الأربعاء، 11 فبراير 2009

انواع البدائل


أنواع البدائل و تأثيرها التربوي

تعريف البدائل:

لقد أصبح هناك تعريف دقيق لمفهوم البدائل بدلا من التعريف التقليدي. فالتطور في التكنولوجيا و الاعتقادات الأخلاقية، و الأمثلة المبدعة لتغييرالاستخدام السيئ للحيوان و التي تم تحقيقها في كل مجالات الحياة العلمية، تشير إلي هذه التعريف الدقيق. وبشكل محدد، فتعريف البدائل في التعليم يمكن أن يصبح أكثر صرامة لكي يشمل فقط البدائل التي تقوم باستبدال شئ سابق؛ ويمكن أن يتسع ليشمل الطرق التي تضمن عمل حيادي أو ذو نفع للحيوان. و يمتد هذا التعريف فيما وراء ذلك ليشمل تقليل و إستبدال و إجادة التجارب علي الحيوانات كما وصف روسيل و بيرش 1.
انه من الأكثر ملائمة لطبيعة المعرفة وإكتساب المهارات في تعليم علوم الحياة ، و أيضاً يعكس إمكانيات و فرص الاستبدال المعاصرة.
ومن ثم فالبدائل تعتبر وسائل مساعدة للتعليم الإنساني وطرق التدريس والتي تستطيع أن تستبدل الإستخدام المؤذي للحيوان أو لإستكمال تعليم إنساني موجود. والإستخدام الأمثل بالتكامل لتحقيق أهداف تعليمية موجودة, و إعطاء نتائج تعليمية لا يمكن أن تتم من خلال التجارب علي الحيوانات، و تشمل:

· الأفلام و الفيديو
· النماذج و المانيكانات (العارضات) و المحاكيات
· محاكيات الكمبيوتر ذات الوسائط المتعددة
· جثث و أنسجة الحيوانات ذات المصادر الأخلاقية.
· العمل الطبي مع مرضي الحيوانات و المتطوعين
· التجارب الذاتية للطلاب
· في المعامل خارج الحيوانات in vitro
· الدراسات الميدانية.



و يصف هذا الفصل بالتفصيل أنواع البدائل السابقة، ويكشف تأثيرها التربوي. إن سياسات إنترينش التي تتعلق ببدائل معينة, و تتعلق بإنتاج إنساني لبدائل جديدة سيتم توضيحها في الملحق.

الأفلام و الفيديو:

تاريخياً استخدمت الأفلام بدرجة كبيرة في تعليم علوم الحياة و ذلك لتوضيح هذه الأجزاء من المنهج و التي تكون هناك فائدة من رؤيتها وذلك لكونها تحتاج شرح أكثر أو لصعوبة رؤيتها في المعمل. فمعظم الأفلام استبدلت عبر الوقت بالفيديو. وبعض أنواع الفيديو أصبحت بدورها تستخدم كمقاطع صغيرة في برامج الوسائط المتعددة علي أقراص ليزر CD أو دي في دي DVD.



ويستخدم الفيديو الحديث ذو النوعية المتقدمة عمليا في كل المعاهد ويمكن أن يلعب دور كبير كبديل عملي للاستخدام السيئ للحيوان. و في المعاهد التي تمتلك مصادر مالية محدودة، يمكن أن يصبح الفيديو بديل واقعي لتشريح الحيوان إجراء التجارب عليه، خاصة عندما يستخدم كمساعد لطرق قليلة التكلفة لتحقيق الأهداف التعليمية. و يمكن أن يعطي الفيديو خلفية جيدة للموضوع و يستخدم غالبا كمادة إعداد و دعم للعمل مع البدائل الاخري مثل ممارسة الجراحة علي المحاكيات أو العمل الطبي مع الإنسان و الحيوان المريض.

إن الفيديو الذي يحتوي علي تشريح بشكل محترف يمكن أن يعطي معلومات أوفر للطلاب أكثر من التشريح عن طريق الطلاب أنفسهم. ويمكن أن يعطي بديل كافي للطلاب الذين لا يستخدمون الحيوانات في مهنهم. و للأقلية من الطلاب الذين يحتاجون المهارات التشريحية في عملهم, يمكن أن يستخدم الفيديو لتدريبهم قبل أن يمارسوا تشريح حقيقي علي الجثث المأخوذة بشكل أخلاقي. إن الفيديو المستخدم في تجارب علم الصيدلة و علم وظائف الأعضاء – كباقي برامج الكمبيوترالمناظرة – يمكن أن يظهر أيضا الإجراءات الغير مقبولة أخلاقيا للعمل علي الحيوانات الحية، أو ما يصعب توضيحه بطريقة جيدة. الكثير من أنواع الفيديو يتضمن الرسومات بالإضافة إلي الفلم و الصوت.

الفيديو الرقمي:

إن التكنولوجيا الرقمية الحديثة تقدم فرص جديدة للتطوير الأخلاقي و تعظيم إمكانية المصادر التعليمية المبنية علي الفيديو و المرتبطة ببرامج الكمبيوتر. إن تحويل الفيديو إلي فيديو رقمي لهو أمر بسيط و قليل التكلفة. و تحرير الفيديو الرقمي الذي يشمل إضافة التعليقات الصوتية، و المهارات و الرسومات ، و نسخه و توزيعه، يمكن أن يتم التحكم فيه عن طريق أجهزة الكمبيوتر المتوسطة، و البرامج المناسبة، و مهارات الكمبيوتر الأساسية. إن تحويل الفيديو إلي فيديو رقمي يجعل لقطات الفيديو أكثر سرعة في الوصول إليها و يسهل استخدامها أثناء محاضرة أو في المعمل ويمكن تحميل الفيديو بسرعة من علي شبكة الإنترنيت. فالاستخدام المبدع لهذه التكنولوجيا يمكن أن يعطي تأثير قويا للمساعدة في التعلم.

النماذج و المانيكان (العارضات) و المحاكيات:

هذه البدائل اللاحيوانية تشمل الأجسام التدريبية الصناعية المصممة لتحاكي الأعضاء، و الأطراف أو كل الحيوانات، و تشمل أيضاً أجهزة تدريب ومحاكاة الوظائف الفسيولوجية أو المهارات الطبية و السيناريوهات.
إن المصطلحات الوصفية تستخدم بمرونة و أحيانا بشكل متبادل. وعموما فالنماذج تشير إلي أشياء تم تصميمها لتوضيح التركيب التشريحي، و "العارضات" أو غالبا "الخيالات" فهي تمثيلات تشبه الحياة الحقيقية للحيوانات و الإنسان و قد صممت من أجل مهارات طبية تدريبية؛ و "المحاكيات" ، عبارة عن أدوات لإكتساب المهارات الطبية، و الجراحية و ممارسة العناية الحرجة. و تشمل العارضات الالكترونية، و الأجهزة التدريبية الجراحية، و المدرب علي الخياطة الجراحية. إن النماذج البلاستيكية للحيوانات التي توضح تركيبها الداخلي ، تستخدم بشكل عام لتدريس الشكل الخارجي في العالم كله، و جثث الحيوانات الحقيقية يمكن أن يتم تشريحها و حفظها ، فعلي سبيل المثال باستخدام البلاستيناشن. في جراحة العظام في الإنسان وفي الطب البيطري، تستخدم العظام البلاستيكية بشكل كبير لتوضيح الكسور.


ويمكن استخدام المحاكيات البسيطة و الغير مكلفة لممارسة فعالة لإكتساب المهارات النفسحركية, و المهارات الإكلينيكية مثل التوازن بين العين و اليد، و كيفية تناول الأدوات الجراحية و كيفية آداء الخياطة الجراحية. إن محاكيات الجلد و الأعضاء المجوفة ،و محاكيات توصيل الأمعاء، مدربو الجراحة الدقيقة, و أشياء أخري كلها قد تم صنعها من البلاستيك المجهز بشكل خاص أو المطاط ليحاكي بواقعية الأنسجة أو العضو المطلوب.
إن الحالات المرضية (الباثولوجية) مثل الحويصلات يمكن إدراجها في محاكيات محددة لممارسة إستئصالها. حتي الاطار الداخلي للدراجة لسهولة الحصول عليه فإنه يستخدم أحيانا كجهاز مناسب للتدريب العملي لإكتساب المهارات الأساسية.

المحاكيات الديناميكية:

إن استخدام محاكي جراحي واحد للتدريب الجراحي بأقل إمكانية للتدخل الإجتياحي يمكنه أن يلائم أعضاء الحيوان المأخوذة بشكل أخلاقي، التي تدرس ويتم التدريب عليها. و هناك شيء آخر, تحت الإنشاء، يوظف الأجزاء المأخوذة من جثث الإنسان بشكل أخلاقي، أو جزء من ذلك لتقديم بديل حقيقي للجراحة الحية.



إن الأوردة و الشرايين تملأ ديناميكيا بسائل ملون عن طريق مضخات تم تصميمها لذلك . وهذا أيضا يعطي ضغط النبض الذي يمكن أن يصل إلي الأوعية، و بذلك تحاكي التفرع الوعائي, بشكل أقرب للحقيقة، من خلال نظام مغلق. التشريح ومجموعة من الجراحات و الجراحات الدقيقة مثل التخييط الوعائي، و التوصيل و التجديد ، و تطبيقات تمدد دبوس الأوعية الدموية، و الاستئصال الطبي داخل النسيج الحشوي، و كيفية التعامل مع النزيف ، و إجراءات االمناظير يمكن أن يتم تنفيذها كلها. لذا فالجراحة يمكن أن تمارس، و تطبق تلك التقنية علي جثث كلا من الإنسان و الحيوان.

هناك محاكيات أخري تشمل الجهاز المصنوع من قبل المعلمين ليوضح عمليات ديناميكية مثل فسيويوجيا الدورة الدموية. إن هذه المحكيات يمكن أن تتم بسهولة باستخدام مصادر معملية أساسية مثل المضخات، و الأنابيب، و الصمامات و السوائل الملونة؛ و يمكن أن يكون هناك محاكي ذا دائرة كهربية لتوضيح العمليات الفسيولوجية العصبية.

التدريب العملي:

تستخدم المانيكان المماثلة للمرضي الآدميين في بعض الدول لتدريب الطلاب و المحترفين علي المهارات الطبية و الإجراءات، بالإضافة إلي عناية الحالات الحرجة. إن المانيكانات الأكثر تقدماً يكون لها جلد صناعي، و عظام و أعضاء، و تشمل أحيانا قلوب نابضة، و سوائل صناعية تحاكي الدم و الصفراء. و الطبيعة التشريحية الصحيحة للأعضاء يمكن أن تكون مشتقة من تقنيات مسحية متقدمة ومصاغة بدقة عن طريق مهندسين. بعض المانيكانات تكون الكترونية، لتمثل حالات الطواريء الفورية و السماح بالمراقبة الفورية لمعرفة مدي نجاح المتعلم في أدائه أو أدائها في الحالات الحرجة أو الجراحة. لذا فيمكن للجراحين أن يتعلموا في بيئة عديمة الخطورة علي المرضي، وأيضا فالمراقبة يمكن أن تستخدم لتضمن التوازن و الانتظام في التدريب. و مثل كل البدائل المماثلة فهي تستخدم إمكانياتها الكاملةلإجادة مهارة محددة، و ليس فقط التعرض لها، و سوف يكتسب الطلاب المهارات العملية و العقلية و العاطفية المطلوبة خلال الحالات الطبية للمواقف الواقعية في الحياة. تلك المهارات يمكن أن تتحسن إلي أقصي درجة.


المانيكانات الحيوانية يمكن أن تسهل التدريب علي كيفية التعامل مع الحيوان، و أخذ عينات الدم، و تركيب أنابيب، و عملية البذل في الصدر و تقنيات CPR ، و أشياء أخري. فالعارضات المختلفة لديها درجات متفاوته في الواقعية التشريحية و الفسيولوجية. هناك بعض الإجراءات التي تمثل تحديا مثل عمل قسطرة للجهاز البولي في أنثي الكلاب. هنا فإن وجود مانيكان صحيح سوف يسمح للطالب بأن يتبع الأفكار المرئية و الملموسة لإتقان هذه التقنية. فالإجراءات التي تتطلب تقنيات و الإجراءات التي تشكل خطر أو ضغوط علي الحيوان يمكن أن يتفوق فيها الطلاب بدون حيوانات حية، و حالات العناية المركزة التي يتم فحصها قبل الكشف السريري تعطي ثقة و جدارة. ان الخبرة في التعامل مع التغير الفردي في الحيوانات يمكن أن يتم تحقيقها عن طريق استخدام مجموعة من العارضات، و الممارسة علي الجثث المأخوذة من مصادر أخلاقية ثم العمل الطبي مع المرضي من الحيوانات.

العارضات و المحاكيات تقدم تدريب مثمر و عملي و أخلاقي. إنها تعطي حرية أكثر للطلاب للممارسة تبعا لمعدلاتهم الخاصة، و أن يتعلموا عن طريق التجربة و الخطأ، و أن يكرروا الإجراءات، بدون التكلفة العالية للحيوانات. فبعض المحاكيات يمكن أن تستخدم عن طريق الطلاب في بيئة منزلية بالإضافة إلي المعامل، مما يزيد عمليا من مصادر الكلية. إن الوقت و الإمكانيات التي أستخدمت من قبل في إعداد معامل الحيوانات لممارسة المهارات الأساسية يمكن أن يعاد تخصيصها لتطوير و استخدام المحاكيات وفرص التعلم المتعلقة بالمرضي في الأماكن الطبية. و الأخير يشمل مهارات جراحية أكثر تعقيدا و تدريبات أخري و التي تطلب مرضي من الانسان و الحيوان.



محاكيات الكمبيوتر ذات الوسائط المتعددة
فأرة الكومبيوتر:

لقد أحدث ظهور و تطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر تغييرا كاملا في العلوم و المجتمع ككل. فالمعالجات ذات السرعة القصوي و البرامج القوية غيرت الطريقة التي يتم بها تجميع و معالجة البيانات، وكيفية تصميم و شرح العمليات البيولوجية و كذلك كيفية نقل المعرفة. ان الفرص المتعلقة بتطوير التكنولوجيا المعتمدة علي الكمبيوتر للمساهمة في حياة معرفية تعليمية نمت تصاعديا في العقد الأخير. فالانترنت، و الوسائط المتعددة، و البرامج المتاحة علي أقراص CD و أقراص DVD تلعب أدوارا قوية في جامعات عديدة، سواء التطبيقات في المعامل أو المحاضرات، و البحوث و المشاريع. فمن التشريح الافتراضي و التجارب في المعامل المجهزة بشكل جيد و التي يمكن أن يؤديها الطلاب علي الشاشة و وصولا إلي محاكاة حقيقة افتراضية كاملة لتقنية طبية بتسهيلات ملموسة، يمكننا القول بأن إمكانية التعلم باستخدام الكمبيوتر يحدها فقط الحدود التقنية و التخيلية.

بينما كانت محاكيات أجهزة الكمبيوتر الأولي لا تزيد عن كتب المدرسية علي قرص، فبرامج الوسائط المتعددة اليوم يمكن أن تشكل معمل افتراضي كامل، فالصور الفوتوغرافية ثلاثية الأبعاد، و مقاطع الفيديو، و المعلومات النصية حسنت بشكل ملحوظ جودة و عمق التعليم الذي تم إنتاجه عن طريق المعلمين حتي يصل الي الاهداف التعليمية المطلوبة لمنهج محدد. إن هذه الحزم البرمجية المصممة باحتراف يمكن أن تزيد من قدرة الطلاب علي تصور و فهم التركيب و الخطوات العملية للتجربة و تعلم استراتيجية حل المشاكل، و اكتساب مجموعة من المهارات الاخري.

تحسين دراسة التشريح:

في برنامج التشريح الإفتراضي و برامج التشريح الأخري يستطيع الطلاب الأداء خطوة بخطوة,
وبتكرار إذا لزم الأمر، ويمكنهم تعلم التشريح الوظيفي وهم يعملون خلال البرنامج. وتتنوع التسهيلات في البرامج المختلفة. فقد تشمل مكتبات لصور فوتوغرافية ملونة، بدأ من التشريح العياني إلي التشريح الدقيق، مع الفرصة لتكبير وتصغير الصور؛ مما يسمح بدراسة الشكل الخارجي بين الأنواع حتى يمكن مقارنتها بضغطة زر من الفأرة، مع التعليقات الصوتية أو الصناديق النصية التي تعطي معلومات توضيحية و أسئلة؛ تقدم أيضا هذه البرامج إمكانية تحديد عضو محدد أو جهاز ما أو إخفاؤه تدريجيا بالتحكم في درجة شفافيته في صورة مركبة. ان العمليات الفسيولوجية الحالية مثل الهضم أو تنشيط العضلات خلال تقنيات تغييرشكل الصور؛ و تدوير الأعضاء و الأجهزة الهيكلية ، و الرسوم المتحركة الحالية و الانتقال إلي أي جزء من أجزاء الجسم. هذه الفرص، الغير موجودة في المعامل الحقيقية و الموجودة عند الطلب و بسرعة عالية في المحاكاة، يمكن أن تعطي خبرة وفيرة و حسية و التي تسمح بتقدير أكثر و أشمل للتركيب و العلاقات التركيبية.

انه من الجدير ملاحظة أن مثل هذه المجالات الحديثة مثل علم الوراثة، و البيولوجيا الجزيئية و بيولوجيا الخلية، و علم الأعصاب تحوز علي وقت التعلم أكثر من المجالات التقليدية، و البرامج التعليمية ذات الوسائط المتعددة يمكن أيضاً أن تنعش و تجدد دراسة التشريح و تساعد علي المحافظة علي توازن مناسب فيما بين المجالات المختلفة أثناء تطورعلوم الحياة. وقد بدأ هذا بالفعل مع الرسوم ثنائية الأبعاد ذات درجة الوضوح العالية، مثل الأطلس الرقمي الإنساني المرئي، و المحاكيات التشريحية الحديثة. و بتوافرتقنيات التصوير الحديثة و إمكانية تطبيقها علي نطاق أوسع ، مثل الموجات فوق صوتية ثلاثية الأبعاد، و الرسم التشخيصي بأشعة اكس بواسطة الكمبيوتر ((CAT و تصوير الرنين المغناطيسي (MRI), سوف يصبح تصور التشريح و الفسيولوجيا، والتشخيص، و المحاكاة في الجراحة و الأداء الجراحي الفعلي، أكثر تحسناً. و يستخدم الخيال الواقعي (VR) بالفعل بعض من هذه التقنيات المتقدمة.



المعمل الإفتراضي:

ان البرامج التي تتضمن معمل تخيلي تقدم مجموعة من الأجهزة المرئية علي الشاشة و يمكن أن تقدم درجة عالية جدا من التفاعلية. و تقدم تلك البرامج محاكاة للتجهيزات الحيوانية التقليدية و التجارب في الفسيولوجيا، و علم الصيدلة و العناية الحرجة. وهذه المجالات تعير أنفسها للوسائط المتعددة بسبب الحاجة إلي ربط الأحداث المتعددة و المتزامنة، ولفهم التفاعل بين الظاهرات المعقدة و المرتبطة ببعضها.

تمنح المحاكيات مهام تدريبية موجهة مبنية علي المعرفة النظرية للطلاب. وقبل أن يستخدم الطلاب مثل هذه المحاكيات، يمكن أن يقدم الأساتذة عرضا لصفات البرنامج مستخدمين عارض للبيانات أمام كل الطلاب، للمساعدة علي تقديم أهداف تعليمية معينة. إن التمهيد في نظام المحاضرة لمساعدة الطلاب في تجاربهم الفردية أو الجماعية يمكن أن يكون مرغوباً من الطلاب. كما يجب أن يوجد توازن خلال التنافس الموجود في أداة تعليمية جديدة و بين معرفة الطلاب و مهاراتهم في تلك الفترة الزمنية و بذلك يتحسن التعليم.

إن المعامل الافتراضية تستفيض في شرح الاعدادات، و الأجهزة و الطرق الضرورية المتعلقة بالممارسة العملية. ثم يقوم الطلاب بتأدية التجارب بأنفسهم مع محاكاة لإستجابة الأنسجة لمؤثرات أو لعوامل دوائية كما كان سيحدث عند الممارسة علي الحيوان أو عند تطبيق سيناريو طبي ، مع مراقبة و تسجيل البيانات خلال راسمات الذبذبات علي الشاشة، و مسجلات الرسوم البيانية و أجهزة أخري. وهذا يمكن أن يكون في الوقت نفسه، أو يتم تنظيمه تبعا للحاجة. فالتجارب التي يؤديها الطلاب لإيجاد حلول لمشاكل معينة يمكن أن تستفيد من الفرصة للعمل بسرعة و بتكلفة أقل من مختبر حيواني تقليدي.

إن العوامل المختلفة في التجارب العملية، مثل الضغط و الحجم في فسيولجيا الجهاز الدوري الإفتراضي ، يمكن أن يتم تعديلها عن طريق المستخدمين لإيجاد مجموعة من البيانات للتحليل، و يمكن أن يوجد هناك خيارات لمستويات مختلفة من التعقيد خلال البرنامج الواحد. و يمنح المعلمون الطلاب درجة للتحكم تناسب الأهداف التعليمية.

و الحلول أنفسها يمكن أن تكون مشتقة من تجارب حيوانية سابقة لم تعد تؤدي حالياً، أو من خلال تصميم البرنامج، و يمكن أن تشمل متغيرات عشوائية لتحاكي المتغيرات البيولوجية و بالتالي تنتج نتائج متغيرة بين الطلاب. بعض المحاكيات تسمح بتوضيح مصطلحات معينة أو أداء مهام تكون غير أخلاقية ،و صعبة ، أو مستحيلة في الحقيقية، مثل تأثير تنفس تركيزات منخفضة من الأكسجين. ، و قياس السائل الشوكي، أو اعاداة استخدام التجهيزات.
.


تطبيقات الويب:

إن برامج الويب التي يصل إليها الطالب بسهولة يتم إيجاد فائدتها بشكل متزايد في تطور التعلم بواسطة الكمبيوتر (CAL)، و يمكن أن تعطي سهولة زائدة للتوصيل و الاستخدام خلال المعمل أو التعليم عن بعد. إن بعض البدائل و الدورات التدريبية متاحة بالفعل علي الانترنت. لكن الانترنت كوسط يمكن أن يستغل أكثر من ذلك لتعظيم الاستخدام المبدع و التأثير الايجابي لمثل هذه التكنولوجيا علي العملية التعليمية. فعلي سبيل المثال، مثل هذه البرامج يمكن أن تقدم تجارب علي الانترنت؛ حيث يستطيع الطلاب أن يعملوا في أي وقت و في أي مكان يختاروه، و يقوموا بإعادة الزيارة لمختبرهم علي الانترنت لمراجعة أو استكمال تجاربهم المخصصة. يمكن أيضا للمعلمين أن يراقبوا و يحللوا النتائج الفردية بسهولة أكثر. بالإضافة إلي خلق المادة التعليمية نفسها، فهذه الرؤية تتطلب من المعلمين و معاونيهم معرفة تطبيقات الويب و مهاراته التقنية لتصميم مواقع الويب و البرمجة من أجل أن تكون مفهومة. كما يتطلب ذلك أيضا أجهزة كمبيوتر كافية و برامج.

وعند تصميم المقررات ، يحلل المعلمون المصادر التعليمية الموجودة، و يخلقوا مصادر أخري بأنفسهم، و بعد ذلك يدمجوا المكونات المختلفة لتحقيق أهدافهم التعليمية المختارة.
مفهوم واحد يتم ملاحظته في مقدمة التصميم لتطبيقات الويب للأغراض التعليمية وهو اشتراك هذه المكونات التصميمية، أو النماذج التعليمية. إن وجود برنامج إفتراضي لجهاز معملي تم صياغته بطريقة جيدة من خلال بدائل يعتبر مثال لنموذج تعليمي يمكن إستفادة معلمون أخرون منه في تصميم بدائل جديدة. و معظم تصميمات البرامج الحالية لا تسمح للمكونات الفردية للبرامج أن تكون موضوعة في خارج سياق البرنامج. إن فهم النماذج التعليمية التي كانت سابقا مسموح استخدامها فقط خلال برامج معينة و اثبات إن البرامج الجديدة تم تصميمها بالمحتوي كنماذج تعليمية قابلة للاستخدام مرة ثانية، يمكن أن يعطي المعلمين مصادر أخري لمقررات إليكترونية لكي يختاروا منها. إن وجود مثل هذا المفهوم كوسيلة سهلة مساعدة يمكن تبادلها يمكن أن يتم تحقيقه عن طريق قاعدة بيانات متوفرة علي الانترنت، حيث يقوم المستخدمون بالمساهمة وأخذ عناصر فردية من البرامج. و يمكن أيضا أن يتم تقديم البرامج المجانية. فاشتراك هذه المصادر هو مهمة ديمقراطية ستدعم عملية التدريب الجيد و تصميم البرامج: و مطورو البرامج أصبحوا قادرين علي اعادة استخدام النماذج التعليمية و يمكنهم أن يتجنبوا تكرار العمل التصميمي الذي تم تأديته بالفعل، وهذا يعطيعهم حرية أكبر للتركيز علي قوة تصميمهم الخاص و متطلبات المكان، و بذلك يزيد من امكانية الممارسة الجيدة في تصميم و توصيل المقرر الدراسي.

التصميم و الدعم:

يمكن للطلاب عن طريق استخدام البرامج أن يديروا أنفسهم و أن يعملوا كل حسب سرعته. كما يمكنهم أن يكرروا جزء ما من البرنامج ، و تستخدم مادة الدعم الموضوعة عن طريق المعلمين أو المتاحة في البرامج نفسها حتي يقتنع الطلاب بأنهم قد فهموا إإجراءات التجارب و المبادئ التي تدرس لهم. إن المعرفة النظرية الكافية تعبتر القاعدة التي تبني عليها مهارات و معارف جديدة باستخدام البرامج. فالاسئلة و تعليقات التقييم الذاتية في البرامج، و فرص تقديم النتائج و الاستنتاجات ، و المعلم الذي يدعم و يراجع، يمكن أن يؤكد هذا.

إن مواد الدعم مثل كتب االتدريب للطلاب و كراسات المعلمين يمكن توفيرها عن طريق منتج البرامج, مما يشكل أداة مثالية لتطبيق فعال. و يستطيع المعلمون إنتاج المادة العلمية الأدبية المرافقة و الخاصة بهم.

إن التصميم الجيد للبرامج التعليمية يمكن إن يرفع الطلاب إلي مستويات فهم أعلي بالإضافة إلي تعميق هذا الفهم بشكل أفضل لموضوعات معينة تم طرحها. علاوة علي ذلك، يستطيع الطلاب ممارسة النواحي الأساسية و الهامة جدا من علوم الحياة بشكل فردي أو في مجموعات. و بشكل خاص فهذا يمكن أن يشجع الاكتشافات الذاتية، و خطط حل المشكلات و التي تدعم الإبداع و التفكير العلمي. و برسوخ الخبرة الذاتية لدي الطالب يعتبر هذا التعليم النشط مؤثر جدا. و بمحاكاة ظروف التجارب, يمكن أن تطبق تصميمات تلك التجارب.


إن تكامل الوسائط المختلقة و التصميمات ذات المستويات المتنوعة للخبرة التعليمية في برنامج واحد قد يعطي مساعدة تعليمية معقدة ذات حساسية عالية لمتطلبات المنهج العلمي و الطالب. و يتطلب التصور الفعال و تصميم البرامج تداخل و تعاون أكثر من عنصر فمثلا تعاون بين الفسيولوجيين ، و أخصائيي التربية، و مصمموا الرسوم و المبرمجين.
إن دخول الطالب في عملية انتاج برنامج جديد ، مثل اختبار اصدارات حديثة و عمل اقتراحات للتطوير يمكن أن يحسن من الإمكانية التعليمية و نوعية البرامج و يشرك الطلاب بصفة أساسية في المجال الدراسي.



إن الطبيعة الإبداعية للتطور التقني الجديد، مثل البرامج ذات الوسائط المتعددة قد تكون مثيرة للطلاب و المعلمون علي حد سواء. مما يضيف إلي الخبرة التعليمية و يعتبر جزء مهم من التدريب العام للمحترفين حيث تلعب مهارات الكمبيوتر دور كبير في ذلك. وعلي الرغم من هذا فالمحاكاة عن طريق الكمبيوتر يجب أن تكون دائماً منتهية بالتجربة العملية غير الضارة مع البشر الأحياء أو الحيوانات، و بذلك تحتفظ التكنولوجيا بكونها أداة قوية و ليس بديل للحقيقة.

الخيال الواقعي:

كل المحاكيات ، سواء كانت برامج الكمبيوتر أو النماذج البلاستيكية، هي نماذج افتراضية للحقيقة، لكن المصطلح "الخيال الواقعي" ( (VRيفهم بشكل عام علي أنه يشير إلي برامج تفاعلية متقدمة مع رسومات استثنائية ثلاثية الأبعاد أو الإنغماس في الطبيعة و هي التي تسمح بإكتساب المهارات النفسحركية و إجراء الخطوات بدرجة عالية من الخبرة الحسية. و يزيد الخيال الواقعي بشكل مثير من فرص التفاعل المباشر مع نموذج ديناميكي من الحقيقة، خلال السطح البيئي للكمبيوتر.

لقد مر وقت طويل حتي أواخر التسعينات إلي أن أصبحت المتطلبات المعالجية لمحاكيات الخيال الواقعي الفورية متاحة علي الحاسبات الشخصية، لذا فهذا المجال حديث جداً و يشمل تقنيات متقدمة. لقد استخدمت محاكيات الخيال الواقعي في مجالات أخري مثل محاكاة الطيران و التدريب علي إدارة الكوارث نتيجة لأهمية التدريب الإعدادي الفعال جدا لمثل هذه السيناريوهات الخطيرة جداً و نتيجة للقيود العملية و الأخلاقية الواضحة علي التجربة الواقعية. إن تبني محاكيات الخيال الواقعي في المهن الطبية يقاد بنفس المخاوف حول أهمية التدريب بواسطة خبير, و تطور تقنيات تشخيصية و علاجية قليلة التدخل الإجتياحي. مثل هذه التقنيات لها طبيعة تخيلية متطورة و تستخدم المناظير الجيدة النوع، كما تستخدم تصوير الفيديو المحسن الكترونياً، و أدوات جديدة؛ و يمكن أن تشمل تقنيات موجهة المهارات, و ستكون كلها مدروسة بعناية لمحاكاة الخيال الواقعي.

حاليا، تستخدم محاكيات الخيال الواقعي في الكليات الطبية، فالتطبيقات تكون مخصصة بشكل رئيسي لتخيل الجسم و تحليل البيانات في الممارسة الطبية و البحث، و لتعلم المهارات الجديدة للمستوي التدريبي و الاحترافي، و للمحافظة علي المهارات من قبل الاختصاصيين الجراحين.
إن الاهتمامات بمحاكيات الخيال الواقعي في التعليم الطبي البيطري حاليا يعتبر أقل درجة. و هناك أموال قليلة نسبيا تستثمر في تحسين التعليم البيطري. و بالرغم من التمويل غير الكافي، و طبيعة المصادر المكثفة لمحاكيات الخيال الواقعي، فقد تمكن علماء الكمبيوتر بالتعاون من عدد صغير من الكليات البيطرية من تطوير محاكيات الخيال الواقعي مثل فحص مبيض الفرس و استكشاف علم التشريح في الكلاب5.

إن محاكيات الخيال الواقعي سيتم تطبيقها علي نحو متزايد في مجال الطب البشري و في الطب البيطري وهذا لضرورة توافر مهارات بعينها في الخريجيين. إن التطور الحديث في التكنولوجيا إنعكس بدوره في البيئة التعليمية و أصبحت متكيفة لتحقق للطلاب أهداف تعليمية معينة. هذه المطالب سوف تشمل تخيلات محسنة للتركيب التشريحي و العمليات الفسيولوجية و العقاقيرية ، بالإضافة إلي المهارات الطبية. و كلما تطور الخيال الواقعي أصبح من الممكن استخدامه أيضا في التجارب الأكثر تعقيداً في البيئة الإفتراضية لتحسين المحاكيات المتاحة بالفعل للطلاب و مضيفةً إلي القوة الدافعة للاستبدال في شتي المجالات.


مهارات التدريب باستخدام الخيال الواقعي:

تعد محاكيات الخيال الواقعي مفيدة للتدريب علي مناظير الأوعية و مناظير الجهاز الهضمي ، و ذلك من خلال استخدام مريض إفتراضي. فصور المريض يمكن أن يتم خلقها باستخدام التكنولوجيا مثل استخدام مسح الأشعة المقطعية (CAT) و رسوم الكمبيوتر المتطورة. و يتم تقديم سيناريوهات و مشاكل طبية مختلفة بطريقة الخيال لإفتراضي. و يمارس المتعلم عن طريق الإمساك بعصا، والتي تمثل أداة مثل ابرة أو مشرط، و يؤدي العمل المطلوب أمام الشاشة التي تصور التشريح و تتبع حركة الآلة في فورية. كما يمكن أن تعطي السماعات وجهة نظر تجسيمية ولكن هناك العديد من الطرق الأخري للدخول في البيئة التخيلية، تشمل وضع المتدرب في حجرة مكعبة، و تسليط صور علي كل حائط تماثل بفاعلية حركات المتدرب.
من الممكن اختيار مجموعة مختلفة من المشاهد الحية. فمثلا انسجة معينة يمكن أن تتلاشي تدريجياً حتى أنه يمكن خلق إدراك متزايد و حساسية تجاه معالم تشريحية بذاتها، مما يدعم إتمام الإجراء بنجاح. بالإضافة إلي التغذية المرتجعة البصرية، فإن حاسة اللمس باستخدام الكمبيوتر و التي تعرف باسم haptics –يمكن محاكاتها في محاكيات الخيال الواقعي و التي تلعب دور كبير و متزايد. فالقفازات المصممة بطريقة خاصة و محملة بالبيانات يمكن استخدامها لتبين مقاومة عند إستخدام منظار أو إبرة تتفاعل مع جسد المريض الإفتراضي. هذه الردود القوية تعني أن اللفة و الدرجة و الانحراف يمكن ان يتم شعورهم بشكل واضح، و أن تلك التقنيات الصعبة مثل إدخال إبرة في وريد، و مناورة إدخال قسطرة في الشرايين التاجية، أو التنقل في منحنيات القولون، يمكن أن تتم ممارسته و تحسينه. و ردود فعل أخري يمكن ان تشمل "تعليقات" من المريض الإفتراضي مثل تعبير المضايقة أو الألم – أو دليل بصري علي الشاشة مثل الكدم أو النزف. و هناك عوامل مختلفة يمكن أن يتم قياسها أو تحليلها بعد ذلك لتعليقات مفصلة علي الأداء.

إن محاكيات الواقع الإفتراضي تلائم و تحسن مقررات التعليم المبني علي المشكلة (PBL) وذلك من خلال التسهيلات الكبيرة التي يمكن أن تقدمها لفحص الحالات الطبية. إن البحث في تطبيق ما سبق في الممارسات الأكلينيكية مازال مستمرا. و المحاكيات المبنية علي الويب تستخدم ( لغة الخيال الواقعي النمذجية) (VRML) للتدريب علي مهارات طبية مختارة، مثل ممارسة القسطرة، و لكن طبيعتها ليست عميقة كمحاكيات الواقع الإفتراضي الكاملة.

الجراحة الإفتراضية و الإنسان الالي:

لما كان تطور تقنيات المسح الضوئي و التصوير، يتحسن في الجودة و السرعة و درجة التطبيق، فإن بيانات المريض الحقيقيي يمكن أن تدخل أكثر إلي بيئة الخيال الواقعي. وسوف تتحسن الرؤية بالنيسبة للجراحين. عن طريق الجراحون يمكن أن يتحسن ،و الإجراءات الطبية المختصة بمريض معين حقيقي يمكن تأديتها افتراضياً في البداية مسبقا. و في الحالة الحقيقة يمكن إستخدام المناظير، و بمرور الوقت ربما استخدم رجال آليون كأدوات جراحية. إن خبرة الطلاب في الخيال الواقعي في الجامعة و خبرة الجراحين في تدريبهم للأحتراف سوف يساعد علي إعدادهم لإجراء المناظير وكذلك إجراء بعض أساليب الخيال الواقعي لإجراء مناظير. فالتقنية نفسها "تخيلية" في طبيعتها ، و تمتلك تفاعل عن بعد و الرؤية خلال الشاشات.

نفس الشيء صحيح بالنسبة للجراحة الآلية.فهذا يمكن أن يوسع و يحسن الأداء الانساني و يصل إلي أجزاء من الجسم يصعب الوصول اليها تقليدياً. و قد حدثت بالفعل جراحة قلبية قليلة التدخل باستخدام الإنسان الآلي. فالأذرع الآلية و الأجهزة يمكنها أن تقطع و تلحم الشرايين، مما يجعل الخياطات و العقد مربوطة في مستوي دقيق(مجهري)، حيث يقلد الإنسان الآلي حركات الجراح التي يمكن أن يقوم بها في المستوي العيني. – و لكن بدون أن يهتز. وهذه الحساسية الميكانيكية الكبيرة ، والمهارة و الدقة التجميلية، و تفريغ الطبيب الجراح للمهام العقلية، يمكن أن يصبح أكثر إيجابية للمريض.


إن الخيال الواقعي أيضاً سيتم تطبيقه في المستقبل علي المدي البعيد مثل الاختبارات الطبية لمريض، حيث يكون الوجود الطبيعي لفريق طبي محدود أو مستحيل. و سوف تسمح البيئات الافتراضية للشبكات بالإشتراك و تبادل الخبرات، و المصادر البشرية يمكن أن يتم دمجها و عرضها باستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة و الاتصالات و بما فيها القمر الصناعي، وذلك من أجل الحصول علي إستجابات فعالة لحالات الطوارئ الطبية. إن التطبيق المباشر و المرجح هو الإستشارة ، و لكن الجراحة عن بعد هي امكانية حقيقية.

أنسجة و جثث الحيوانات المأخوذة بشكل أخلاقي

إن دراسة التشريح لم تكن لتكتمل لكثير من طلاب علم الحيوان و الأطباء البيطريين المستقبليين بدون درجة معينة من الخبرة العملية مع الحيوانات و أنسجة تلك الحيوانات. و كذلك الجراحة، فالتدريب وحده لم يكن ليكفي لو لم توجد الخبرة مع الأنسجة الحقيقية و المهارات التدريبية المتعلقة. فالبدائل الأخلاقية لقتل و إيذاء الحيوانات موجودة بالطبع لتحقيق تلك المتطلبات. وبالتحديد استخدام جثث و أنسجة الحيوانات المأخوذة بشكل أخلاقي.

إن التعبير "من مصدر أخلاقي" في خلال هذا السياق يشير إلي جثث أنسجة الحيوانات التي نحصل عليها عن طريق الحيوانات التي ماتت طبيعياً أو في حوادث، أو التي تم قتلها بطريقة رحيمة نتيجة لمرض نهائي طبيعي أو جرح خطير غير قابل للشفاء.
إن الحيوانات التي يتم قتلها أو إيذائها للإمداد بجثث و أنسجة لا تعتبر مأخوذة بشكل أخلاقي، و لا الجثث المأخوذة من الأماكن التي يعتبر فيها الإيذاء و القتل شيء عادي، علاوة علي ذلك، فإن خلق أو دعم سوق لأستخدام الحيوان لهذه الأغراض لا يعتبر أخلاقياً.

إن استعمال الجثث المأخوذة بشكل أخلافي ليس طريقاً جديداً، فهو ممارسة تقليدية خلال الطب البشري. إن امتلاك الجثث البشرية التي يتم التبرع بها بعد الموافقة لا تكون كافية دائماً في المستويات المختلفة من التبرع، و لكن بالرغم من ذلك فبرامج التبرع الإرادي بالجثة و الآليات الأخري توفي بعض الاحتياجات الطبية للطلاب لدراسة التشريح. إن المصادر الأخلاقية للحصول علي جثث الحيوانات لابد ألا تكن مختلفة عن ذلك, و أكثر سهولة فعلياً من الجثث البشرية.

الاستبدال

إن تشريح الجثث المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن إن يحل محل تشريح الحيوانات المقتولة في التشريح العملي للطلاب الذين يحتاجون أصلا ً إلي المهارات التشريحية في عملهم. مثل هذا التشريح يمكن أن يتمم الوسائط المتعددة و غيرها من البدائل كما يمكن للطلاب أن يحققوا تقدم عن طريق اكتساب مهارات أساسية من استخدام النماذج، و العارضات ,و المحاكيات. (علي سبيل المثال، عندما يحتاج الجراحين أن يتمرنوا علي أساليب جديدة) و تعتبر الجثث أيضاً من الأدوات الجراحية الممتازة لإكتساب المهارات الطبية. و لأنها مصدر ثمين فلا يجب استخدامها في التدريب علي المهارات التقليدية، و لكن للمرحلة المتقدمة من التدريب فإنها تكون أداة جيدة لكسب تقدير " للإحساس" بنسيج حقيقي، و لتعلم تقنيات مثل هتك الأنسجة ، و الجراحة التشريحية و إغلاق الجرح. و الأعضاء المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن أيضاً أن تستخدم للتدريب علي التقنيات الجراحية مثل الوصلة المعوية ، والأعضاء أو كل الجثث يمكن أن يتم حقنها في المحاكيات حتى تعطي فرص لممارسة إجراءات مختلفة و استخدام أدوات جراحية خاصة.

إذاً فيمكن استخدام الجثث و الأنسجة المأخوذة بشكل أخلاقي لتطوير و تحفيز مهارات الطلاب لمستوي كافي من الاعداد لعمل تدريبي علي مرضي أحياء. فالدراسات المنشورة أثبتت أن الطلاب الذين يستخدمون الجثث في التدريب الجراحي هم علي الأقل في نفس مستوي الكفاءة مع من يستخدمون الحيوانات الحية، و الطلاب الذين يمتلكون جثث مأخوذة بشكل أخلاقي هي أيضاً ذات تأثير إيجابي جداً علي الخبرة التعليمية.


ويمكن أيضاً أن يتم استخدام انسجة الحيوانات الطازجة خلال بعض عمليات الكيمياء الحيوية، و علم العقاقير، و الفسيولوجي العملي، و في هذه المواقف عندما لا تعتبر الوسائط المتعددة أداة مناسبة , فإن الأنسجة المتبقية من العمليات النافعة علي مرضي الحيوانات، و التي لا تكون هناك حاجة إليها لمنفعة حيوانات أخري، يمكن إن تكون مناسبة للممارسة في هذه المجالات.
عندما تنص اتفاقية علي إن أعضاء معينة من فصائل محددة تستخدم في التجارب أو الإجراءات، إذاً فنفس الأنسجة يمكن أن يتم الحصول عليها بشكل أخلاقي لتحويل التجربة إلي بديل. فمثلا لو أن الحصول علي لفائفي من خنزير غينيا أو الصائم من الأرنب كان مستحيلا، إذا فالبديل الذي يستخدم أنسجة حقيقية يمكن أن يظل متاح: إذ أنه من الممكن إجراء التجربة بأقل تكيف باستخدام لفائفي أو صائم من حيوانات ذات منشأ أخلاقي.


برامج التبرع بالجسم:

تعد مستشفيات التعليم البيطرية و العيادات البيطرية الخاصة أكثر المصادر العملية للحصول علي جثث الحيوانات. فالجثث المأخوذة بشكل أخلاقي يمكن أن يتم الحصول عليها عن طريق "برامج التبرع بالجسم"، حيث يجمع زبائن العيادات علي التبرع بجثث حيواناتهم الشخصية من أجل التعليم، وذلك بعد الموت الطبيعي للحيوان أو قتلها بسبب شكواها مرضاً بطريقة خالية من الألم. هناك أيضا بعض البرامج مثل الجسم التي تم التوصية عليه و برنامج تبرع العميل أو و برامج التعلم التذكاري. إن هذه البرامج أثبتت كفائتها و قدرتها علي الأستمرارية في إمداد الجثث في عدد من الجامعات و ذلك لمواجهة الأحتياج للتدريب الجراحي و التشريحي, و التي يجب أن يتم استكشافها عن طريق كل الادارات التي تحتاج فعلاً إلي الجثث للتعليم (ارجع إلي ما قاله كومار في هذا الكتاب)

إن برامج التبرع بالجسم تعطي مثال ممتاز للحلول متعددة المنفعة التي يمكن أن تقدمها البدائل. ومع الكثير من جثث الحيوانات التي يتم التخلص منها أو حرقها ، فهذه البرامج تستفيد من المصادر الموجودة و المهملة ، وذلك يوفر الطاقة ، والمال ،و الاكثر أهمية هو حياة الحيوان عن طريق الاستبدال المباشر لقتل الحيوانات. إن توافر التاريخ الطبي للحيوان يضمن جثث خالية من المرض، و إتاحة الفرص لمشاهدة الحالات المرضية بالاضافة إلي التشريح الطبيعي. و سيكون الطلاب سعداء لأن القتل لن يكون مطلوباً.
ولن تكون هناك حاجة إلي الاعتراض الضميري، و ستتحسن البيئة التعليمية كنتيجة لذلك. و يمكن أن تعرض المهنة شفقة و تعاطف، و تبني ثقة مع العامة، عن طريق إظهار الاحترام للروابط الانسانية الحيوانية و الالتزام بالتعليم الأخلاقي. وثمة فرص يتم تقديمها لأصحاب الحيوانات لكي يخففوا بعض من حزنهم وهي أن يصبحوا قادرين علي مساعدة الأطباء البيطريين المستقبليين و بالتالي مساعدة الحيوانات الأخري. و يمكن للعامة أن يعرفوا الحاجة للجثث و الأنسجة خلال التعليم و البحث- طالما أن المهنة تستطيع أن توضح أنها سوف تحترم الحيوان و تستخدم أجسام الحيوانات المرافقة السابقة التي اؤتمنوا عليها.

إنها منافسة إيجابية للجامعات لعمل ارتباطات صحيحة بين الأقسام أو مع العيادات المستقلة، و حتى يبنوا بنية تحتية مستمرة من أجل استعمال مصادر الجثث عملياً. و بالرغم من ذلك، فالهياكل التنظيمية المؤقتة، ربما بتدخل الطالب، تستحق الاعداد من أجل بدء عملية تحديد المصادر الأخلاقية، و نمو و تنقية البرامج التي يمكن أن تحدث علي مر الزمن. إن الزيادة في عدد برامج المتبرعين بالجسم – كمثال في الولايات المتحدة الأمريكية – هي وصية للحس العام لبيان الإستخدام الجيد للمصادر المهدرة.




بنوك الأنسجة الحيوانية:

إن بنوك الأنسجة الحيوانية المركزية للمواد ذات المصادر الأخلاقية يمكن أيضاً أن يتم إعدادها في أقاليم البلدان لتوفير تشكيلة أوسع من أنسجة الحيوانات (والجثث)، و حتى يتم دعم مصادر أخلاقية ثابتة و موثوق فيها أكثر للتعليم. إن التجميع و الاستخدام المباشر للأنسجة الطازجة سوف يكون أيضاً ممكناً لو أن عمليات الامتلاك و التوزيع كانت بمستوي عالي. فالدم الحيواني من الحيوانات المرافقة السليمة المتطوعة، و الذي يتم تخزينه للإستعمال الطبي في إنقاذ الحياة و في عدد متزايد من الأغراض العلاجية الأخري، كما يمكن أن يستخدم أيضاً في التعليم كبديل للدم الذي يتم أخذه من الحيوانات المعملية. فالاستثمار و الدعاية و الإعلان عن بنوك الدم الحيوانية الموجودة، بالاضافة إلي دعم المشروعات الجديدة، سوف يوفير دعم كافي للاستخدامات الطبية و التعليمية، فبنوك الدم الحيوانية يمكن أن يتم ربطها بشدة بشبكات جديدة من بنوك الأنسجة الحيوانية.

إن الدروس المستفادة من إنشاء بنوك الأنسجة البشرية، مثل الشبكة الأوروبية الحديثة، يمكن أن يتم تطبيقها علي بنوك الأنسجة الحيوانية عندما يتم إنشاءها. فالأولي تسمح بالإستخدام الأخلاقي و الآمن والمسيطر للنفايات الجراحية الانسانية و الأجزاء الناتجة بعد الوفاة و الأنسجة التي لا تستخدم في زرع الأعضاء بأن تستخدم في البحث والتجارب الطبية الحيوانية. بالرغم من أن التبرع بأنسجة البشر واستخدامها كبديل عن أنسجة الحيوانات التي تقتل لإجراء البحوث و التجارب ما يزال يتطلب تبني واسع إلا أنه يعتبر مناسب للتعليم البيطري و البشري.

إن الطلاب أنفسهم قد يوافقوا علي التبرع بدمهم الخاص للاستخدام العملي. إن استخدام الدم الإنساني أو الحيواني لا بد أن يتفق مع التعليمات الأخلاقية، و الطبية الآمنة بالطبع. في كثير من الدول يتم التحكم في نقل الجثث و الأنسجة عن طريق القانون الصحي و الآمن. فالوعي بالتعليمات ضروري، و التحديات للقيود العملية الغير ملائمة يمكن أن تكون مطلوبة.

مصادر الإمداد الأخري:

تستقبل أقسام علم الأمراض بالجامعة جثث الحيوانات باستمرار. الحيوانات الكبيرة و الصغيرة يتم تشريحها و استخدامها لتدريس علم الأمراض، ويعرف العامة بأنهم يجلبون الحيوانات البرية الميتة أحياناً. و بتعاون متزايد بين أقسام علم الأمراض، و علم التشريح، و الجراحة، يمكن أن تستخدم جثث الحيوانات المريضة بانتشار أكثر للأغراض التعليمية. فعلي سبيل المثال أجزاء من الحيوانات مثل الأطراف التي يمكن ألا تستخدم في التدريس في علم الأمراض يمكن أن تستخدم في علم التشريح، و الجراحة و بعض المهارات الطبية التدريبية.

وهناك بعض المصادر المحتملة للجثث و الأنسجة تشمل الحيوانات الميتة و الأسماك من حوادث التلوث (حيث لا توجد خطورة سامة)، و "قتل الحيوانات في الشوارع" التي تكون جثثها غير قابلة للاستخدام تماماً. إن المجموعات الطلابية ومجموعات حماية الطبيعية التي تساعد علي هجرة الضفدع السنوية في بعض البلاد سوف تكون قادرة علي أن تستخلص بعض المواد بهذه الطريقة.

الحدود و الحلول الوسيطة:

إن المثالين السابقين يثبتان الصعوبات الأخلاقية المحيطة ببعض مصادر الجثث، فهي حدود "أخلاقية" لأن موت الحيوانات لا يحدث إلا بسبب للتنمية الاقتصادية الغير ملائمة، و الإهمال الإجرامي في مجتمع يعتبر أن الإنسان هو غاية هذا الكون القصوي و يحترم بدرجة أقل حدود و حقوق الفصائل الأخري. و في مناسبات نادرة ، أو حيث تكون الفصائل النادرة مطلوبة للدراسة، فالحيوانات ذات المصادر الأخلاقية قد لا تكون سهلة المنال. بعض المصادر الغير مثالية مثل مربي الحيوانات، و تسهيلات البحث، و بعض الملاجئ الحيوانية، و المزارع، و المجازر و الأحداث الرياضية كمثال الأماكن التي يكون فيها الاستخدام السيئ ، و قتل و تسويق الحيوانات شيء نموذجي و قد يوفر ذلك لبعض الطلاب مساومة مقبولة، و لكن فقط عندما تكون الجثة أو النسيج مطلوب التخلص منها بشكل حقيقي و لا يساهم هذا المصدر بشيء لتستمر الممارسة الضارة . إن نفايات المجازر ربما تكون مقبولة، ولكن ليس كل الحيوان؛ فربما يتم قبول حيوانات مصابة بمرض عضال، أو كلب تم الحصول عليه من ملجأ تم قتله بطريقة رحيمة لشكواه مرضا ولكن ليس الكلب الذي تم قتله لصعوبة إعادته مكانه الأصلي . إن تحديد مصادر جثث و أنسجة الحيوانات لا بد أن يكون له الأولوية علي برامج التبرع بالجسد، حيث تتضح الأخلاق الإيجابية، و تطبق المصادر غير المثالية فقط في الحالات ذات الأهمية المطلقة. إن شركات الإمداد البيولوجي غالباً ما تحصل علي الحيوانات الصحيحة المقتولة و الغير مقبولة أخلاقياً دائماً.


الحفظ و التخزين:

القضية المهمة التالية التي من الضروري أن تناقش هي حفظ و تخزين الجثث. و بالتأكيد بعض الجثث ستكون جديدة و يمكن استخدامها مباشرة في خلال أيام قليلة. إن التخزين البارد في معامل التشريح أو الباثولوجي سوف يحفظ الجثة في حالة جيدة و يقلل من تحللها ذاتياً. و لكن إعادة استخدام الجثة، و تخزينها للاستعمال المستقبلي، سوف يتطلب ما هو أكثر من حجرة باردة. إن ضمان عدد كافي من الجثث لتكفي الاحتياجات التدريبية سيتطلب تخطيط دقيق و تخزين طويل المدى.

إن تجميد الجثث هو أحد الحلول. فالإعداد الجيد قبل التجميد، مثل تفريغ الدم، ثم التجميد المباشر عن طريق ازالة الفراء أو عن طريق السلخ، و الوصول سريعاً إلي المجمد، يمكن أن يساعد علي نجاح حفظ الأنسجة و يساعد علي ضمان الذوبان قبل الاستخدام. السوائل التحنيطية التي غالباً تحتوي علي الفورمالين السام و الملوث، كثيراً ما تستخدم أيضاً لتثبيت الجثث. و هناك مواد كيميائية عديدة مختلفة يمكن استخدامها لحفظ أنسجة مختلفة و للحصول علي نتائج نهائية مختلفة في التركيب و فترة طول العمر.

وهناك مجال لتنمية أكبر في تقنيات الحفظ، لكن التجفيف بالتجميد ، و إشباع السليكون " silyophilisation" و مجموعة من التقنيات كالبلاستيناشن يتم استخدامها بشكل متزايد لحفظ الجثث، و الأعضاء و الشرائح الرقيقة. في البلاستيناشن ، يتم استبدال المياه و الدهن في الجثث بالمركبات الكيميائية البلاستيكية القابلة للعلاج التي يتم تصليبها بعد ذلك، و الذي ينتج عنه نماذج حقيقية ذات قوام و تركيب ذو جودة عالية. مركبات البوليميرز الكيميائية المختلفة شاملة السليكون المطاط ، و بولستر الإيبوكسي تم اختيارها لانتاج نماذج متعددة المرونة و العتامة. و يمكن استخدام الصبغات لابراز تراكيب معينة. إن النماذج متينة و أكثر عملية في معالجتها أكثر من مثيلاتها المبللة في المعامل التقليدية. إن البلاستيناشن و عملية التجفيف بالتجميد تقدم أيضاً ميزة لبيئة أأمن و أقل سماً لمن هم مشتركون في حفظ العينات و اسستخدام النماذج في التدريس.

العمل الإكلينيكي مع الحيوانات المريضة و المتطوعة:

العمل الطبي مع الحيوانات المريضة و المتطوعين من المتوقع أن التدريب الطبي للطلاب سوف يضمن لهم الخبرة مع المرضي الحقيقيين، وكلما كانت الخبرة أكبر – في المستوي المناسب و الوقت المناسب – كلما كان التدريب أفضل. إن المستشفي و العيادة توفر بيئات تعليمية ممتازة لطلاب الطب من حيث المهارات الشخصية و الطبية، إلي فرص تعلم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء و الكثير. فالتعليم المبني علي المشكلة باستخدام الحالات الطبية، هو نهج تعليمي قوي و يتم تطبيقه بشكل متزايد علي مستوي العالم. فكلاهما يستبدل تجارب الحيوانات في تلك البلاد التي لا يزال يستخدم فيها الحيوان في التعليم الطبي الإنساني.


التدريب الواقعي:

الطلاب البيطريون يمكنهم اكتساب المهارات الطبية و الخبرة الجراحية عملياً خلال العمل المفيد أو الحيادي مع الحيوانات المريضة أو "المتطوعة". و هذا هو النموذج القياسي بالفعل لبعض الطلاب في أنحاء العالم، مع عادة العمل الطبي النفعي أكثر من التشريح لأغراض علمية. بالإضافة إلي استبدال استخدام الحيوانات المقتولة أو إستخدام الحيوانات المجهدة أو التي في مراحل نهائية قبل الوفاة. مثل هذا النظرة البديلة تشجع احترام و إعتبار الحيوان، و تشجع الطلاب لأن يكونوا علي دراية و مشاركة حقيقية في العملية الكاملة للعناية بالحيوان، من التشخيص إلي العناية و التحسن ما بعد الجراحة. المهارات الأخرى المهمة للمحترفين، مثل التجريب و التعامل مع البيئة الطبية و متطلباتها، و الإعجاب بالمرضي علي تنوعهم و الحالات الطبية، و مهارات الاتصال مع زملاء العمل و حراس الحيوانات، يمكن أيضاً أن يتم اكتسابه باستخدام تلك البدائل. العيادة في حد ذاتها يمكن أن توفر تدريب واقعي و مناسب جداً، و تسمح بتأهيل حقيقي.
إن استخدام الحيوانات المريضة, و التي يتم الإحتفاظ بها و المستخدمة بصورة متكررة للتدريب علي الإجراءات, ً و بالطبع استخدام الجراحات التجريبية و الجراحات التي تسبق الوفاة، لا تعلم شيء من هذا و تعمل ضد الأخلاق البيطرية و العناية بالحيوان و مداواته.

امتلاك المهارات:
الحيوانات المتطوعة كتلك التي تخص الطلاب و ترافقهم الذين تم تشجيعهم للمشاركة في تدريبات المهارات الطبية غير الانتهاكية و غير الضارة. إن المهارات العلاجية، و الفحوص البدنية، و أخذ عينات الدم و التضميد هي مثال للعمل الطبي الذي يتلاءم مع متطوعي الحيوانات.إن إستعمال الجوائز بدلاً من التخويف و العقاب ، و حق الحيوان في أن يمنع مشاركته في الحركة المخيفة أو غير المريحة ، يمكن أن يوفر بيئة أخلاقية و محترمة تماماً.

المهارات الطبية التدريبية الأخرى التي يمكن أن تضمن إجراءات انتهاكية يتم تبريرها عندما تؤدي كجزء من العمل الطبي النفعي علي الحيوانات المريضة. إن تعرض الحيوان المريض لأذي قليل يكون مقبولا أثناء إجراء طبي و / أو علاج فقط عندما يكون بأدني أذي ضروري لعمل ناجح مقصود في مداواة الحيوان. إن تدخل الطلاب في كل العمل الطبي يتطلب أن يمتلكوا المستوي المهاري المناسب لتلك الآداء. فالبدائل اللاحيوانية مثل النماذج ، و العارضات ، و المحاكيات يمكن أن تساعد الطلاب لتحقيق هذه الاجادة خلال ميدان المهارات الطبية ، و يمكن أن توفر محاكاة الكمبيوتر أيضاً الخبرة في إدارة الكوارث، و العناية الحرجة و الإجراءات المختلفة.
إن أمان و الحالة الجيدة للحيوان لا يجب أن تتعرض للخطر أبداً من قبل الطلاب، و لابد أن يكون هناك اشراف دائم عن طريق المدربين المؤهلين خلال أي عملية تعليمية تتضمن حيوانات حية.

إدارة الجروح، و إدخال الأنابيب في عضو أجوف، و الجراحة البسيطة أو المعقدة يمكن أيضاً أن يتم تعلمها بشكل أفضل و أخلاقي في العيادة مع مرضي حقيقيين. وهناك فرص عديدة لتعلم المهارات الجراحية بطرق لا تجنب فقط إيذاء الحيوان لكن أيضاً تساهم في تحسن حالته. مستشفيات التعليم البيطري و العيادات المستقلة البيطرية لديها تدفق مستمر من المرضي؛ مشاهدة الإجراءات، و الجراحة بمساعدة الطلاب، و أخيراً أداء الإجراءات الأساسية عن طريق الطلاب يمكن أن يساهم ليس فقط في تعليم فعال و مكافئ للطالب و استبدال الاستخدام السيئ للحيوان، ولكن ليدعم البيطريين أيضاً.

إن بعض من هذه البدائل بإمكانه تتبع العمل الإكلينيكي, و مع ذلك فهو يتضمن عمل إضافي للأطباء البيطريين ، من ناحية أخري، سوف أيضاً يضمن عمل إضافي للبيطريين، خصوصاً خلال إنشاء البرنامج. و لابد من حدوث تغيرات منهجية و تنظيمية في الجامعات من أجل زيادة التأكيد علي العمل الطبي مع الحيوانات المريضة. إن هذا يحدث بالفعل و مع ذلك فإن أكثر من نصف المستشفيات التعليمية الأمريكية عبارة عن عيادات للممارسة داخل المجتمع و تم إنشاءها لتمد الطلاب بالخبرة الطبية لعمل العناية الأساسية في المجتمع. عندما يكون هناك قصور في الوقت و الأشخاص، فإن تنمية الروابط بين الممارسات المستقلة يمكن أن توضع في الأولوية. فالكثير من الطلاب بالفعل يعملون كمساعدين في العيادات أثناء دراستهم و في العطلات من أجل أن يكتسبوا خبرة قيمة، و هذه الممارسة يجب أن تكون مسجلة في المدارس العامة حتى يستفيد جميع الطلاب.

تعقيم الملاجئ الحيوانية:

هناك فرص أخري مهمة للعمل مع الحيوانات يمكن أن تكتشف من أجل استبدال التجارب الحيوانية و لإمداد الطلاب بخبرة عملية أكبر. بشكل خاص الحيوانات في الملاجئ يمكن أن تستفيد من العناية البيطرية الأساسية المشرف عليها و من عمليات التعقيم التي يقوم بها الطلاب. إن التحدي هو بناء بنية تحتية و المحافظة علي إستمراريتها و التأكد من استفادة جميع الأطراف. و قد يختار الطلاب العمل مجانا و لكنهم سيحصلون علي خبرة قيمة في المقابل.

إن الاخصاء و إزالة المبيض للحيوان المرافق لصاحبه و للكلاب الضالة و القطط –اثنان من العمليات الأكثر شيوعاً التي سيواجهها خريج الطب البيطري – و هي إجراءات نموذجية يمكن أن يمارسها الطلاب في الملاجئ. كلاهما، بالطبع يتطلب كفاءة طلابية كافية و إشراف أولي. فالاخصاء هو عملية بسيطة جداً يمكن أن يتم تعلمها بسهولة، لكن إزالة المبيض تحتاج إلي ممارسة أكثر. كل الجامعات يجب أن توفر فرص للطلاب لإجراء إزالة المبيض، كمثال خلال برامج التعقيم. مثل هذه " الخدمة التعليمية" غالباً يتم تنظيمها من خلال التعاون بين الجامعات و مجموعات حماية الحيوان. إن تبني الحيوانات المعقمة أعلي من متوسط معدل التبني، و تخفيض في العدد المحتمل للحيوانات الضالة في المستقبل.


الإمكانيات المتزايدة :

إن قوة التعلم الكامنة في العيادات، خصوصاً في المستشفيات التعليمية، يمكن أن يتم تعظيمها بالسماح للطلاب من مختلف المجالات و المستويات أن يشاهدوا العمل الطبي علي المرضي، إما مباشرة أو مسجل، و يتم مشاهدته عن طريق مجموعات صغيرة أو يعرض علي شاشة لمجموعات كبيرة. و يستطيع المعلمون التحدث في الخطوات, المناسبة لمستوي معين من الطلاب, ليس فقط لعلم الجراحة، و لكن يمكن أن يتم توضيحها أيضاً لعلم التشريح، و علم وظائف الأعضاء، و علم الصيدلة و العناية الحرجة. و يمكن تعديل التسجيل لإنتاج فيديو أو بدائل ذات وسائط متعددة. و قد تستخدم علي سبيل المثال مواد من العيادة، شاملة البول ، والغائط ، و الدم ايضاً في تدريس علم الصيدلة، و علم الطفيليات و علم المناعة. إذاً فالإمكانية يمكن أن تمتد إلي ما هو أبعد من العيادة نفسها.

التجربة الذاتية للطالب:

إن كثير من الطلاب الدارسين لعلوم الحياة يعتبرون أن أهمية الجزء العملي مع الجسم الحي لا يمكن أن يكون مؤكداً أكثر من اللازم. فالفهم الفعال للعمليات الفسيولوجية، و ممارسة المهارات الطبية، يتطلب خبرة مع الجسم الحي. فالطالب الموافق هو خبير ممتاز في إجراء التجارب علي الحيوان ، و خبرة الطالب الذاتية من إجراء التجارب تمثل بديل إنساني غير عدواني. إن المشاركة القوية و الإشارة الذاتية لكل الممارسات التجريبية المعملية الشخصية قد تسهل عملية التذكر لتلك التجارب, بالإضافة إلي كونها ذات نوعية ممتعة و من ثم تكون ذات تأثير هام جداً من ناحية التعلم.


علم الأحياء و الطب البشري:

يستخدم التجريب الذاتي و المهارات الطبية مع الطلاب في معظم المعاهد كجزء من الممارسة العادية. فأخذ عينات الدم ، وقياسات ضغط الدم، و القسطرة الوريدية هي تعليم طبي تقليدي علي الطلاب. و يستخدم التدريب العملي الذاتي المشترك أجهزة معملية تقليدية ربما تشمل تحليل البول والدم قبل و بعد التدريب أو تناول مواد متنوعة. و هناك أجهزة لإجراء التجارب الذاتية و ملحق بها برامج تسمح بقياس أنشطة ال EEG و ال ECG و درجة حرارة الجلد أثناء الراحة و أثناء التمارين و في الحالات النشاط الذهني لقياس سرعة توصيل العصب و ال EMG لوظائف الرئة وللاختبارات الأخرى. ذلك يمكن أن يقدم خيار بين الدروس المبرمجة مسبقاً لإيضاح المبادئ الفسيولوجية الأساسية، و الفرص لخلق طبعات من الدروس المحلية. وتوجد أيضاً فرص لتجميع البيانات ( و ما يعقبها من تحليل) من القياسات الفسيولوجية أثناء الحالات الأكثر إفراطاً مثل جوالات ساحة الألعاب، باستخدام إستعمال تقنيةِ التلورمتري المرنة لقياس المسافات الطويلة.

لابد أن تتوافق التجارب الذاتية مع أعلي المستويات الأخلاقية بما في ذلك الرضا و حق التراجع, المراقبة بواسطة مدرس كفء و تجنب الخطر, الأذي, و الإحراج و عدم تحديد أسماء عند جمع البيانات إذا تطلب الأمر ذلك. إن لجان المراجعة الأخلاقية المحلية تحتاج عادة إلي تقييم التجارب مسبقا.

العلاقة بالنسبة للأطباء البيطريين:

الجسم الإنساني يُمْكِنُ أَنْ يُستَعملَ في كُلّ عُلومِ الحياةَ، بما في ذلك عِلْمِ الأحياء العامِّ والطبِّ البيطريِ. الطلاب البيطريون يَستفيدونَ من التجريبِ الذاتيِ، فالإنسان قد يمثل نموذج لحيوان غير إنساني. إن تدريب المهاراتِ السريريةِ المعيّنةِ مَع الطالب باعتباره أول مريض بدلا عن إستخدام الحيوان يُمْكِنُ أَنْ يُساعدَ على خَلْق بيئةَ التي أكثرُ باعثة على تَعَلّم المهاراتِ و بناء الثقة.
و لن يكون هناك إجهاد أو أذي للحيوان في تلك العمليةِ، و لَنْ يُواجه الطلاب هذه المشكلةِ الأخلاقيةِ؛ و سوف يتم التحكم في التدريب بصورة أفضل، و'المريض' يُمْكِنُ أَنْ يَرْدَّ على الإقتراحاتِ ويَعطي تعليقات. إنه يقدم الفرصةَ أيضاً لكي تَفْهمَ كيف تشْعرُ لو كنت مريضا.إن هذه التجربة يَفتقرإليها الطلاب البيطريون مقارنة بزملائِهم في الطبِّ البشري. بالطبع سوف يحتاج الطلاب أيضاً لتَعَلّم التقنياتِ على الحيواناتِ ذات العلاقةِ بالموضوع، لَكنَّهم سَيَكُونونَ مُسْتَعِدّون أفضل: فمثلا أَخْذ الدمِّ مِنْ أرنب و حصان إثنان مختلفان جداً, و لكن أَخْذ الدمِّ مِنْ طالب زميل تجربةُ في الوسطُ.

المختبرات خارج الجسم:

إن التقدم السريع و الأخذ بتقنية المعامل خارج الجسم في البحث العلمي أو في إجراء الإختبارات يستند إلي المميزات العلمية و الأخلاقية للأنسجة و زرع الخلية. إن الكلفة الأقل و معدل الفحص السريع لتقييم سمية عنصر ما و الثقة في النتائج و إمكانية تكرارها في المختبر الخارجي مرة أخري , يضاف علي ذلك الميزة الأخلاقية لعدم إستخدام الحيوان. إن التحول في الممارسة لابد أن يصاحبه تعود الطلاب علي هذه الطرق و علي الجزء العملي في خارج جسم الحيوان و يستطيع أن يقدم تلك الخبرة.

إن هناك تأكيد أعظم على عِلْمِ الصيدلة الخلويِ ودِراساتِ عِلْم وظائف الأعضاءِ، على سبيل المثال، يُمْكِنُ أَنْ يُساهمَ بشكل ملحوظ إلى إستبدال التجاربِ الحيوانيةِ. إن النسيج والخلايا الحيوانية التي تستخدم للعملِ خارج الجسمِ يُمْكِنُ الحصول عليها من مصدر أخلاقي، و هناك تطورات حديثة في بدائلِ الأمصال الغيرحيوانية و الأوساط المستخدمة لزرع الأنسجة serum free cell culture media الخالية من المصل مما يساعد في التَتغلّبُ على المشاكلِ الأخلاقيةِ الناتجة من إستعمال المصلِ الجنينيِ التقليديِ من الأبقار. علاوة على ذلك، ضمن فعاليات علم البيولوجي يتم استبدال الأنسجة الحيوانية مباشرة بمواد نباتية: لدِراسَة تنفسِ الخليةِ و نقل ألكتروناتِ، فعلى سبيل المثال , فإن الميتوكوندريا نستطيع أن نحصل عليها من نبات اللفتِ أو البطاطةِ أَو البنجرِ بدلاً مِنْ كبدِ الجرذِ 10. و علي هذا فإن باستخدام التحضيراتِ الحيوانيةِ المُنتجةِ بشكل أخلاقي، أَو باستخدام المواد النباتيةِ، يمكن إعتبار هذا التطبيق خارج الجسم أحد البدائل.




الدراسات الميدانية:

إن الطلاب ضمن حقولِ عِلْمِ الأحياء، عِلْم الحيوان , و علم الأخلاق وحتي عِلْم البيئة قَدْ يَجِدُوا أنفسهم في أغلب الأحيان في مواقف تطلب الدراسة علي الحيوان في بيئة معملية كنموذج للطبيعةِ، أَو عندما يحدث تفاعل مع الحيواناتِ في الحقلِ يضر بهم أَو بيئتِهم. لكن عِلْمَ الأحياء لَيسَ فقط تجريب، ولا دراستَه تَتطلّبُ أذى. فمُعظم المعرفةِ عن الحيواناتِ والطبيعةِ جاءتَ مِنْ الملاحظةِ والعمل الميداني الغير عدواني. هذا النمط لدِراسَة الحيوانات في بيئتهم الطبيعية يعتبر بديل مكافئ جداً للإستعمالِ الحيوانيِ الضارِّ الذي يُمْكِنُ أَنْ يُطوّرَ ويُستَكشفَ لكي يَستبدلَ بَعْض الإستعمالِ الحيوانيِ الضارِّ في المجالاتِ أعلاهِ.

تَعْرضُ مثل هذه الدروس الميدانية الفرصَ لدراسة الحيواناتَ التي تُظهرُ سلوكَ طبيعيَ بدلاً مِنْ السلوكِ المحدودِ أَو النمطيِ الذي يقدّمَ مِن قِبل الأفرادِ أَو المجموعاتِ المَعْزُولةِ في المختبرِ. و هذا يقدم تجربة غنية للطلاب للتعلم ، وتَدْعمُ تقديرَ الحيواناتِ كأفراد أحرار ، ضمن شبكة معقّدة وديناميكية مِنْ الحقائقِ البيئيّةِ والثقافيةِ والإجتماعيةِ.

المواقع والتأثير:

إن العمل الميداني المثالي يَجِبُ أَنْ يُساهمَ في حماية الإنسان و الحيوان، مباشرة أَو بشكل غير مباشر. و يَجِبُ أَلا يَتضمّنَ أذى، ويَجِبُ أَلا يُسبّبَ أي أَو أقل إضطرابَ علي قدر الإمكانَ. إن تَقييم إلى أية درجة قَدْ يَكُون أيّ نشاط عدواني ، وإختيارتُقليّلَ ذلك التأثيرِ، يَجِبُ أَنْ بالطبع أن يوضع في الإعتبار أثناء مراحلِ التصميمَ وتخطيط العمل الميداني. و يَعتمدُ التأثير على الموقعِ، النوع، الطريقة، والعديد مِنْ العواملِ الأخرى. فالمناطق البيئية الحساسة , والأنواع المعرَّضة للخطر يَجِبُ أَنْ يتم تفاديها مالم تكن هناك منافع هامّة لهما متوقّعة، و المعلمون يَجِبُ أَنْ يكونَ لديهم دراية بالتدريب الملائمُ لأي من الحيوانات أوالبيئة محل الدراسةِ. إن تقييم الطرق التي تم إختيارها يَجِبُ دائماً أَنْ يُؤَدَّى بعد ذلك لدَعْم التحليلِ الشاملِ للنَتائِجِ وللسَماح بتحسينِ التصميمِ في المستقبلِ.

إن الحقولُ والغابات تَعطي الفرصَ بشكل واضح للدروس الميدانية، والحشرات، الطيور والعديد مِنْ الحيواناتِ الأخرى يُمْكِنُ دراستها بسهولة بأدني إضطرابِ. إن حساسية المعلم و الطلاب تجاه الحيوانات و بيئتها يعود بفائدة علي كل من العمل الميدان و الحيوان. و بعض التقنيات مثل التحاليل السريعة والملاحظةَ أَو المراقبة مِنْ بعد يُمْكِنُ أَنْ يقلل من اٍلإضطرابَ.


البلدات والمُدن غنية أيضاً في الإمكانياتِ لدِراسَة الكائنات البرية أَو الشبه برية مِنْ الحيواناتِ المحليّةِ مثل الحمام ، الجرذان، الثعالب، وفي بَعْض البلدانِ الأبقارِ والقرودِ 11.إن الحشرات، و الكلاب والقطط المحلية، والحيوانات الضالّة يُمْكِنُ أَنْ تُشكّلَ جزءَ أيضاً من عمل الطالبِ الميداني، و أيضا الإنسان نفسه. إن عمل حمايةِ للحيوانات مثل مراكز تأهيل للحيوانات البريَّة، ملاجيء إنقاذَ لحيواناتِ المزارع، وملاجئَ للحيواناتِ الضالّةِ لحمايتها من القتل تمثل مواقعَ أخلاقيةَ بشكل أكبر؛ مما يعطي الفرصَ لدِراسَة نوعِ معيّنِ قَدْ لا يَكُون مقبول أخلاقيا أَو متوفر للدراسةِ عمليا في مكان آخر. إن حدائقُ الحيوانات ومواقعُ الأسرِ الدائمةِ الأخرى نادراً ما تعتبر بيئةِ طبيعيُة بما فيه الكفاية أَو تكون خالية مِنْ الأذى لتَبرير إستعمالِهم للعمل الميداني، و لكنهاْ قَدْ تستعمل لتَصوير المعاناة، وكيف أن الحيوانات يَجِبُ ألا أنْ تَبقي.


A



التفاعل الإنساني الحيواني:

يمك.ن دراسة التفاعل الإنساني الموجود حاليا مع الحيواناتَِ. إن دراسة الحيوانات قبل ، أثناء وبعد التفاعلِ قد ينتج عنه فائدة للحيوانات. - على سبيل المثال، دراسة سلوك الحمام في العشش في الأبراج ، أَو التفاعل الإجتماعي في مجتمعات القطط الضالة و التي يتم إزالة المبايض لها ويُقدّمَ لها طعاماً وإسكان - يُمْكِنُ إعتباره مادّةَ مثيرةَ للتحليلِ بالإضافة إلى المنافعِ المباشرةِ للحيواناتِ.

إن أحد التحديات التي تواجه العمل الميداني الذي يتضمن العلاقة بين الإنسان و الحيوان هو تصميم التجارب بحيث تتفاعل الحيوانات مع الإنسان على شروطِهم الخاصةِ. إن المعرفة الجيدة و الإحساس بسلوك الحيوان و التفاعل بين الفصائل المختلفة يمثل شرط لإجراء مثل هذه التجاربِ، والتحدي هو كيفية َخْلقَ حالة بحيث تختار الحيوانات بأنفسهم التَفَاعُل وبذلك تُشاركُ في الدراسةِ. إن الحيوان لَمْ يُجبَر علي ذلك، ويُمْكِنُ أَنْ يَمْشي، يَقْفزُ أَو يَطِيرُ بعيداً في أي وقت كان. ' هذا التجريبِ الإيجابيِ ' يَعطي الحيواناتِ الفرصةَ لإبْداء القوة، بدلاً مِنْ أخذ تلك القوة بعيداً؛ و هو أيضا يعود بالنفع علي الحيوان. و يعد هذا مماثل لبَعْض التجاربِ مَع البشرِ، و التي تستند على الموافقةِ المطّلعةِ للمشاركةِ. كَمَا هو الحَال مَعَ كُلّ مثل هذه التجاربِ، على أية حال، فإن مصممو الدراسةِ يَجِبُ أَنْ يَضْمنوا ذلك الإخْتياَر للمُشَارَكَة الحرة بصدق . و من ضمن الأمثلةُ لتجارب الإيجابيِة عمل دِراسَة علي التفاعلاتِ بين الكلابِ الحسّاسةِ و ذويهم، أَو عِلاقات إنسانية حيوانية قَريبة أخرى؛ والتفاعلات المسؤولة بشكل أخلاقي بين أنواع القرودِ التي تشبه الإنسان و غيرها12


المُلاحظات و المراجع:

1. The Principles of Humane Experimental Technique - W.M.S. Russell & R.L. Burch (UFAW, 1992)
2. Interactive video and laser videodiscs are other less common digital video media
3. See entry for P.O.P. Trainer in Part C - Alternatives File
4. See entry for Surgical Training System (Aboud’s Model) in Part C - Alternatives File
5. For example, Glasgow University (UK) is developing a virtual reality simulator for veterinary clinical skills training
6. For a summary of these papers, see Ethically-Sourced Cadaver Surgery: A Submission to Murdoch University’s Division of Veterinary and Biomedical Sciences (Knight, A., 2000). See also Balcombe, and Kumar, in this volume.
7. For example in the UK. British human medical education also involves little harmful animal use.
8. See entry for Biopac in Part C - Alternatives File
9. For example, see Axelsson. M., J. Altimiras & K. Pitsillides (2002). TeleHeart: Using Telemetry to Teach Function and Control of the Human Heart - from face-to-face to distance education.
Bioscience Explained Vol. 1.1. www.bioscience-explained.org. See also entry for TeleHeart in Part C - Alternatives File
10. The Excellence of Turnip Mitochondrial Fractions. Joaquim A.F. Vicente and Vitor M.C. Madeira (2000). Biochemical Education, volume 28, pp. 104-6.
11. Cohen, P.S. & M.L. Block (2001). Field-Based Animal Research Approach for Teaching Learning & Motivation. NUCASE. www.casdn.neu.edu/~nucase/library/cohenandblock.html
12. For example, see Smuts, B. (2001). Encounters with Animal Minds. Journal of Consciousness Studies. Vol. 8, nos. 5-7, pp: 293-309

ليست هناك تعليقات: