهل التدريب علي كيفية التعامل مع الحيوان، و أخذ عينات الدم، و تركيب أنابيب، و عملية البذل في الصدر و تقنيات CPR ، و أشياء أخري. فالعارضات المختلفة لديها درجات متفاوته في الواقعية التشريحية و الفسيولوجية. هناك بعض الإجراءات التي تمثل تحديا مثل عمل قسطرة للجهاز البولي في أنثي الكلاب. هنا فإن وجود مانيكان صحيح سوف يسمح للطالب بأن يتبع الأفكار المرئية و الملموسة لإتقان هذه التقنية. فالإجراءات التي تتطلب تقنيات و الإجراءات التي تشكل خطر أو ضغوط علي الحيوان يمكن أن يتفوق فيها الطلاب بدون حيوانات حية، و حالات العناية المركزة التي يتم فحصها قبل الكشف السريري تعطي ثقة و جدارة. ان الخبرة في التعامل مع التغير الفردي في الحيوانات يمكن أن يتم تحقيقها عن طريق استخدام مجموعة من العارضات، و الممارسة علي الجثث المأخوذة من مصادر أخلاقية ثم العمل الطبي مع المرضي من الحيوانات.

العارضات و المحاكيات تقدم تدريب مثمر و عملي و أخلاقي. إنها تعطي حرية أكثر للطلاب للممارسة تبعا لمعدلاتهم الخاصة، و أن يتعلموا عن طريق التجربة و الخطأ، و أن يكرروا الإجراءات، بدون التكلفة العالية للحيوانات. فبعض المحاكيات يمكن أن تستخدم عن طريق الطلاب في بيئة منزلية بالإضافة إلي المعامل، مما يزيد عمليا من مصادر الكلية. إن الوقت و الإمكانيات التي أستخدمت من قبل في إعداد معامل الحيوانات لممارسة المهارات الأساسية يمكن أن يعاد تخصيصها لتطوير و استخدام المحاكيات وفرص التعلم المتعلقة بالمرضي في الأماكن الطبية. و الأخير يشمل مهارات جراحية أكثر تعقيدا و تدريبات أخري و التي تطلب مرضي من الانسان و الحيوان.



محاكيات الكمبيوتر ذات الوسائط المتعددة
فأرة الكومبيوتر:

لقد أحدث ظهور و تطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر تغييرا كاملا في العلوم و المجتمع ككل. فالمعالجات ذات السرعة القصوي و البرامج القوية غيرت الطريقة التي يتم بها تجميع و معالجة البيانات، وكيفية تصميم و شرح العمليات البيولوجية و كذلك كيفية نقل المعرفة. ان الفرص المتعلقة بتطوير التكنولوجيا المعتمدة علي الكمبيوتر للمساهمة في حياة معرفية تعليمية نمت تصاعديا في العقد الأخير. فالانترنت، و الوسائط المتعددة، و البرامج المتاحة علي أقراص CD و أقراص DVD تلعب أدوارا قوية في جامعات عديدة، سواء التطبيقات في المعامل أو المحاضرات، و البحوث و المشاريع. فمن التشريح الافتراضي و التجارب في المعامل المجهزة بشكل جيد و التي يمكن أن يؤديها الطلاب علي الشاشة و وصولا إلي محاكاة حقيقة افتراضية كاملة لتقنية طبية بتسهيلات ملموسة، يمكننا القول بأن إمكانية التعلم باستخدام الكمبيوتر يحدها فقط الحدود التقنية و التخيلية.

بينما كانت محاكيات أجهزة الكمبيوتر الأولي لا تزيد عن كتب المدرسية علي قرص، فبرامج الوسائط المتعددة اليوم يمكن أن تشكل معمل افتراضي كامل، فالصور الفوتوغرافية ثلاثية الأبعاد، و مقاطع الفيديو، و المعلومات النصية حسنت بشكل ملحوظ جودة و عمق التعليم الذي تم إنتاجه عن طريق المعلمين حتي يصل الي الاهداف التعليمية المطلوبة لمنهج محدد. إن هذه الحزم البرمجية المصممة باحتراف يمكن أن تزيد من قدرة الطلاب علي تصور و فهم التركيب و الخطوات العملية للتجربة و تعلم استراتيجية حل المشاكل، و اكتساب مجموعة من المهارات الاخري.

تحسين دراسة التشريح:

في برنامج التشريح الإفتراضي و برامج التشريح الأخري يستطيع الطلاب الأداء خطوة بخطوة,
وبتكرار إذا لزم الأمر، ويمكنهم تعلم التشريح الوظيفي وهم يعملون خلال البرنامج. وتتنوع التسهيلات في البرامج المختلفة. فقد تشمل مكتبات لصور فوتوغرافية ملونة، بدأ من التشريح العياني إلي التشريح الدقيق، مع الفرصة لتكبير وتصغير الصور؛ مما يسمح بدراسة الشكل الخارجي بين الأنواع حتى يمكن مقارنتها بضغطة زر من الفأرة، مع التعليقات الصوتية أو الصناديق النصية التي تعطي معلومات توضيحية و أسئلة؛ تقدم أيضا هذه البرامج إمكانية تحديد عضو محدد أو جهاز ما أو إخفاؤه تدريجيا بالتحكم في درجة شفافيته في صورة مركبة. ان العمليات الفسيولوجية الحالية مثل الهضم أو تنشيط العضلات خلال تقنيات تغييرشكل الصور؛ و تدوير الأعضاء و الأجهزة الهيكلية ، و الرسوم المتحركة الحالية و الانتقال إلي أي جزء من أجزاء الجسم. هذه الفرص، الغير موجودة في المعامل الحقيقية و الموجودة عند الطلب و بسرعة عالية في المحاكاة، يمكن أن تعطي خبرة وفيرة و حسية و التي تسمح بتقدير أكثر و أشمل للتركيب و العلاقات التركيبية.

انه من الجدير ملاحظة أن مثل هذه المجالات الحديثة مثل علم الوراثة، و البيولوجيا الجزيئية و بيولوجيا الخلية، و علم الأعصاب تحوز علي وقت التعلم أكثر من المجالات التقليدية، و البرامج التعليمية ذات الوسائط المتعددة يمكن أيضاً أن تنعش و تجدد دراسة التشريح و تساعد علي المحافظة علي توازن مناسب فيما بين المجالات المختلفة أثناء تطورعلوم الحياة. وقد بدأ هذا بالفعل مع الرسوم ثنائية الأبعاد ذات درجة الوضوح العالية، مثل الأطلس الرقمي الإنساني المرئي، و المحاكيات التشريحية الحديثة. و بتوافرتقنيات التصوير الحديثة و إمكانية تطبيقها علي نطاق أوسع ، مثل الموجات فوق صوتية ثلاثية الأبعاد، و الرسم التشخيصي بأشعة اكس بواسطة الكمبيوتر ((CAT و تصوير الرنين المغناطيسي (MRI), سوف يصبح تصور التشريح و الفسيولوجيا، والتشخيص، و المحاكاة في الجراحة و الأداء الجراحي الفعلي، أكثر تحسناً. و يستخدم الخيال الواقعي (VR) بالفعل بعض من هذه التقنيات المتقدمة.



المعمل الإفتراضي:

ان البرامج التي تتضمن معمل تخيلي تقدم مجموعة من الأجهزة المرئية علي الشاشة و يمكن أن تقدم درجة عالية جدا من التفاعلية. و تقدم تلك البرامج محاكاة للتجهيزات الحيوانية التقليدية و التجارب في الفسيولوجيا، و علم الصيدلة و العناية الحرجة. وهذه المجالات تعير أنفسها للوسائط المتعددة بسبب الحاجة إلي ربط الأحداث المتعددة و المتزامنة، ولفهم التفاعل بين الظاهرات المعقدة و المرتبطة ببعضها.

تمنح المحاكيات مهام تدريبية موجهة مبنية علي المعرفة النظرية للطلاب. وقبل أن يستخدم الطلاب مثل هذه المحاكيات، يمكن أن يقدم الأساتذة عرضا لصفات البرنامج مستخدمين عارض للبيانات أمام كل الطلاب، للمساعدة علي تقديم أهداف تعليمية معينة. إن التمهيد في نظام المحاضرة لمساعدة الطلاب في تجاربهم الفردية أو الجماعية يمكن أن يكون مرغوباً من الطلاب. كما يجب أن يوجد توازن خلال التنافس الموجود في أداة تعليمية جديدة و بين معرفة الطلاب و مهاراتهم في تلك الفترة الزمنية و بذلك يتحسن التعليم.

إن المعامل الافتراضية تستفيض في شرح الاعدادات، و الأجهزة و الطرق الضرورية المتعلقة بالممارسة العملية. ثم يقوم الطلاب بتأدية التجارب بأنفسهم مع محاكاة لإستجابة الأنسجة لمؤثرات أو لعوامل دوائية كما كان سيحدث عند الممارسة علي الحيوان أو عند تطبيق سيناريو طبي ، مع مراقبة و تسجيل البيانات خلال راسمات الذبذبات علي الشاشة، و مسجلات الرسوم البيانية و أجهزة أخري. وهذا يمكن أن يكون في الوقت نفسه، أو يتم تنظيمه تبعا للحاجة. فالتجارب التي يؤديها الطلاب لإيجاد حلول لمشاكل معينة يمكن أن تستفيد من الفرصة للعمل بسرعة و بتكلفة أقل من مختبر حيواني تقليدي.

إن العوامل المختلفة في التجارب العملية، مثل الضغط و الحجم في فسيولجيا الجهاز الدوري الإفتراضي ، يمكن أن يتم تعديلها عن طريق المستخدمين لإيجاد مجموعة من البيانات للتحليل، و يمكن أن يوجد هناك خيارات لمستويات مختلفة من التعقيد خلال البرنامج الواحد. و يمنح المعلمون الطلاب درجة للتحكم تناسب الأهداف التعليمية.

و الحلول أنفسها يمكن أن تكون مشتقة من تجارب حيوانية سابقة لم تعد تؤدي حالياً، أو من خلال تصميم البرنامج، و يمكن أن تشمل متغيرات عشوائية لتحاكي المتغيرات البيولوجية و بالتالي تنتج نتائج متغيرة بين الطلاب. بعض المحاكيات تسمح بتوضيح مصطلحات معينة أو أداء مهام تكون غير أخلاقية ،و صعبة ، أو مستحيلة في الحقيقية، مثل تأثير تنفس تركيزات منخفضة من الأكسجين. ، و قياس السائل الشوكي، أو اعاداة استخدام التجهيزات.
.


تطبيقات الويب:

إن برامج الويب التي يصل إليها الطالب بسهولة يتم إيجاد فائدتها بشكل متزايد في تطور التعلم بواسطة الكمبيوتر (CAL)، و يمكن أن تعطي سهولة زائدة للتوصيل و الاستخدام خلال المعمل أو التعليم عن بعد. إن بعض البدائل و الدورات التدريبية متاحة بالفعل علي الانترنت. لكن الانترنت كوسط يمكن أن يستغل أكثر من ذلك لتعظيم الاستخدام المبدع و التأثير الايجابي لمثل هذه التكنولوجيا علي العملية التعليمية. فعلي سبيل المثال، مثل هذه البرامج يمكن أن تقدم تجارب علي الانترنت؛ حيث يستطيع الطلاب أن يعملوا في أي وقت و في أي مكان يختاروه، و يقوموا بإعادة الزيارة لمختبرهم علي الانترنت لمراجعة أو استكمال تجاربهم المخصصة. يمكن أيضا للمعلمين أن يراقبوا و يحللوا النتائج الفردية بسهولة أكثر. بالإضافة إلي خلق المادة التعليمية نفسها، فهذه الرؤية تتطلب من المعلمين و معاونيهم معرفة تطبيقات الويب و مهاراته التقنية لتصميم مواقع الويب و البرمجة من أجل أن تكون مفهومة. كما يتطلب ذلك أيضا أجهزة كمبيوتر كافية و برامج.

وعند تصميم المقررات ، يحلل المعلمون المصادر التعليمية الموجودة، و يخلقوا مصادر أخري بأنفسهم، و بعد ذلك يدمجوا المكونات المختلفة لتحقيق أهدافهم التعليمية المختارة.
مفهوم واحد يتم ملاحظته في مقدمة التصميم لتطبيقات الويب للأغراض التعليمية وهو اشتراك هذه المكونات التصميمية، أو النماذج التعليمية. إن وجود برنامج إفتراضي لجهاز معملي تم صياغته بطريقة جيدة من خلال بدائل يعتبر مثال لنموذج تعليمي يمكن إستفادة معلمون أخرون منه في تصميم بدائل جديدة. و معظم تصميمات البرامج الحالية لا تسمح للمكونات الفردية للبرامج أن تكون موضوعة في خارج سياق البرنامج. إن فهم النماذج التعليمية التي كانت سابقا مسموح استخدامها فقط خلال برامج معينة و اثبات إن البرامج الجديدة تم تصميمها بالمحتوي كنماذج تعليمية قابلة للاستخدام مرة ثانية، يمكن أن يعطي المعلمين مصادر أخري لمقررات إليكترونية لكي يختاروا منها. إن وجود مثل هذا المفهوم كوسيلة سهلة مساعدة يمكن تبادلها يمكن أن يتم تحقيقه عن طريق قاعدة بيانات متوفرة علي الانترنت، حيث يقوم المستخدمون بالمساهمة وأخذ عناصر فردية من البرامج. و يمكن أيضا أن يتم تقديم البرامج المجانية. فاشتراك هذه المصادر هو مهمة ديمقراطية ستدعم عملية التدريب الجيد و تصميم البرامج: و مطورو البرامج أصبحوا قادرين علي اعادة استخدام النماذج التعليمية و يمكنهم أن يتجنبوا تكرار العمل التصميمي الذي تم تأديته بالفعل، وهذا يعطيعهم حرية أكبر للتركيز علي قوة تصميمهم الخاص و متطلبات المكان، و بذلك يزيد من امكانية الممارسة الجيدة في تصميم و توصيل المقرر الدراسي.

التصميم و الدعم:

يمكن للطلاب عن طريق استخدام البرامج أن يديروا أنفسهم و أن يعملوا كل حسب سرعته. كما يمكنهم أن يكرروا جزء ما من البرنامج ، و تستخدم مادة الدعم الموضوعة عن طريق المعلمين أو المتاحة في البرامج نفسها حتي يقتنع الطلاب بأنهم قد فهموا إإجراءات التجارب و المبادئ التي تدرس لهم. إن المعرفة النظرية الكافية تعبتر القاعدة التي تبني عليها مهارات و معارف جديدة باستخدام البرامج. فالاسئلة و تعليقات التقييم الذاتية في البرامج، و فرص تقديم النتائج و الاستنتاجات ، و المعلم الذي يدعم و يراجع، يمكن أن يؤكد هذا.

إن مواد الدعم مثل كتب االتدريب للطلاب و كراسات المعلمين يمكن توفيرها عن طريق منتج البرامج, مما يشكل أداة مثالية لتطبيق فعال. و يستطيع المعلمون إنتاج المادة العلمية الأدبية المرافقة و الخاصة بهم.

إن التصميم الجيد للبرامج التعليمية يمكن إن يرفع الطلاب إلي مستويات فهم أعلي بالإضافة إلي تعميق هذا الفهم بشكل أفضل لموضوعات معينة تم طرحها. علاوة علي ذلك، يستطيع الطلاب ممارسة النواحي الأساسية و الهامة جدا من علوم الحياة بشكل فردي أو في مجموعات. و بشكل خاص فهذا يمكن أن يشجع الاكتشافات الذاتية، و خطط حل المشكلات و التي تدعم الإبداع و التفكير العلمي. و برسوخ الخبرة الذاتية لدي الطالب يعتبر هذا التعليم النشط مؤثر جدا. و بمحاكاة ظروف التجارب, يمكن أن تطبق تصميمات تلك التجارب.


إن تكامل الوسائط المختلقة و التصميمات ذات المستويات المتنوعة للخبرة التعليمية في برنامج واحد قد يعطي مساعدة تعليمية معقدة ذات حساسية عالية لمتطلبات المنهج العلمي و الطالب. و يتطلب التصور الفعال و تصميم البرامج تداخل و تعاون أكثر من عنصر فمثلا تعاون بين الفسيولوجيين ، و أخصائيي التربية، و مصمموا الرسوم و المبرمجين.
إن دخول الطالب في عملية انتاج برنامج جديد ، مثل اختبار اصدارات حديثة و عمل اقتراحات للتطوير يمكن أن يحسن من الإمكانية التعليمية و نوعية البرامج و يشرك الطلاب بصفة أساسية في المجال الدراسي.



إن الطبيعة الإبداعية للتطور التقني الجديد، مثل البرامج ذات الوسائط المتعددة قد تكون مثيرة للطلاب و المعلمون علي حد سواء. مما يضيف إلي الخبرة التعليمية و يعتبر جزء مهم من التدريب العام للمحترفين حيث تلعب مهارات الكمبيوتر دور كبير في ذلك. وعلي الرغم من هذا فالمحاكاة عن طريق الكمبيوتر يجب أن تكون دائماً منتهية بالتجربة العملية غير الضارة مع البشر الأحياء أو الحيوانات، و بذلك تحتفظ التكنولوجيا بكونها أداة قوية و ليس بديل للحقيقة.

الخيال الواقعي:

كل المحاكيات ، سواء كانت برامج الكمبيوتر أو النماذج البلاستيكية، هي نماذج افتراضية للحقيقة، لكن المصطلح "الخيال الواقعي" ( (VRيفهم بشكل عام علي أنه يشير إلي برامج تفاعلية متقدمة مع رسومات استثنائية ثلاثية الأبعاد أو الإنغماس في الطبيعة و هي التي تسمح بإكتساب المهارات النفسحركية و إجراء الخطوات بدرجة عالية من الخبرة الحسية. و يزيد الخيال الواقعي بشكل مثير من فرص التفاعل المباشر مع نموذج ديناميكي من الحقيقة، خلال السطح البيئي للكمبيوتر.

لقد مر وقت طويل حتي أواخر التسعينات إلي أن أصبحت المتطلبات المعالجية لمحاكيات الخيال الواقعي الفورية متاحة علي الحاسبات الشخصية، لذا فهذا المجال حديث جداً و يشمل تقنيات متقدمة. لقد استخدمت محاكيات الخيال الواقعي في مجالات أخري مثل محاكاة الطيران و التدريب علي إدارة الكوارث نتيجة لأهمية التدريب الإعدادي الفعال جدا لمثل هذه السيناريوهات الخطيرة جداً و نتيجة للقيود العملية و الأخلاقية الواضحة علي التجربة الواقعية. إن تبني محاكيات الخيال الواقعي في المهن الطبية يقاد بنفس المخاوف حول أهمية التدريب بواسطة خبير, و تطور تقنيات تشخيصية و علاجية قليلة التدخل الإجتياحي. مثل هذه التقنيات لها طبيعة تخيلية متطورة و تستخدم المناظير الجيدة النوع، كما تستخدم تصوير الفيديو المحسن الكترونياً، و أدوات جديدة؛ و يمكن أن تشمل تقنيات موجهة المهارات, و ستكون كلها مدروسة بعناية لمحاكاة الخيال الواقعي.

حاليا، تستخدم محاكيات الخيال الواقعي في الكليات الطبية، فالتطبيقات تكون مخصصة بشكل رئيسي لتخيل الجسم و تحليل البيانات في الممارسة الطبية و البحث، و لتعلم المهارات الجديدة للمستوي التدريبي و الاحترافي، و للمحافظة علي المهارات من قبل الاختصاصيين الجراحين.
إن الاهتمامات بمحاكيات الخيال الواقعي في التعليم الطبي البيطري حاليا يعتبر أقل درجة. و هناك أموال قليلة نسبيا تستثمر في تحسين التعليم البيطري. و بالرغم من التمويل غير الكافي، و طبيعة المصادر المكثفة لمحاكيات الخيال الواقعي، فقد تمكن علماء الكمبيوتر بالتعاون من عدد صغير من الكليات البيطرية من تطوير محاكيات الخيال الواقعي مثل فحص مبيض الفرس و استكشاف علم التشريح في الكلاب5.

إن محاكيات الخيال الواقعي سيتم تطبيقها علي نحو متزايد في مجال الطب البشري و في الطب البيطري وهذا لضرورة توافر مهارات بعينها في الخريجيين. إن التطور الحديث في التكنولوجيا إنعكس بدوره في البيئة التعليمية و أصبحت متكيفة لتحقق للطلاب أهداف تعليمية معينة. هذه المطالب سوف تشمل تخيلات محسنة للتركيب التشريحي و العمليات الفسيولوجية و العقاقيرية ، بالإضافة إلي المهارات الطبية. و كلما تطور الخيال الواقعي أصبح من الممكن استخدامه أيضا في التجارب الأكثر تعقيداً في البيئة الإفتراضية لتحسين المحاكيات المتاحة بالفعل للطلاب و مضيفةً إلي القوة الدافعة للاستبدال في شتي المجالات.


مهارات التدريب باستخدام الخيال الواقعي:

تعد محاكيات الخيال الواقعي مفيدة للتدريب علي مناظير الأوعية و مناظير الجهاز الهضمي ، و ذلك من خلال استخدام مريض إفتراضي. فصور المريض يمكن أن يتم خلقها باستخدام التكنولوجيا مثل استخدام مسح الأشعة المقطعية (CAT) و رسوم الكمبيوتر المتطورة. و يتم تقديم سيناريوهات و مشاكل طبية مختلفة بطريقة الخيال لإفتراضي. و يمارس المتعلم عن طريق الإمساك بعصا، والتي تمثل أداة مثل ابرة أو مشرط، و يؤدي العمل المطلوب أمام الشاشة التي تصور التشريح و تتبع حركة الآلة في فورية. كما يمكن أن تعطي السماعات وجهة نظر تجسيمية ولكن هناك العديد من الطرق الأخري للدخول في البيئة التخيلية، تشمل وضع المتدرب في حجرة مكعبة، و تسليط صور علي كل حائط تماثل بفاعلية حركات المتدرب.
من الممكن اختيار مجموعة مختلفة من المشاهد الحية. فمثلا انسجة معينة يمكن أن تتلاشي تدريجياً حتى أنه يمكن خلق إدراك متزايد و حساسية تجاه معالم تشريحية بذاتها، مما يدعم إتمام الإجراء بنجاح. بالإضافة إلي التغذية المرتجعة البصرية، فإن حاسة اللمس باستخدام الكمبيوتر و التي تعرف باسم haptics –يمكن محاكاتها في محاكيات الخيال الواقعي و التي تلعب دور كبير و متزايد. فالقفازات المصممة بطريقة خاصة و محملة بالبيانات يمكن استخدامها لتبين مقاومة عند إستخدام منظار أو إبرة تتفاعل مع جسد المريض الإفتراضي. هذه الردود القوية تعني أن اللفة و الدرجة و الانحراف يمكن ان يتم شعورهم بشكل واضح، و أن تلك التقنيات الصعبة مثل إدخال إبرة في وريد، و مناورة إدخال قسطرة في الشرايين التاجية، أو التنقل في منحنيات القولون، يمكن أن تتم ممارسته و تحسينه. و ردود فعل أخري يمكن ان تشمل "تعليقات" من المريض الإفتراضي مثل تعبير المضايقة أو الألم – أو دليل بصري علي الشاشة مثل الكدم أو النزف. و هناك عوامل مختلفة يمكن أن يتم قياسها أو تحليلها بعد ذلك لتعليقات مفصلة علي الأداء.

إن محاكيات الواقع الإفتراضي تلائم و تحسن مقررات التعليم المبني علي المشكلة (PBL) وذلك من خلال التسهيلات الكبيرة التي يمكن أن تقدمها لفحص الحالات الطبية. إن البحث في تطبيق ما سبق في الممارسات الأكلينيكية مازال مستمرا. و المحاكيات المبنية علي الويب تستخدم ( لغة الخيال الواقعي النمذجية) (VRML) للتدريب علي مهارات طبية مختارة، مثل ممارسة القسطرة، و لكن طبيعتها ليست عميقة كمحاكيات الواقع الإفتراضي الكاملة.

الجراحة الإفتراضية و الإنسان الالي:

لما كان تطور تقنيات المسح الضوئي و التصوير، يتحسن في الجودة و السرعة و درجة التطبيق، فإن بيانات المريض الحقيقيي يمكن أن تدخل أكثر إلي بيئة الخيال الواقعي. وسوف تتحسن الرؤية بالنيسبة للجراحين. عن طريق الجراحون يمكن أن يتحسن ،و الإجراءات الطبية المختصة بمريض معين حقيقي يمكن تأديتها افتراضياً في البداية مسبقا. و في الحالة الحقيقة يمكن إستخدام المناظير، و بمرور الوقت ربما استخدم رجال آليون كأدوات جراحية. إن خبرة الطلاب في الخيال الواقعي في الجامعة و خبرة الجراحين في تدريبهم للأحتراف سوف يساعد علي إعدادهم لإجراء المناظير وكذلك إجراء بعض أساليب الخيال الواقعي لإجراء مناظير. فالتقنية نفسها "تخيلية" في طبيعتها ، و تمتلك تفاعل عن بعد و الرؤية خلال الشاشات.

نفس الشيء صحيح بالنسبة للجراحة الآلية.فهذا يمكن أن يوسع و يحسن الأداء الانساني و يصل إلي أجزاء من الجسم يصعب الوصول اليها تقليدياً. و قد حدثت بالفعل جراحة قلبية قليلة التدخل باستخدام الإنسان الآلي. فالأذرع الآلية و الأجهزة يمكنها أن تقطع و تلحم الشرايين، مما يجعل الخياطات و العقد مربوطة في مستوي دقيق(مجهري)، حيث يقلد الإنسان الآلي حركات الجراح التي يمكن أن يقوم بها في المستوي العيني. – و لكن بدون أن يهتز. وهذه الحساسية الميكانيكية الكبيرة ، والمهارة و الدقة التجميلية، و تفريغ الطبيب الجراح للمهام العقلية، يمكن أن يصبح أكثر إيجابية للمريض.


إن الخيال الواقعي أيضاً سيتم تطبيقه في المستقبل علي المدي البعيد مثل الاختبارات الطبية لمريض، حيث يكون الوجود الطبيعي لفريق طبي محدود أو مستحيل. و سوف تسمح البيئات الافتراضية للشبكات بالإشتراك و تبادل الخبرات، و المصادر البشرية يمكن أن يتم دمجها و عرضها باستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة و الاتصالات و بما فيها القمر الصناعي، وذلك من أجل الحصول علي إستجابات فعالة لحالات الطوارئ الطبية. إن التطبيق المباشر و المرجح هو الإستشارة ، و لكن الجراحة عن بعد هي امكانية حقيقية.

أنسجة و جثث الحيوانات المأخوذة بشكل أخلاقي

إن دراسة التشريح لم تكن لتكتمل لكثير من طلاب علم الحيوان و الأطباء البيطريين المستقبليين بدون درجة معينة من الخبرة العملية مع الحيوانات و أنسجة تلك الحيوانات. و كذلك الجراحة، فالتدريب وحده لم يكن ليكفي لو لم توجد الخبرة مع الأنسجة الحقيقية و المهارات التدريبية المتعلقة. فالبدائل الأخلاقية لقتل و إيذاء الحيوانات موجودة بالطبع لتحقيق تلك المتطلبات. وبالتحديد استخدام جثث و أنسجة الحيوانات المأخوذة بشكل أخلاقي.

إن التعبير "من مصدر أخلاقي" في خلال هذا السياق يشير إلي جثث أنسجة الحيوانات التي نحصل عليها عن طريق الحيوانات التي ماتت طبيعياً أو في حوادث، أو التي تم قتلها بطريقة رحيمة نتيجة لمرض نهائي طبيعي أو جرح خطير غير قابل للشفاء.
إن الحيوانات التي يتم قتلها أو إيذائها للإمداد بجثث و أنسجة لا تعتبر مأخوذة بشكل أخلاقي، و لا الجثث المأخوذة من الأماكن التي يعتبر فيها الإيذاء و القتل شيء عادي، علاوة علي ذلك، فإن خلق أو دعم سوق لأستخدام الحيوان لهذه الأغراض لا يعتبر أخلاقياً.

إن استعمال الجثث المأخوذة بشكل أخلافي ليس طريقاً جديداً، فهو ممارسة تقليدية خلال الطب البشري. إن امتلاك الجثث البشرية التي يتم التبرع بها بعد الموافقة لا تكون كافية دائماً في المستويات المختلفة من التبرع، و لكن بالرغم من ذلك فبرامج التبرع الإرادي بالجثة و الآليات الأخري توفي بعض الاحتياجات الطبية للطلاب لدراسة التشريح. إن المصادر الأخلاقية للحصول علي جثث الحيوانات لابد ألا تكن مختلفة عن ذلك, و أكثر سهولة فعلياً من الجثث البشرية.

الاستبدال

إن تشريح الجثث المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن إن يحل محل تشريح الحيوانات المقتولة في التشريح العملي للطلاب الذين يحتاجون أصلا ً إلي المهارات التشريحية في عملهم. مثل هذا التشريح يمكن أن يتمم الوسائط المتعددة و غيرها من البدائل كما يمكن للطلاب أن يحققوا تقدم عن طريق اكتساب مهارات أساسية من استخدام النماذج، و العارضات ,و المحاكيات. (علي سبيل المثال، عندما يحتاج الجراحين أن يتمرنوا علي أساليب جديدة) و تعتبر الجثث أيضاً من الأدوات الجراحية الممتازة لإكتساب المهارات الطبية. و لأنها مصدر ثمين فلا يجب استخدامها في التدريب علي المهارات التقليدية، و لكن للمرحلة المتقدمة من التدريب فإنها تكون أداة جيدة لكسب تقدير " للإحساس" بنسيج حقيقي، و لتعلم تقنيات مثل هتك الأنسجة ، و الجراحة التشريحية و إغلاق الجرح. و الأعضاء المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن أيضاً أن تستخدم للتدريب علي التقنيات الجراحية مثل الوصلة المعوية ، والأعضاء أو كل الجثث يمكن أن يتم حقنها في المحاكيات حتى تعطي فرص لممارسة إجراءات مختلفة و استخدام أدوات جراحية خاصة.

إذاً فيمكن استخدام الجثث و الأنسجة المأخوذة بشكل أخلاقي لتطوير و تحفيز مهارات الطلاب لمستوي كافي من الاعداد لعمل تدريبي علي مرضي أحياء. فالدراسات المنشورة أثبتت أن الطلاب الذين يستخدمون الجثث في التدريب الجراحي هم علي الأقل في نفس مستوي الكفاءة مع من يستخدمون الحيوانات الحية، و الطلاب الذين يمتلكون جثث مأخوذة بشكل أخلاقي هي أيضاً ذات تأثير إيجابي جداً علي الخبرة التعليمية.


ويمكن أيضاً أن يتم استخدام انسجة الحيوانات الطازجة خلال بعض عمليات الكيمياء الحيوية، و علم العقاقير، و الفسيولوجي العملي، و في هذه المواقف عندما لا تعتبر الوسائط المتعددة أداة مناسبة , فإن الأنسجة المتبقية من العمليات النافعة علي مرضي الحيوانات، و التي لا تكون هناك حاجة إليها لمنفعة حيوانات أخري، يمكن إن تكون مناسبة للممارسة في هذه المجالات.
عندما تنص اتفاقية علي إن أعضاء معينة من فصائل محددة تستخدم في التجارب أو الإجراءات، إذاً فنفس الأنسجة يمكن أن يتم الحصول عليها بشكل أخلاقي لتحويل التجربة إلي بديل. فمثلا لو أن الحصول علي لفائفي من خنزير غينيا أو الصائم من الأرنب كان مستحيلا، إذا فالبديل الذي يستخدم أنسجة حقيقية يمكن أن يظل متاح: إذ أنه من الممكن إجراء التجربة بأقل تكيف باستخدام لفائفي أو صائم من حيوانات ذات منشأ أخلاقي.


برامج التبرع بالجسم:

تعد مستشفيات التعليم البيطرية و العيادات البيطرية الخاصة أكثر المصادر العملية للحصول علي جثث الحيوانات. فالجثث المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن أن يتم الحصول عليها عن طريق "برامج التبرع بالجسم"، حيث يجمع زبائن العيادات علي التبرع بجثث حيواناتهم الشخصية من أجل التعليم، وذلك بعد الموت الطبيعي للحيوان أو قتلها بسبب شكواها مرضاً بطريقة خالية من الألم. هناك أيضا بعض البرامج مثل الجسم التي تم التوصية عليه و برنامج تبرع العميل أو و برامج التعلم التذكاري. إن هذه البرامج أثبتت كفائتها و قدرتها علي الأستمرارية في إمداد الجثث في عدد من الجامعات و ذلك لمواجهة الأحتياج للتدريب الجراحي و التشريحي, و التي يجب أن يتم استكشافها عن طريق كل الادارات التي تحتاج فعلاً إلي الجثث للتعليم (ارجع إلي ما قاله كومار في هذا الكتاب)

إن برامج التبرع بالجسم تعطي مثال ممتاز للحلول متعددة المنفعة التي يمكن أن تقدمها البدائل. ومع الكثير من جثث الحيوانات التي يتم التخلص منها أو حرقها ، فهذه البرامج تستفيد من المصادر الموجودة و المهملة ، وذلك يوفر الطاقة ، والمال ،و الاكثر أهمية هو حياة الحيوان عن طريق الاستبدال المباشر لقتل الحيوانات. إن توافر التاريخ الطبي للحيوان يضمن جثث خالية من المرض، و إتاحة الفرص لمشاهدة الحالات المرضية بالاضافة إلي التشريح الطبيعي. و سيكون الطلاب سعداء لأن القتل لن يكون مطلوباً.
ولن تكون هناك حاجة إلي الاعتراض الضميري، و ستتحسن البيئة التعليمية كنتيجة لذلك. و يمكن أن تعرض المهنة شفقة و تعاطف، و تبني ثقة مع العامة، عن طريق إظهار الاحترام للروابط الانسانية الحيوانية و الالتزام بالتعليم الأخلاقي. وثمة فرص يتم تقديمها لأصحاب الحيوانات لكي يخففوا بعض من حزنهم وهي أن يصبحوا قادرين علي مساعدة الأطباء البيطريين المستقبليين و بالتالي مساعدة الحيوانات الأخري. و يمكن للعامة أن يعرفوا الحاجة للجثث و الأنسجة خلال التعليم و البحث- طالما أن المهنة تستطيع أن توضح أنها سوف تحترم الحيوان و تستخدم أجسام الحيوانات المرافقة السابقة التي اؤتمنوا عليها.

إنها منافسة إيجابية للجامعات لعمل ارتباطات صحيحة بين الأقسام أو مع العيادات المستقلة، و حتى يبنوا بنية تحتية مستمرة من أجل استعمال مصادر الجثث عملياً. و بالرغم من ذلك، فالهياكل التنظيمية المؤقتة، ربما بتدخل الطالب، تستحق الاعداد من أجل بدء عملية تحديد المصادر الأخلاقية، و نمو و تنقية البرامج التي يمكن أن تحدث علي مر الزمن. إن الزيادة في عدد برامج المتبرعين بالجسم – كمثال في الولايات المتحدة الأمريكية – هي وصية للحس العام لبيان الإستخدام الجيد للمصادر المهدرة.




بنوك الأنسجة الحيوانية:

إن بنوك الأنسجة الحيوانية المركزية للمواد ذات المصادر الأخلاقية يمكن أيضاً أن يتم إعدادها في أقاليم البلدان لتوفير تشكيلة أوسع من أنسجة الحيوانات (والجثث)، و حتى يتم دعم مصادر أخلاقية ثابتة و موثوق فيها أكثر للتعليم. إن التجميع و الاستخدام المباشر للأنسجة الطازجة سوف يكون أيضاً ممكناً لو أن عمليات الامتلاك و التوزيع كانت بمستوي عالي. فالدم الحيواني من الحيوانات المرافقة السليمة المتطوعة، و الذي يتم تخزينه للإستعمال الطبي في إنقاذ الحياة و في عدد متزايد من الأغراض العلاجية الأخري، كما يمكن أن يستخدم أيضاً في التعليم كبديل للدم الذي يتم أخذه من الحيوانات المعملية. فالاستثمار و الدعاية و الإعلان عن بنوك الدم الحيوانية الموجودة، بالاضافة إلي دعم المشروعات الجديدة، سوف يوفير دعم كافي للاستخدامات الطبية و التعليمية، فبنوك الدم الحيوانية يمكن أن يتم ربطها بشدة بشبكات جديدة من بنوك الأنسجة الحيوانية.

إن الدروس المستفادة من إنشاء بنوك الأنسجة البشرية، مثل الشبكة الأوروبية الحديثة، يمكن أن يتم تطبيقها علي بنوك الأنسجة الحيوانية عندما يتم إنشاءها. فالأولي تسمح بالإستخدام الأخلاقي و الآمن والمسيطر للنفايات الجراحية الانسانية و الأجزاء الناتجة بعد الوفاة و الأنسجة التي لا تستخدم في زرع الأعضاء بأن تستخدم في البحث والتجارب الطبية الحيوانية. بالرغم من أن التبرع بأنسجة البشر واستخدامها كبديل عن أنسجة الحيوانات التي تقتل لإجراء البحوث و التجارب ما يزال يتطلب تبني واسع إلا أنه يعتبر مناسب للتعليم البيطري و البشري.

إن الطلاب أنفسهم قد يوافقوا علي التبرع بدمهم الخاص للاستخدام العملي. إن استخدام الدم الإنساني أو الحيواني لا بد أن يتفق مع التعليمات الأخلاقية، و الطبية الآمنة بالطبع. في كثير من الدول يتم التحكم في نقل الجثث و الأنسجة عن طريق القانون الصحي و الآمن. فالوعي بالتعليمات ضروري، و التحديات للقيود العملية الغير ملائمة يمكن أن تكون مطلوبة.

مصادر الإمداد الأخري:

تستقبل أقسام علم الأمراض بالجامعة جثث الحيوانات باستمرار. الحيوانات الكبيرة و الصغيرة يتم تشريحها و استخدامها لتدريس علم الأمراض، ويعرف العامة بأنهم يجلبون الحيوانات البرية الميتة أحياناً. و بتعاون متزايد بين أقسام علم الأمراض، و علم التشريح، و الجراحة، يمكن أن تستخدم جثث الحيوانات المريضة بانتشار أكثر للأغراض التعليمية. فعلي سبيل المثال أجزاء من الحيوانات مثل الأطراف التي يمكن ألا تستخدم في التدريس في علم الأمراض يمكن أن تستخدم في علم التشريح، و الجراحة و بعض المهارات الطبية التدريبية.

وهناك بعض المصادر المحتملة للجثث و الأنسجة تشمل الحيوانات الميتة و الأسماك من حوادث التلوث (حيث لا توجد خطورة سامة)، و "قتل الحيوانات في الشوارع" التي تكون جثثها غير قابلة للاستخدام تماماً. إن المجموعات الطلابية ومجموعات حماية الطبيعية التي تساعد علي هجرة الضفدع السنوية في بعض البلاد سوف تكون قادرة علي أن تستخلص بعض المواد بهذه الطريقة.

الحدود و الحلول الوسيطة:

إن المثالين السابقين يثبتان الصعوبات الأخلاقية المحيطة ببعض مصادر الجثث، فهي حدود "أخلاقية" لأن موت الحيوانات لا يحدث إلا بسبب للتنمية الاقتصادية الغير ملائمة، و الإهمال الإجرامي في مجتمع يعتبر أن الإنسان هو غاية هذا الكون القصوي و يحترم بدرجة أقل حدود و حقوق الفصائل الأخري. و في مناسبات نادرة ، أو حيث تكون الفصائل النادرة مطلوبة للدراسة، فالحيوانات ذات المصادر الأخلاقية قد لا تكون سهلة المنال. بعض المصادر الغير مثالية مثل مربي الحيوانات، و تسهيلات البحث، و بعض الملاجئ الحيوانية، و المزارع، و المجازر و الأحداث الرياضية كمثال الأماكن التي يكون فيها الاستخدام السيئ ، و قتل و تسويق الحيوانات شيء نموذجي و قد يوفر ذلك لبعض الطلاب مساومة مقبولة، و لكن فقط عندما تكون الجثة أو النسيج مطلوب التخلص منها بشكل حقيقي و لا يساهم هذا المصدر بشيء لتستمر الممارسة الضارة . إن نفايات المجازر ربما تكون مقبولة، ولكن ليس كل الحيوان؛ فربما يتم قبول حيوانات مصابة بمرض عضال، أو كلب تم الحصول عليه من ملجأ تم قتله بطريقة رحيمة لشكواه مرضا ولكن ليس الكلب الذي تم قتله لصعوبة إعادته مكانه الأصلي . إن تحديد مصادر جثث و أنسجة الحيوانات لا بد أن يكون له الأولوية علي برامج التبرع بالجسد، حيث تتضح الأخلاق الإيجابية، و تطبق المصادر غير المثالية فقط في الحالات ذات الأهمية المطلقة. إن شركات الإمداد البيولوجي غالباً ما تحصل علي الحيوانات الصحيحة المقتولة و الغير مقبولة أخلاقياً دائماً.


الحفظ و التخزين:

القضية المهمة التالية التي من الضروري أن تناقش هي حفظ و تخزين الجثث. و بالتأكيد بعض الجثث ستكون جديدة و يمكن استخدامها مباشرة في خلال أيام قليلة. إن التخزين البارد في معامل التشريح أو الباثولوجي سوف يحفظ الجثة في حالة جيدة و يقلل من تحللها ذاتياً. و لكن إعادة استخدام الجثة، و تخزينها للاستعمال المستقبلي، سوف يتطلب ما هو أكثر من حجرة باردة. إن ضمان عدد كافي من الجثث لتكفي الاحتياجات التدريبية سيتطلب تخطيط دقيق و تخزين طويل المدى.

إن تجميد الجثث هو أحد الحلول. فالإعداد الجيد قبل التجميد، مثل تفريغ الدم، ثم التجميد المباشر عن طريق ازالة الفراء أو عن طريق السلخ، و الوصول سريعاً إلي المجمد، يمكن أن يساعد علي نجاح حفظ الأنسجة و يساعد علي ضمان الذوبان قبل الاستخدام. السوائل التحنيطية التي غالباً تحتوي علي الفورمالين السام و الملوث، كثيراً ما تستخدم أيضاً لتثبيت الجثث. و هناك مواد كيميائية عديدة مختلفة يمكن استخدامها لحفظ أنسجة مختلفة و للحصول علي نتائج نهائية مختلفة في التركيب و فترة طول العمر.

وهناك مجال لتنمية أكبر في تقنيات الحفظ، لكن التجفيف بالتجميد ، و إشباع السليكون " silyophilisation" و مجموعة من التقنيات كالبلاستيناشن يتم استخدامها بشكل متزايد لحفظ الجثث، و الأعضاء و الشرائح الرقيقة. في البلاستيناشن ، يتم استبدال المياه و الدهن في الجثث بالمركبات الكيميائية البلاستيكية القابلة للعلاج التي يتم تصليبها بعد ذلك، و الذي ينتج عنه نماذج حقيقية ذات قوام و تركيب ذو جودة عالية. مركبات البوليميرز الكيميائية المختلفة شاملة السليكون المطاط ، و بولستر الإيبوكسي تم اختيارها لانتاج نماذج متعددة المرونة و العتامة. و يمكن استخدام الصبغات لابراز تراكيب معينة. إن النماذج متينة و أكثر عملية في معالجتها أكثر من مثيلاتها المبللة في المعامل التقليدية. إن البلاستيناشن و عملية التجفيف بالتجميد تقدم أيضاً ميزة لبيئة أأمن و أقل سماً لمن هم مشتركون في حفظ العينات و اسستخدام النماذج في التدريس.

العمل الإكلينيكي مع الحيوانات المريضة و المتطوعة:

العمل الطبي مع الحيوانات المريضة و المتطوعين من المتوقع أن التدريب الطبي للطلاب سوف يضمن لهم الخبرة مع المرضي الحقيقيين، وكلما كانت الخبرة أكبر – في المستوي المناسب و الوقت المناسب – كلما كان التدريب أفضل. إن المستشفي و العيادة توفر بيئات تعليمية ممتازة لطلاب الطب من حيث المهارات الشخصية و الطبية، إلي فرص تعلم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء و الكثير. فالتعليم المبني علي المشكلة باستخدام الحالات الطبية، هو نهج تعليمي قوي و يتم تطبيقه بشكل متزايد علي مستوي العالم. فكلاهما يستبدل تجارب الحيوانات في تلك البلاد التي لا يزال يستخدم فيها الحيوان في التعليم الطبي الإنساني.


التدريب الواقعي:

الطلاب البيطريون يمكنهم اكتساب المهارات الطبية و الخبرة الجراحية عملياً خلال العمل المفيد أو الحيادي مع الحيوانات المريضة أو "المتطوعة". و هذا هو النموذج القياسي بالفعل لبعض الطلاب في أنحاء العالم، مع عادة العمل الطبي النفعي أكثر من التشريح لأغراض علمية. بالإضافة إلي استبدال استخدام الحيوانات المقتولة أو إستخدام الحيوانات المجهدة أو التي في مراحل نهائية قبل الوفاة. مثل هذا النظرة البديلة تشجع احترام و إعتبار الحيوان، و تشجع الطلاب لأن يكونوا علي دراية و مشاركة حقيقية في العملية الكاملة للعناية بالحيوان، من التشخيص إلي العناية و التحسن ما بعد الجراحة. المهارات الأخرى المهمة للمحترفين، مثل التجريب و التعامل مع البيئة الطبية و متطلباتها، و الإعجاب بالمرضي علي تنوعهم و الحالات الطبية، و مهارات الاتصال مع زملاء العمل و حراس الحيوانات، يمكن أيضاً أن يتم اكتسابه باستخدام تلك البدائل. العيادة في حد ذاتها يمكن أن توفر تدريب واقعي و مناسب جداً، و تسمح بتأهيل حقيقي.
إن استخدام الحيوانات المريضة, و التي يتم الإحتفاظ بها و المستخدمة بصورة متكررة للتدريب علي الإجراءات, ً و بالطبع استخدام الجراحات التجريبية و الجراحات التي تسبق الوفاة، لا تعلم شيء من هذا و تعمل ضد الأخلاق البيطرية و العناية بالحيوان و مداواته.

امتلاك المهارات:
الحيوانات المتطوعة كتلك التي تخص الطلاب و ترافقهم الذين تم تشجيعهم للمشاركة في تدريبات المهارات الطبية غير الانتهاكية و غير الضارة. إن المهارات العلاجية، و الفحوص البدنية، و أخذ عينات الدم و التضميد هي مثال للعمل الطبي الذي يتلاءم مع متطوعي الحيوانات.إن إستعمال الجوائز بدلاً من التخويف و العقاب ، و حق الحيوان في أن يمنع مشاركته في الحركة المخيفة أو غير المريحة ، يمكن أن يوفر بيئة أخلاقية و محترمة تماماً.

المهارات الطبية التدريبية الأخرى التي يمكن أن تضمن إجراءات انتهاكية يتم تبريرها عندما تؤدي كجزء من العمل الطبي النفعي علي الحيوانات المريضة. إن تعرض الحيوان المريض لأذي قليل يكون مقبولا أثناء إجراء طبي و / أو علاج فقط عندما يكون بأدني أذي ضروري لعمل ناجح مقصود في مداواة الحيوان. إن تدخل الطلاب في كل العمل الطبي يتطلب أن يمتلكوا المستوي المهاري المناسب لتلك الآداء. فالبدائل اللاحيوانية مثل النماذج ، و العارضات ، و المحاكيات يمكن أن تساعد الطلاب لتحقيق هذه الاجادة خلال ميدان المهارات الطبية ، و يمكن أن توفر محاكاة الكمبيوتر أيضاً الخبرة في إدارة الكوارث، و العناية الحرجة و الإجراءات المختلفة.
إن أمان و الحالة الجيدة للحيوان لا يجب أن تتعرض للخطر أبداً من قبل الطلاب، و لابد أن يكون هناك اشراف دائم عن طريق المدربين المؤهلين خلال أي عملية تعليمية تتضمن حيوانات حية.

إدارة الجروح، و إدخال الأنابيب في عضو أجوف، و الجراحة البسيطة أو المعقدة يمكن أيضاً أن يتم تعلمها بشكل أفضل و أخلاقي في العيادة مع مرضي حقيقيين. وهناك فرص عديدة لتعلم المهارات الجراحية بطرق لا تجنب فقط إيذاء الحيوان لكن أيضاً تساهم في تحسن حالته. مستشفيات التعليم البيطري و العيادات المستقلة البيطرية لديها تدفق مستمر من المرضي؛ مشاهدة الإجراءات، و الجراحة بمساعدة الطلاب، و أخيراً أداء الإجراءات الأساسية عن طريق الطلاب يمكن أن يساهم ليس فقط في تعليم فعال و مكافئ للطالب و استبدال الاستخدام السيئ للحيوان، ولكن ليدعم البيطريين أيضاً.

إن بعض من هذه البدائل بإمكانه تتبع العمل الإكلينيكي, و مع ذلك فهو يتضمن عمل إضافي للأطباء البيطريين ، من ناحية أخري، سوف أيضاً يضمن عمل إضافي للبيطريين، خصوصاً خلال إنشاء البرنامج. و لابد من حدوث تغيرات منهجية و تنظيمية في الجامعات من أجل زيادة التأكيد علي العمل الطبي مع الحيوانات المريضة. إن هذا يحدث بالفعل و مع ذلك فإن أكثر من نصف المستشفيات التعليمية الأمريكية عبارة عن عيادات للممارسة داخل المجتمع و تم إنشاءها لتمد الطلاب بالخبرة الطبية لعمل العناية الأساسية في المجتمع. عندما يكون هناك قصور في الوقت و الأشخاص، فإن تنمية الروابط بين الممارسات المستقلة يمكن أن توضع في الأولوية. فالكثير من الطلاب بالفعل يعملون كمساعدين في العيادات أثناء دراستهم و في العطلات من أجل أن يكتسبوا خبرة قيمة، و هذه الممارسة يجب أن تكون مسجلة في المدارس العامة حتى يستفيد جميع الطلاب.

تعقيم الملاجئ الحيوانية:

هناك فرص أخري مهمة للعمل مع الحيوانات يمكن أن تكتشف من أجل استبدال التجارب الحيوانية و لإمداد الطلاب بخبرة عملية أكبر. بشكل خاص الحيوانات في الملاجئ يمكن أن تستفيد من العناية البيطرية الأساسية المشرف عليها و من عمليات التعقيم التي يقوم بها الطلاب. إن التحدي هو بناء بنية تحتية و المحافظة علي إستمراريتها و التأكد من استفادة جميع الأطراف. و قد يختار الطلاب العمل مجانا و لكنهم سيحصلون علي خبرة قيمة في المقابل.

إن الاخصاء و إزالة المبيض للحيوان المرافق لصاحبه و للكلاب الضالة و القطط –اثنان من العمليات الأكثر شيوعاً التي سيواجهها خريج الطب البيطري – و هي إجراءات نموذجية يمكن أن يمارسها الطلاب في الملاجئ. كلاهما، بالطبع يتطلب كفاءة طلابية كافية و إشراف أولي. فالاخصاء هو عملية بسيطة جداً يمكن أن يتم تعلمها بسهولة، لكن إزالة المبيض تحتاج إلي ممارسة أكثر. كل الجامعات يجب أن توفر فرص للطلاب لإجراء إزالة المبيض، كمثال خلال برامج التعقيم. مثل هذه " الخدمة التعليمية" غالباً يتم تنظيمها من خلال التعاون بين الجامعات و مجموعات حماية الحيوان. إن تبني الحيوانات المعقمة أعلي من متوسط معدل التبني، و تخفيض في العدد المحتمل للحيوانات الضالة في المستقبل.


الإمكانيات المتزايدة :

إن قوة التعلم الكامنة في العيادات، خصوصاً في المستشفيات التعليمية، يمكن أن يتم تعظيمها بالسماح للطلاب من مختلف المجالات و المستويات أن يشاهدوا العمل الطبي علي المرضي، إما مباشرة أو مسجل، و يتم مشاهدته عن طريق مجموعات صغيرة أو يعرض علي شاشة لمجموعات كبيرة. و يستطيع المعلمون التحدث في الخطوات, المناسبة لمستوي معين من الطلاب, ليس فقط لعلم الجراحة، و لكن يمكن أن يتم توضيحها أيضاً لعلم التشريح، و علم وظائف الأعضاء، و علم الصيدلة و العناية الحرجة. و يمكن تعديل التسجيل لإنتاج فيديو أو بدائل ذات وسائط متعددة. و قد تستخدم علي سبيل المثال مواد من العيادة، شاملة البول ، والغائط ، و الدم ايضاً في تدريس علم الصيدلة، و علم الطفيليات و علم المناعة. إذاً فالإمكانية يمكن أن تمتد إلي ما هو أبعد من العيادة نفسها.

التجربة الذاتية للطالب:

إن كثير من الطلاب الدارسين لعلوم الحياة يعتبرون أن أهمية الجزء العملي مع الجسم الحي لا يمكن أن يكون مؤكداً أكثر من اللازم. فالفهم الفعال للعمليات الفسيولوجية، و ممارسة المهارات الطبية، يتطلب خبرة مع الجسم الحي. فالطالب الموافق هو خبير ممتاز في إجراء التجارب علي الحيوان ، و خبرة الطالب الذاتية من إجراء التجارب تمثل بديل إنساني غير عدواني. إن المشاركة القوية و الإشارة الذاتية لكل الممارسات التجريبية المعملية الشخصية قد تسهل عملية التذكر لتلك التجارب, بالإضافة إلي كونها ذات نوعية ممتعة و من ثم تكون ذات تأثير هام جداً من ناحية التعلم.


علم الأحياء و الطب البشري:

يستخدم التجريب الذاتي و المهارات الطبية مع الطلاب في معظم المعاهد كجزء من الممارسة العادية. فأخذ عينات الدم ، وقياسات ضغط الدم، و القسطرة الوريدية هي تعليم طبي تقليدي علي الطلاب. و يستخدم التدريب العملي الذاتي المشترك أجهزة معملية تقليدية ربما تشمل تحليل البول والدم قبل و بعد التدريب أو تناول مواد متنوعة. و هناك أجهزة لإجراء التجارب الذاتية و ملحق بها برامج تسمح بقياس أنشطة ال EEG و ال ECG و درجة حرارة الجلد أثناء الراحة و أثناء التمارين و في الحالات النشاط الذهني لقياس سرعة توصيل العصب و ال EMG لوظائف الرئة وللاختبارات الأخرى. ذلك يمكن أن يقدم خيار بين الدروس المبرمجة مسبقاً لإيضاح المبادئ الفسيولوجية الأساسية، و الفرص لخلق طبعات من الدروس المحلية. وتوجد أيضاً فرص لتجميع البيانات ( و ما يعقبها من تحليل) من القياسات الفسيولوجية أثناء الحالات الأكثر إفراطاً مثل جوالات ساحة الألعاب، باستخدام إستعمال تقنيةِ التلورمتري المرنة لقياس المسافات الطويلة.

لابد أن تتوافق التجارب الذاتية مع أعلي المستويات الأخلاقية بما في ذلك الرضا و حق التراجع, المراقبة بواسطة مدرس كفء و تجنب الخطر, الأذي, و الإحراج و عدم تحديد أسماء عند جمع البيانات إذا تطلب الأمر ذلك. إن لجان المراجعة الأخلاقية المحلية تحتاج عادة إلي تقييم التجارب مسبقا.

العلاقة بالنسبة للأطباء البيطريين:

الجسم الإنساني يُمْكِنُ أَنْ يُستَعملَ في كُلّ عُلومِ الحياةَ، بما في ذلك عِلْمِ الأحياء العامِّ والطبِّ البيطريِ. الطلاب البيطريون يَستفيدونَ من التجريبِ الذاتيِ، فالإنسان قد يمثل نموذج لحيوان غير إنساني. إن تدريب المهاراتِ السريريةِ المعيّنةِ مَع الطالب باعتباره أول مريض بدلا عن إستخدام الحيوان يُمْكِنُ أَنْ يُساعدَ على خَلْق بيئةَ التي أكثرُ باعثة على تَعَلّم المهاراتِ و بناء الثقة.
و لن يكون هناك إجهاد أو أذي للحيوان في تلك العمليةِ، و لَنْ يُواجه الطلاب هذه المشكلةِ الأخلاقيةِ؛ و سوف يتم التحكم في التدريب بصورة أفضل، و'المريض' يُمْكِنُ أَنْ يَرْدَّ على الإقتراحاتِ ويَعطي تعليقات. إنه يقدم الفرصةَ أيضاً لكي تَفْهمَ كيف تشْعرُ لو كنت مريضا.إن هذه التجربة يَفتقرإليها الطلاب البيطريون مقارنة بزملائِهم في الطبِّ البشري. بالطبع سوف يحتاج الطلاب أيضاً لتَعَلّم التقنياتِ على الحيواناتِ ذات العلاقةِ بالموضوع، لَكنَّهم سَيَكُونونَ مُسْتَعِدّون أفضل: فمثلا أَخْذ الدمِّ مِنْ أرنب و حصان إثنان مختلفان جداً, و لكن أَخْذ الدمِّ مِنْ طالب زميل تجربةُ في الوسطُ.

المختبرات خارج الجسم:

إن التقدم السريع و الأخذ بتقنية المعامل خارج الجسم في البحث العلمي أو في إجراء الإختبارات يستند إلي المميزات العلمية و الأخلاقية للأنسجة و زرع الخلية. إن الكلفة الأقل و معدل الفحص السريع لتقييم سمية عنصر ما و الثقة في النتائج و إمكانية تكرارها في المختبر الخارجي مرة أخري , يضاف علي ذلك الميزة الأخلاقية لعدم إستخدام الحيوان. إن التحول في الممارسة لابد أن يصاحبه تعود الطلاب علي هذه الطرق و علي الجزء العملي في خارج جسم الحيوان و يستطيع أن يقدم تلك الخبرة.

إن هناك تأكيد أعظم على عِلْمِ الصيدلة الخلويِ ودِراساتِ عِلْم وظائف الأعضاءِ، على سبيل المثال، يُمْكِنُ أَنْ يُساهمَ بشكل ملحوظ إلى إستبدال التجاربِ الحيوانيةِ. إن النسيج والخلايا الحيوانية التي تستخدم للعملِ خارج الجسمِ يُمْكِنُ الحصول عليها من مصدر أخلاقي، و هناك تطورات حديثة في بدائلِ الأمصال الغيرحيوانية و الأوساط المستخدمة لزرع الأنسجة serum free cell culture media الخالية من المصل مما يساعد في التَتغلّبُ على المشاكلِ الأخلاقيةِ الناتجة من إستعمال المصلِ الجنينيِ التقليديِ من الأبقار. علاوة على ذلك، ضمن فعاليات علم البيولوجي يتم استبدال الأنسجة الحيوانية مباشرة بمواد نباتية: لدِراسَة تنفسِ الخليةِ و نقل ألكتروناتِ، فعلى سبيل المثال , فإن الميتوكوندريا نستطيع أن نحصل عليها من نبات اللفتِ أو البطاطةِ أَو البنجرِ بدلاً مِنْ كبدِ الجرذِ 10. و علي هذا فإن باستخدام التحضيراتِ الحيوانيةِ المُنتجةِ بشكل أخلاقي، أَو باستخدام المواد النباتيةِ، يمكن إعتبار هذا التطبيق خارج الجسم أحد البدائل.




الدراسات الميدانية:

إن الطلاب ضمن حقولِ عِلْمِ الأحياء، عِلْم الحيوان , و علم الأخلاق وحتي عِلْم البيئة قَدْ يَجِدُوا أنفسهم في أغلب الأحيان في مواقف تطلب الدراسة علي الحيوان في بيئة معملية كنموذج للطبيعةِ، أَو عندما يحدث تفاعل مع الحيواناتِ في الحقلِ يضر بهم أَو بيئتِهم. لكن عِلْمَ الأحياء لَيسَ فقط تجريب، ولا دراستَه تَتطلّبُ أذى. فمُعظم المعرفةِ عن الحيواناتِ والطبيعةِ جاءتَ مِنْ الملاحظةِ والعمل الميداني الغير عدواني. هذا النمط لدِراسَة الحيوانات في بيئتهم الطبيعية يعتبر بديل مكافئ جداً للإستعمالِ الحيوانيِ الضارِّ الذي يُمْكِنُ أَنْ يُطوّرَ ويُستَكشفَ لكي يَستبدلَ بَعْض الإستعمالِ الحيوانيِ الضارِّ في المجالاتِ أعلاهِ.

تَعْرضُ مثل هذه الدروس الميدانية الفرصَ لدراسة الحيواناتَ التي تُظهرُ سلوكَ طبيعيَ بدلاً مِنْ السلوكِ المحدودِ أَو النمطيِ الذي يقدّمَ مِن قِبل الأفرادِ أَو المجموعاتِ المَعْزُولةِ في المختبرِ. و هذا يقدم تجربة غنية للطلاب للتعلم ، وتَدْعمُ تقديرَ الحيواناتِ كأفراد أحرار ، ضمن شبكة معقّدة وديناميكية مِنْ الحقائقِ البيئيّةِ والثقافيةِ والإجتماعيةِ.

المواقع والتأثير:

إن العمل الميداني المثالي يَجِبُ أَنْ يُساهمَ في حماية الإنسان و الحيوان، مباشرة أَو بشكل غير مباشر. و يَجِبُ أَلا يَتضمّنَ أذى، ويَجِبُ أَلا يُسبّبَ أي أَو أقل إضطرابَ علي قدر الإمكانَ. إن تَقييم إلى أية درجة قَدْ يَكُون أيّ نشاط عدواني ، وإختيارتُقليّلَ ذلك التأثيرِ، يَجِبُ أَنْ بالطبع أن يوضع في الإعتبار أثناء مراحلِ التصميمَ وتخطيط العمل الميداني. و يَعتمدُ التأثير على الموقعِ، النوع، الطريقة، والعديد مِنْ العواملِ الأخرى. فالمناطق البيئية الحساسة , والأنواع المعرَّضة للخطر يَجِبُ أَنْ يتم تفاديها مالم تكن هناك منافع هامّة لهما متوقّعة، و المعلمون يَجِبُ أَنْ يكونَ لديهم دراية بالتدريب الملائمُ لأي من الحيوانات أوالبيئة محل الدراسةِ. إن تقييم الطرق التي تم إختيارها يَجِبُ دائماً أَنْ يُؤَدَّى بعد ذلك لدَعْم التحليلِ الشاملِ للنَتائِجِ وللسَماح بتحسينِ التصميمِ في المستقبلِ.

إن الحقولُ والغابات تَعطي الفرصَ بشكل واضح للدروس الميدانية، والحشرات، الطيور والعديد مِنْ الحيواناتِ الأخرى يُمْكِنُ دراستها بسهولة بأدني إضطرابِ. إن حساسية المعلم و الطلاب تجاه الحيوانات و بيئتها يعود بفائدة علي كل من العمل الميدان و الحيوان. و بعض التقنيات مثل التحاليل السريعة والملاحظةَ أَو المراقبة مِنْ بعد يُمْكِنُ أَنْ يقلل من اٍلإضطرابَ.


البلدات والمُدن غنية أيضاً في الإمكانياتِ لدِراسَة الكائنات البرية أَو الشبه برية مِنْ الحيواناتِ المحليّةِ مثل الحمام ، الجرذان، الثعالب، وفي بَعْض البلدانِ الأبقارِ والقرودِ 11.إن الحشرات، و الكلاب والقطط المحلية، والحيوانات الضالّة يُمْكِنُ أَنْ تُشكّلَ جزءَ أيضاً من عمل الطالبِ الميداني، و أيضا الإنسان نفسه. إن عمل حمايةِ للحيوانات مثل مراكز تأهيل للحيوانات البريَّة، ملاجيء إنقاذَ لحيواناتِ المزارع، وملاجئَ للحيواناتِ الضالّةِ لحمايتها من القتل تمثل مواقعَ أخلاقيةَ بشكل أكبر؛ مما يعطي الفرصَ لدِراسَة نوعِ معيّنِ قَدْ لا يَكُون مقبول أخلاقيا أَو متوفر للدراسةِ عمليا في مكان آخر. إن حدائقُ الحيوانات ومواقعُ الأسرِ الدائمةِ الأخرى نادراً ما تعتبر بيئةِ طبيعيُة بما فيه الكفاية أَو تكون خالية مِنْ الأذى لتَبرير إستعمالِهم للعمل الميداني، و لكنهاْ قَدْ تستعمل لتَصوير المعاناة، وكيف أن الحيوانات يَجِبُ ألا أنْ تَبقي.


A



التفاعل الإنساني الحيواني:

يمك.ن دراسة التفاعل الإنساني الموجود حاليا مع الحيواناتَِ. إن دراسة الحيوانات قبل ، أثناء وبعد التفاعلِ قد ينتج عنه فائدة للحيوانات. - على سبيل المثال، دراسة سلوك الحمام في العشش في الأبراج ، أَو التفاعل الإجتماعي في مجتمعات القطط الضالة و التي يتم إزالة المبايض لها ويُقدّمَ لها طعاماً وإسكان - يُمْكِنُ إعتباره مادّةَ مثيرةَ للتحليلِ بالإضافة إلى المنافعِ المباشرةِ للحيواناتِ.

إن أحد التحديات التي تواجه العمل الميداني الذي يتضمن العلاقة بين الإنسان و الحيوان هو تصميم التجارب بحيث تتفاعل الحيوانات مع الإنسان على شروطِهم الخاصةِ. إن المعرفة الجيدة و الإحساس بسلوك الحيوان و التفاعل بين الفصائل المختلفة يمثل شرط لإجراء مثل هذه التجاربِ، والتحدي هو كيفية َخْلقَ حالة بحيث تختار الحيوانات بأنفسهم التَفَاعُل وبذلك تُشاركُ في الدراسةِ. إن الحيوان لَمْ يُجبَر علي ذلك، ويُمْكِنُ أَنْ يَمْشي، يَقْفزُ أَو يَطِيرُ بعيداً في أي وقت كان. ' هذا التجريبِ الإيجابيِ ' يَعطي الحيواناتِ الفرصةَ لإبْداء القوة، بدلاً مِنْ أخذ تلك القوة بعيداً؛ و هو أيضا يعود بالنفع علي الحيوان. و يعد هذا مماثل لبَعْض التجاربِ مَع البشرِ، و التي تستند على الموافقةِ المطّلعةِ للمشاركةِ. كَمَا هو الحَال مَعَ كُلّ مثل هذه التجاربِ، على أية حال، فإن مصممو الدراسةِ يَجِبُ أَنْ يَضْمنوا ذلك الإخْتياَر للمُشَارَكَة الحرة بصدق . و من ضمن الأمثلةُ لتجارب الإيجابيِة عمل دِراسَة علي التفاعلاتِ بين الكلابِ الحسّاسةِ و ذويهم، أَو عِلاقات إنسانية حيوانية قَريبة أخرى؛ والتفاعلات المسؤولة بشكل أخلاقي بين أنواع القرودِ التي تشبه الإنسان و غيرها12


المُلاحظات و المراجع:

1. The Principles of Humane Experimental Technique - W.M.S. Russell & R.L. Burch (UFAW, 1992)
2. Interactive video and laser videodiscs are other less common digital video media
3. See entry for P.O.P. Trainer in Part C - Alternatives File
4. See entry for Surgical Training System (Aboud’s Model) in Part C - Alternatives File
5. For example, Glasgow University (UK) is developing a virtual reality simulator for veterinary clinical skills training
6. For a summary of these papers, see Ethically-Sourced Cadaver Surgery: A Submission to Murdoch University’s Division of Veterinary and Biomedical Sciences (Knight, A., 2000). See also Balcombe, and Kumar, in this volume.
7. For example in the UK. British human medical education also involves little harmful animal use.
8. See entry for Biopac in Part C - Alternatives File
9. For example, see Axelsson. M., J. Altimiras & K. Pitsillides (2002). TeleHeart: Using Telemetry to Teach Function and Control of the Human Heart - from face-to-face to distance education.
Bioscience Explained Vol. 1.1. www.bioscience-explained.org. See also entry for TeleHeart in Part C - Alternatives File
10. The Excellence of Turnip Mitochondrial Fractions. Joaquim A.F. Vicente and Vitor M.C. Madeira (2000). Biochemical Education, volume 28, pp. 104-6.
11. Cohen, P.S. & M.L. Block (2001). Field-Based Animal Research Approach for Teaching Learning & Motivation. NUCASE. www.casdn.neu.edu/~nucase/library/cohenandblock.html
12. For example, see Smuts, B. (2001). Encounters with Animal Minds. Journal of Consciousness Studies. Vol. 8, nos. 5-7, pp: 293-309